در آستان صحيفه - صفحه 180

الجيرانى الاصل ثمّ الاصفهانى الشهير بالأفندى.
قال شارح النخبة السيد عبدالله سبط المحدّث الجزائرى فى اجازته الكبيرة فى ترجمته: كان فاضلاً علامة متبحّرا كثير الحفظ و التتبّع، مستحضرا لأحكام المسائل العقلية و النقلية، يروى عن العلامة المجلسى. رأيته لما قدم الينا و أنا صغير السنّ، و رأيت والدى السيد نورالدين و علماء بلادنا يسألونه و يستيفدون منه. ساح فى اقطار الدنيا كثيرا و حجّ بيت الله، فحصلت بينه و بين شريف مكة منافرة، فسار الى قسطنطنية و تقرب الى السلطان، الى ان عزل الشريف و نصب غيره، و من يومئذ اشتهر بالأفندى.
و كانت لنا كتب عتيقة و كراريس متشتّتة من كتب شتى، ذهبت اوائلها و اواخرها، لا نعرف اسمائها و اسماء مصنّفيها، فعرضها عليه والدى، فعرَّفنا اسمائها و اسماء مصنّفيها و مقدار الساقط من اوّل كلّ منها و آخرها. اخرج اشتباهات صاحب امل الآمل اشياء قيّدها بخطّه على هامش نسختنا الموجودة الان. و كان شديد الحرص على المطالعة و الإفادة، لا يقف ساعة و لا يمل.
و كنت آتى اليه بالكتب، فكان يقربنى اليه و يد عو لى بالخير.
و رأيت من مؤلفاته الصحيفة الثالثة، هى ادعية سيد الساجدين عليه ‏السلام الخارجة من الصحيفة المشهورة و اختها ـ و هى الثانية التى جمعها شيخ محمد الحرّ ـ توفّى فى عشر الثلاثين اى بعد المائة و الألف ـ انتهى.
و له من المصنفات كتاب رياض العلماء و حياض الفضلاء فى عشر مجلدات، رأيت خمسة منها بخطه و لم تخرج الى البياض.
تلمذ على المجلسى و الخوانسارى و السبزوارى و الشيروانى. و يعبر فى هذا الكتاب عن الاول بالاستاد الاستناد، و عن الثانى بالاستاد المحقق، و عن الثالث بالاستاد الفاضل و عن الرابع باستادنا العلامة.
قال فى ترجمة نفسه: و اتفق لى اسفار كثيرة، حيث مضى نصف عمرى فى السفر، و جُلتُ اكثر البلاد من ديار العجم و الروم و البحر و البر و آذربايجان و خراسان و عراق و فارس و قسطنطنية و ديار الشام و مصر، حتّى انّه اتّفق ورودى على اكثر البلاد مرّات عديدة. و رزقنا الله الى يومنا هذا ـ و هو عام ستة و مائة و الف من الهجرة، و قد مضى من

صفحه از 190