مرورى بر احاديث معرفت خدا (2) - صفحه 38

«احتجّ على خلقه برسله» ليهدوهم إلى معرفة ذاته و حشره و نشره و ثوابه. ۱
«خدا با پيامبرانش بر بندگان، حجت را تمام كرد»، تا آنان مردم را به معرفت ذات خدا و حشر و نشر و ثواب الهى هدايت كنند.
و نيز مى‏فرمايد:
«و ندبهم» أي دعاهم «إلى معرفته»، أي معرفة ذاته و صفاته و شرايعه و أحكامه. ۲
همچنين مى‏نويسد:
لمعرفته تعالى طريقان: الأوّل معرفة الحق بالحق و معرفة ذاته الحقّة بذاته أو بجميع الصفات الكماليّة الّتي هي نفس ذاته الأحديّة لا بواسطة أمر خارج عنه و حيثيّات مغايرة له. و هذه المعرفة ليست لميّة لتعاليه عن العلّة، ولا إنّيّة لعدم حصولها بواسطة المعلول. و أيضا المعرفة اللميّة و الإنيّة إنّما تحصلان بالنظر و الاستدلال. و هذه المعرفة إنّما تحصل بالكشف و الظهور للكمّل من أوليائه، كما قال سيد المرسلين «لي مع الله وقت لايسعه ملك مقرب ولانبيٌ مرسل»، و هي مرتبة الفناء في الله بحيث لايشاهد فيها غيره. فهو معروف بالذات لابغيره و كما قال سيد الوصيين اميرالمؤمنين عليه ‏السلام :«ما رأيت شيئا إلاّ و رأيت الله قبله»، إذ لاشبهة في أنّ هذه الرؤية ليست رؤية ظاهريّة، بل هي رؤية قلبيّة ولا في أنّها ليست مستندة إلى واسطة، لاستلزامه بطلان الحصر... و الظاهر أنّ قوله تعالى:«أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شهيد» إشارة إلى هذه المرتبة لأنّ النبى صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ‏وسلم بلغ إلى مقام يرى فيه الربّ بالربّ و به يستشهد على كلّ شيء.
ثمّ الظاهر أنّ هذا إشارة إلى انّه يمكن لكلّ أحدٍ أن يعرف ربّه بربّه بلانظر و استدلال، كما قال بعض الأكابر: إنّ وجود الحق ضروريّ.
الثاني معرفته بالنظر و الاستدلال بما دلّ به على نفسه من الآثار العجيبة و الأفعال الغريبة، كما هو طريق المتكلّمين الذين يستدلّون بوجود الممكنات و طبايعها و

1.ـ شرح اصول كافى ۱/۲۸.

2.ـ شرح اصول كافى ۱/۴۹.

صفحه از 70