40
كتابه عليه السلام إلى أشْعَث بن قَيْس
۰.من كتاب له عليه السلام إلى أشْعَث بن قَيْس عامل أذربيجان :« وإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ ، ولَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أمَانَةٌ ، وأنْتَ مُسْتَرْعىً لِمَنْ فَوْقَكَ ، لَيْسَ لَكَ أنْ تَفْتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ ، ولا تُخَاطِرَ إِلاَّ بِوَثِيقَةٍ ، وفي يَدَيْكَ مَالٌ مِن مَال اللّه عز و جل ، وأنْتَ مِن خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إلَيَّ ، ولَعَلِّي ألاَّ أكُونَ شَرَّ وُلاتِكَ لَكَ ، والسَّلامُ » . ۱
۰.قال نصر : محمَّد بن عُبَيْد اللّه ، عن الجُرْجَاني ّ ، قال : لمَّا بُويِع علي ٌّ وكتَب إلى العُمَّال ، كتَب إلى الأشْعَث بن قَيْس مع زياد بن مَرْحَب الهَمْدانِي ّ ، والأشْعَث ُ على آذربيجان عاملٌ لعثمان ، وقد كان عَمْرو بن عثمان تزوَّج ابنة الأشْعَث بن قَيْس قبل ذلك ، فكتَب إليه علي ّ :« أمَّا بَعْدُ ، فلَوْلا هَناتٌ كُنَّ فِيْكَ، كنْتَ المقدَّمَ في هذا الأمر قَبْل النَّاس ، ولَعَلَّ
أمرك يحْمِلُ بعْضُهُ بَعْضا إنْ اتَّقيتَ اللّه َ ، ثُمَّ إنَّهُ كانَ من بَيْعة النَّاس إيِّايَّ ما قَدْ بَلَغكَ ، وكان طَلْحَة ُ والزُّبَيْرُ مِمَّنْ بايَعانِي ، ثُمَّ نَقَضا بيعتِي على غَيْر حَدَثٍ ، وأخْرَجا أُمَّ المونين وسَارَا إلى البصرة ، فسرتُ إليْهما فالْتَقينا ، فدَعوْتُهم إلى أنْ يَرجعوا فيما خَرَجُوا منْه فأبَوا ، فأبلغْتُ في الدُّعاءِ ، وأحسنْتُ في البقيَّةِ ، وإنَّ عملَكَ ليْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ ، ولكِنَّهُ أمَانَةٌ ، وفي يديك مالٌ مِن مالِ اللّه ِ ، وأنْتَ من خُزَّانِ اللّه ِ عليْه حتَّى تُسَلِّمَهُ إلَيَّ ، ولعلِّي ألاَّ أكونَ شَرَّ وُلاتِكَ لكَ إنْ اسْتَقَمْت ، ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه » . ۲