221
مكاتيب الأئمّة ج1

40

كتابه عليه السلام إلى أشْعَث بن قَيْس

۰.من كتاب له عليه السلام إلى أشْعَث بن قَيْس عامل أذربيجان :« وإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ ، ولَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أمَانَةٌ ، وأنْتَ مُسْتَرْعىً لِمَنْ فَوْقَكَ ، لَيْسَ لَكَ أنْ تَفْتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ ، ولا تُخَاطِرَ إِلاَّ بِوَثِيقَةٍ ، وفي يَدَيْكَ مَالٌ مِن مَال اللّه عز و جل ، وأنْتَ مِن خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إلَيَّ ، ولَعَلِّي ألاَّ أكُونَ شَرَّ وُلاتِكَ لَكَ ، والسَّلامُ » . ۱

۰.قال نصر : محمَّد بن عُبَيْد اللّه ، عن الجُرْجَاني ّ ، قال : لمَّا بُويِع علي ٌّ وكتَب إلى العُمَّال ، كتَب إلى الأشْعَث بن قَيْس مع زياد بن مَرْحَب الهَمْدانِي ّ ، والأشْعَث ُ على آذربيجان عاملٌ لعثمان ، وقد كان عَمْرو بن عثمان تزوَّج ابنة الأشْعَث بن قَيْس قبل ذلك ، فكتَب إليه علي ّ :« أمَّا بَعْدُ ، فلَوْلا هَناتٌ كُنَّ فِيْكَ، كنْتَ المقدَّمَ في هذا الأمر قَبْل النَّاس ، ولَعَلَّ
أمرك يحْمِلُ بعْضُهُ بَعْضا إنْ اتَّقيتَ اللّه َ ، ثُمَّ إنَّهُ كانَ من بَيْعة النَّاس إيِّايَّ ما قَدْ بَلَغكَ ، وكان طَلْحَة ُ والزُّبَيْرُ مِمَّنْ بايَعانِي ، ثُمَّ نَقَضا بيعتِي على غَيْر حَدَثٍ ، وأخْرَجا أُمَّ المونين وسَارَا إلى البصرة ، فسرتُ إليْهما فالْتَقينا ، فدَعوْتُهم إلى أنْ يَرجعوا فيما خَرَجُوا منْه فأبَوا ، فأبلغْتُ في الدُّعاءِ ، وأحسنْتُ في البقيَّةِ ، وإنَّ عملَكَ ليْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ ، ولكِنَّهُ أمَانَةٌ ، وفي يديك مالٌ مِن مالِ اللّه ِ ، وأنْتَ من خُزَّانِ اللّه ِ عليْه حتَّى تُسَلِّمَهُ إلَيَّ ، ولعلِّي ألاَّ أكونَ شَرَّ وُلاتِكَ لكَ إنْ اسْتَقَمْت ، ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه » . ۲

1.نهج البلاغة : الكتاب۵ .

2.وقعة صفِّين : ص۲۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۴ ص۳۴ ، العقد الفريد : ج۴ ص۳۳۰ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۸۳ ، الفتوح : ج۲ ص۳۶۷ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۳۸۲ .


مكاتيب الأئمّة ج1
220

38

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.« أمَّا بعدُ ، فَو اللّه ِ ما قَتَلَ ابنَ عَمِّكَ غَيرُكَ ، وإنِّي أرجو أَنْ أُلحِقُكَ بهِ علَى مِثلِ ذَنْبِهِ وأعظَمِ مِن خَطيئَتِهِ ، وإنَّ السَّيفَ الَّذي ضَرَبْتُ بِهِ أباكَ وأهلَكَ لَمَعِي دائِمٌ ، واللّه ِ ما استَحدَثتُ دِينا، ولا استَبْدَلتُ نَبِيَّا ، وإنِّي على المِنْهاجِ الَّذي تَرَكْتُموهُ طائِعينَ ، وأُدخِلْتُم فيهِ كارِهينَ . » ۱

39

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.نقل المفيد رحمه الله في الإختصاص :
كتب معاوية بن أبي سُفْيَان إلى عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه :
بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؛
أمَّا بعدُ ، يا علي ّ ، لأضْرِبَنَّك بشِهابٍ قاطِعٍ ، لا يذكّيه الرِّيح ، ولا يطفئه الماء ، إذا اهتزَّ وقَع ، وإذا وقَع نقَب ، والسَّلام .
فلمَّا قرَأ عليّ عليه السلام كتابه ، دعَا بدواةٍ وقِرطاس ، ثُمَّ كتَب :
« بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أمَّا بعدُ يا مُعاوِيَةُ ، فقد كَذِبْتَ ، أنَا عليُّ بنُ أبي طالِب ، وأنَا أبو الحَسَنِ والحُسَيْن ِ ، قاتِلُ جَدِّكَ ، وعمِّكَ ، وخالِكَ ، وأبيِكَ ، وأنَا الَّذي أفْنَيْتُ قَوْمَكَ في يَوْمِ بدْر ٍ ، ويوم فتْح ٍ ، ويوم أُحدٍ ، وذلك السَّيْفُ بيَدِي تحْمِلُه ساعِدي بجُرْأةِ قلبِي ، كما خلَّفَه النَّبيُّ صلى الله عليه و آله بكَفِّ الوصيِّ ، لمْ أسْتَبْدِل باللّه ربَّا ، وبمحمَّد ٍ صلى الله عليه و آله نبيَّا ، وبالسَّيف بدَلاً ، والسَّلام على مَن اتَّبع الهُدى » . ۲

1.العِقد الفريد : ج۳ ص۳۳۰ .

2.الإختصاص : ص۱۳۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص ۲۸۶ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 109379
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي