271
مكاتيب الأئمّة ج2

كتابه عليه السلام إلى ابن عبَّاس

۰.كان ابن عبَّاس يقول : ما انْتفعت بكلامٍ بعدَ كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله كانتفاعي بهذا الكلامِ :« أمَّا بعدُ ، فإنَّ المَرءَ قدْ يَسُرُّهُ دَرْكُ ما لَمْ يكُنْ لِيَفُوتَهُ ، ويَسُوؤ فَوْتُ ما لَم يكُنْ لِيُدْرِكَهُ ، فلْيَكُنْ سُرُورُكَ بِما نِلْتَ مِن آخِرَتِكَ ، ولِيَكُن أسَفُكَ علَى ما فَاتَكَ مِنْها ، وما نِلْتَ مِن دُنيْاكَ فلا تُكْثِر بهِ فَرَحا ، وما فاتَك مِنها فَلاَ تَأْسَ عَليْهِ جَزَعا ، ولِيَكُن هَمُّك فيما بَعدَ المَوْتِ . » ۱

۰.وهذا الكتاب أورده محمَّد بن يعقوب رحمه الله في الكافي هكذا :
عِدَّةٌ من أصْحَابِنا ، عن سَهْلِ بن زِيَادٍ ، عن عَلِيِّ بن أسْبَاطٍ ، رَفَعَهُ قال : كَتَبَ أمِيرُ المُؤمِنِين عليه السلام إلى ابن عَبَّاسٍ :
« أمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ يَسُرُّ المَرْءَ ما لمْ يَكُن لِيَفُوتَهُ ، ويَحْزُنُهُ ما لمْ يَكُن لِيُصِيبَهُ أبَدا ، وإنْ جَهَدَ فَلْيَكُنْ سُرُورُكَ بما قَدَّمْتَ مِن عَمَلٍ صَالِحٍ ، أو حُكْمٍ ، أو قَوْلٍ ، ولْيَكُنْ أسَفُكَ فيما فَرَّطْتَ فيه من ذَلِكَ ، ودَعْ ما فَاتَكَ من الدُّنْيَا ، فلا تُكْثِرْ علَيْه حَزَنا ، وما أصَابَكَ مِنْها فلا تَنْعَمْ بِه سُرُورا ، ولْيَكُنْ هَمُّكَ فِيما بَعْدَ المَوْتِ ، والسَّلامُ . » ۲

۰.ومثله على ما في نهج البلاغة :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الْمَرْءَ لَيَفْرَحُ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَهُ ، ويَحْزَنُ عَلَى الشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، فَلا يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ فِي نَفْسِك مِنْ دُنْيَاك بُلُوغُ لَذَّةٍ أو شِفَاءُ غَيْظٍ ، ولكِنْ إِطْفَاءُ بَاطِلٍ أو إِحْيَاءُ حَقٍّ ، ولْيَكُنْ سُرُورُك بِمَا قَدَّمْتَ ، وأَسَفُك عَلَى مَا
خَلَّفْتَ ، وهَمُّك فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ » . ۳

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۵ ص۱۴۰ .

2.الكافي : ج۸ ص۲۴۰ ح۳۲۷ .

3.نهج البلاغة : الكتاب۶۶ .


مكاتيب الأئمّة ج2
270
  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 71079
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي