205
مكاتيب الأئمّة ج3

26 ـ وأمَّا حَقُّ مولاكَ الجاريَةُ عليهِ نِعمَتُكَ :

۰.فَأنْ تَعلَمَ أنَّ اللّه َ جَعَلَكَ حامِيَةً عَلَيهِ ، وَوَاقِيةً وناصِراً ومَعْقِلاً ، وجَعَلَهُ لَكَ وسيلَةً وسَبباً بينَك وبَينَهُ ، فبالْحَريِّ أنْ يحْجُبَك عَنِ النَّارِ ، فَيَكونُ في ذلِكَ ثوابٌ مِنهُ في الآجِلِ ، ويُحكَم لَكَ بميراثِهِ في العاجِلِ ، إذا لم يَكُن لَهُ رَحِمٌ مكافأةً لِما أنْفَقْتَهُ مِن مالِكَ عَلَيهِ ، وقُمتَ بهِ مِن حَقِّهِ بَعدَ إنفاقِ مالِكَ ، فإنْ لم تقم بِحَقّهِ خِيفَ عَلَيكَ أنْ لا يُطيِّبَ لَكَ مِيراثَهُ ، ولا قُوَّة إلاَّ باللّه ِ .

27 ـ وأمَّا حقُّ ذي المَعروفِ عَلَيْكَ :

۰.فأنْ تَشكُرَهُ وتَذكُرَ معروفَهُ وتَنْشُرَ لَهُ المقالَةَ الحَسَنَة ، وتُخلِصَ لَهُ الدُّعاءَ فيما بينَكَ وبَينَ اللّه ِ سُبحانَهُ ، فإنَّكَ إذا فَعَلتَ ذلِكَ كُنتَ قَد شَكرتَهُ سِرّاً وعَلانِيَةً ، ثُمَّ إنْ أمْكَنَ مُكافأتُهُ بالفِعلِ كافأْتَهُ ، وإلاَّ كُنتَ مُرْصِداً لَهُ مُوَطِّناً نفسَكَ عَلَيها .

28 ـ وأمَّا حقُّ المؤذِّن :

۰.فأنْ تعلَمَ أنَّهُ مُذكِّرُكَ بِربِّكَ ، وداعيكَ إلى حَظِّكَ ، وأفضلُ أعوانِكَ على قضاءِ الفريضَةِ الَّتي افترضَها اللّه ُ عَلَيكَ، فَتشْكرُهُ على ذلِكَ شُكْرَكَ للمُحْسِنِ إلَيكَ ، وإنْ كُنتَ في بَيتِكَ مهتَمّاً لذلِكَ لَم تَكُن للّه ِ في أمرِهِ مُتَّهِماً ، وعَلِمْتَ أنَّهُ نِعمَةٌ مِنَ اللّه ِ عَلَيكَ ، لا شَكَّ فيها، فَأَحسِن صُحْبَةَ نِعمَةِ اللّه ِ بِحَمدِ اللّه ِ عَلَيها على كُلِّ حالٍ ، ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ .


مكاتيب الأئمّة ج3
204

22 ـ وأمَّا حقُّ أبيك :

۰.فتعلَم أنَّه أصلُكَ ، وأنَّكَ فرعُه ، وأنَّك لَولاهُ لَم تَكُن، فَمَهما رأيتَ في نَفسِكَ مِمَّا يُعجِبُكَ ، فاعلَم أنَّ أباكَ أصلُ النِّعمَةِ علَيكَ فيهِ، واحمَدِ اللّه َ واشكُرهُ على قَدرِ ذلِكَ . ولا قُوَّة إلاَّ باللّه ِ .

23 ـ وأمَّا حقُّ وَلَدِك :

۰.فَتَعْلَمُ أنَّهُ مِنكَ ، ومُضافٌ إليكَ في عاجِلِ الدُّنيا بِخَيرِهِ وشَرِّهِ ، وأنَّك مَسؤولٌ عمَّا وَلّيتَهُ مِن حُسْنِ الأدَبِ والدَّلالةِ إلى رَبِّهِ ، والمَعونَةِ لَهُ على طاعَتِهِ فيكَ وفِي نفسِهِ ، فمُثابٌ على ذلِكَ ومُعاقَبٌ ، فاعمَل في أمرهِ عَمَل المُتزَيِّنِ بِحُسنِ أثرِهِ عَلَيهِ في عاجِلِ الدُّنيا ، المُعَذِّر إلى ربِّهِ فيما بينَكَ وبينَهُ بحُسْنِ القِيام عَلَيهِ والأخْذِ لَهُ مِنهُ ، ولا قُوَّة إلاَّ باللّه ِ .

24 ـ وأمَّا حقُّ أخيك :

۰.فَتَعْلَمُ أنَّه يدُكَ الَّتي تَبْسُطُها، وظهْرُكَ الَّذي تَلْتَجِئُ إليهِ ، وعِزُّك الَّذي تَعتمِدُ عَلَيهِ ، وَقُوَّتُكَ الَّتي تَصولُ بها ، فلا تتَّخذْهُ سِلاحاً على مَعصِيَةِ اللّه ِ ، ولا عُدَّةً للظُّلم بِحَقِّ اللّه َ ، ولا تَدَع نُصْرَتَهُ على نَفسِهِ ، ومعونَتَهُ على عَدُوِّهِ ، والحَوْلَ بينَهُ وبينَ شَياطينهِ ، وَتَأدِيَةَ النَّصيحَةِ إلَيهِ ، وَالإقبالَ عَلَيهِ في اللّه ِ ، فإنِ انْقادَ لِربِّهِ وأحْسَن الإجابَة لَهُ ، وإلاَّ فَليَكُنِ اللّه ُ آثرَ عِندَكَ ، و أكرَمَ عَلَيكَ مِنهُ .

25 ـ وأمَّا حقُّ المُنْعِمِ عَلَيكَ بالوَلاء :

۰.فَأن تَعْلَمَ أنَّهُ أنفَقَ فيكَ مالَهُ ، وأخرجَكَ مِن ذُلِّ الرِّقِّ ، ووَحشَتِهِ إلى عِزِّ الحُرِّيَّةِ وأُنْسِها ، وأطلقَكَ مِن أسْر المَلكَةِ ، وفَكَّ عَنكَ حَلَقَ العُبودِيَّةِ ، وأوْجدَكَ رائِحَةَ العِزِّ ، وأخرجَكَ من سِجْن القَهْرِ ، ودفع عنك العُسْرَ ، وبسَط لكَ لسانَ الإنْصافِ ،
وأباحَكَ الدُّنيا كُلَّها ، فملَّكَكَ نفسَكَ ، وحَلَّ أسرَكَ ، وَفرَّغكَ لِعبادَةِ رَبِّكَ ، واحتَمَل بذلِكَ التَّقْصيرَ في مالِهِ ، فَتَعلَمُ أنَّهُ أوْلى الخَلقِ بِكَ بَعدَ أُولي رَحِمِكَ في حياتِكَ ومَوْتِكَ ، وأحَقُّ الخَلْقِ بِنَصْرِكَ ومَعونَتِكَ ، ومُكانَفَتِكَ في ذاتِ اللّه ِ ، فلا تُؤثِر عَليهِ نَفسَكَ ما احتاجَ إلَيكَ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 60228
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي