207
مكاتيب الأئمّة ج3

32 ـ وأمَّا حقُّ الصَّاحِب :

۰.فأنْ تصْحبَهُ بالفَضلِ ما وَجدْتَ إليهِ سبيلاً ، وإلاَّ فَلا أقلَّ مِنَ الإنصافِ ، وأنْ تُكرِمَهُ كما يكْرِمُكَ ، وتحْفظَهُ كما يَحْفَظُكَ ، ولا يَسبِقَكَ فيما بينَكَ وبَينَهُ إلى مَكرُمَةٍ ، فإنْ سبَقَكَ كافأْتهُ ، ولا تُقَصِّرْ بهِ عمَّا يَستحِقُّ من المَوَدَّةِ تُلْزِمُ نفسَكَ نَصيحَتَهُ وحِياطتَهُ ، ومعاضَدَتَهُ على طاعَةِ ربِّهِ ، ومعونَتَهُ على نَفسِهِ ، فيما لا يَهُمُّ بهِ من مَعصِيَةِ ربِّهِ ، ثُمَّ تكونُ عَلَيهِ رَحمَةً ، ولا تكونُ عَلَيهِ عَذاباً ، ولا قُوَّة إلاَّ باللّه ِ .

33 ـ وأمَّا حقُّ الشَّريكِ :

۰.فإنْ غابَ كفيْتَهُ ، وإنْ حَضَرَ ساوَيْتَهُ ، ولا تَعْزِم على حُكمِكَ دونَ حُكمِهِ ، ولا تَعمَل بِرأيِكَ دونَ مُناظَرَتِهِ ، وتَحفَظَ عَلَيهِ مالَهُ ، وتَنْفي عَنهُ خيانَتَهُ فيما عَزَّ أوْ هانَ ، فإنَّهُ بَلَغَنا أنَّ يدَ اللّه ِ عَلى الشَّريكَينِ ما لَم يتَخاوَنا ، ولا قُوَّة إلاَّ باللّه ِ .

34 ـ أمَّا حَقُّ المالِ :

۰.فأنْ لا تأخُذَهُ إلاَّ مِن حِلِّهِ ، ولا تُنْفِقَهُ إلاَّ في حِلِّهِ ، ولا تُحَرِّفَهُ عَن مواضِعِهِ ، ولا تَصرِفَهُ عَن حقائِقِهِ ، ولا تجعَلَهُ إذا كانَ مِنَ اللّه ِ إلاَّ إليهِ ، وسَبَباً إلى اللّه ُ لا تُؤثِرُ بهِ على نَفسِكَ مَن لَعَلَّهُ لا يَحْمَدُكَ، وبالحَرِيِّ أنْ لا يُحسِنَ خِلافَتَهُ في تَرِكَتِكَ ، ولا يَعمَلُ فيهِ بِطاعَةِ رَبِّكَ فَتكونَ مُعِيناً لَهُ على ذلِكَ ، أو بِما أحدَثَ في مالِكَ أحسنَ نظراً لِنَفسِهِ ، فَيَعمَلَ بِطاعَةَ رَبِّهِ فيذْهَبُ بِالغَنيمَةِ ، وتَبُوءُ بالإثمِ والحَسرَةِ والنَّدامَةِ مَعَ التَّبِعَةِ ، ولا قُوَّة إلاَّ باللّه ِ .

35 ـ وأمَّا حَقُّ الغَريمِ الطَّالبِ لَكَ :

۰.فَإنْ كُنتَ موسِراً أوْفيتَهُ وكَفَيْتَه وأغنَيتَهُ ، ولَم تردُدْهُ وتَمْطُلْهُ ، فَإنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله
قالَ : مَطْلُ الغنيِّ ظُلْمٌ . وإنْ كُنتَ معسِراً أرضَيتَهُ بِحُسْنِ القَولِ ، وطلَبتَ إليهِ طَلَباً جَميلاً ، ورَدَدْتهُ عن نفسِكَ رَدّاً لَطيفاً ، ولَم تَجمَع عَليهِ ذَهابَ مالِهِ وَسوءَ مُعامَلَتِهِ ، فإنَّ ذلِكَ لُؤمٌ ، و لا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ .


مكاتيب الأئمّة ج3
206

29 ـ وأمَّا حقُّ إمامِكَ في صلاتِكَ :

۰.فَأنْ تَعلَمَ أنَّهُ قَد تَقَلَّدَ السَّفارَةَ فيما بَينَكَ وَبَينَ اللّه ِ ، والوِفادَةَ إلى رَبِّكَ ، وَتكَلَّمَ عَنكَ ولَم تَتَكلَّم عَنهُ ، ودعا لَكَ ولَم تَدْعُ لَهُ ، وطلَبَ فيكَ ولم تَطْلُب فيهِ ، وَكَفاكَ هَمَّ المُقامِ بَينَ يَدي اللّه ِ ، والمُساءَلَةَ لَهُ فَيكَ ، ولَم تَكْفِهِ ذلِك ، فإنْ كان في شيْءٍ من ذلِكَ تقْصِيرٌ كان بهِ دونَكَ ، و إنْ كانَ آثِماً لَم تَكُن شريكَهُ فيه ولَم يَكُن لهُ عَلَيكَ فَضلٌ ، فوَقى نفسَكَ بنَفسِهِ ، وَوَقى صَلاتَكَ بِصَلاتِهِ ، فتشْكُرَ لَهُ على ذلِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ .

30 ـ وأمَّا حقُّ الجلِيسِ :

۰.فأنْ تُلِينَ لَهُ كَنفَكَ ، وتُطِيبَ لَهُ جانِبَكَ ، وتُنصِفَهُ في مُجاراةِ اللَّفظِ ، ولا تُغْرِقَ في نَزْعِ اللَّحْظِ إذا لَحَظْتَ ، وتَقْصِدَ في اللَّفظِ إلى إفْهامِهُ إذا لَفَظْتَ ، وإنْ كُنتَ الجَلِيسَ إليهِ كُنتَ في القيامِ عَنهُ بالخِيارِ ، وإنْ كان الجالِسَ إليكَ كانَ بالخِيارِ ، ولا تَقومَ إلاَّ بإذْنِهِ ، ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ .

31 ـ وأمَّا حقُّ الجارِ :

۰.فحِفْظُهُ غائِباً ، وكَرَامَتُه شاهِداً ، ونُصرَتُهُ ومعونَتُهُ في الحَاليْنِ جَميعاً ، لا تتبَّعَ لَهُ عَوْرةً ، و لا تَبْحَث لَهُ عَن سَوْأةٍ لِتعْرِفَها ، فإنْ عَرَفْتَها مِنهُ مِن غَير إرادَةٍ مِنكَ ولا تكَلُّفٍ ، كُنتَ لِما عَلِمْتَ حِصْناً حصِيناً ، وسِتْراً سَتِيراً ، لو بَحَثَتِ الأسِنَّةُ عَنهُ ضَمِيراً لَم تتصِلْ إليهِ ، لانْطِوائِهِ عَلَيهِ ، لا تَستَمِع عَلَيهِ مِن حَيثُ لا يَعلَمُ ، لا تُسْلِمْهُ عِندَ شَديدَةٍ ، ولاتَحْسُدْهُ عِندَ نِعمَةٍ ، تُقِيلُ عَثْرتَهُ ، وَتغْفِرُ زَلَّتهُ ، ولا تدَّخِر حِلْمَكَ عَنهُ إذا جَهِلَ عَلَيكَ ، ولا تَخرُج أنْ تكونَ سِلْماً لَهُ تَرُدُّ عَنهُ لِسانَ الشَّتِيمَةِ ، وتُبْطِلُ فيه كَيدَ حامِلِ النَّصيحَةِ ، وتعاشِرُهُ مُعاشرَةً كَريمَةً ، ولا حَولَ ولا قوَّة إلاَّ باللّه ِ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 59153
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي