215
مكاتيب الأئمّة ج3

13

كتابُه عليه السلام إلى عبد الملك بن مروان

يحذِّره من الاغترار

۰.في البصائر والذّخائر :
كتب عليّ بن الحسين عليهماالسلام إلى عبد الملك بن مروان :
«أمَّا بعدُ ؛ إنَّك أعزُّ ما تكونُ باللّه ِ ، أحوجُ ما تكونُ إليهِ ، فإنْ عَزَزْت بِه فاعفُ لَهُ ، فإنَّكَ بُه مُقَدّرٌ وإلَيهِ تُرجَعُ» ۱ . ۲

1.البصائر والذخائر لأبي حيّان التوحيدي : ج ۱ ص ۲۰۸ الرقم۶۳۶ .

2.في تاريخ مدينة دمشق : قال أبو بكر بن دريد : وكتب عبد الملك إلى الحجَّاج في أيَّام ابن الأشعث : إنَّك أعزُّ ما تكون باللّه ، أحوج ما تكون إليه ، وإذا عززت باللّه فاعف له ، فإنَّك به تعزُّ وإليه تُرجع.(ج۳۷ ص ۱۴۱ وراجع : البداية والنهاية : ج ۹ ص ۷۹).


مكاتيب الأئمّة ج3
214

12

كتابُه عليه السلام إلى المختار

جواباً لكتاب وصله منه

أبو حمزة الثماليّ قال : كنت أزور عليّ بن الحسين عليه السلام في كلّ سنة مرَّة في وقت الحجّ ، فأتيته سنة من ذاك وإذا على فخذه صبيّ ، فقعدت إليه وجاء الصبيّ فوقع على عتبة الباب فانشجّ ، فوثب إليه عليّ بن الحسين عليه السلام .. . ويقول له : «يا بُنيَّ أعيذُكَ باللّه ِ أن تكونَ المصلوبَ في الكُناسَةِ» .
قُلتُ : بأبي أنتَ وأمِّي وأيُّ كُناسَةٍ؟
قال : «كُناسَةُ الكوفَةِ» .
قلتُ : جُعِلتُ فِداكَ أو يكونُ ذلِكَ؟
قال : «إي والّذي بعث محمّداً بالحقّ ، إنْ عشتَ بعدي لترينَّ هذا الغلامَ في ناحِيةٍ مِن نَواحي الكُوفَةِ مَقتولاً مَدفوناً مَنبوشاً مَسلوباً مَسحوباً مَصلوباً فِي الكُناسَةِ ، ثُمَّ يُنزَلُ ويُحرَقُ ويُدَقُّ ويذرَّى في البرِّ» .
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ وما اسمُ هذا الغُلامِ؟
قال : «هذا ابني زَيدٌ» . ثُمَّ دَمِعَت عَيناهُ ، ثُمَّ قالَ :
«أَلا أحدِّثُكَ بِحديثِ ابني هذا؟ بَينا أنا ليلةً ساجِدٌ وراكِعٌ إذ ذهَبَ بي النَّومُ في بَعضِ حالاتي ،
فرأيتُ كأنِّي فِي الجنَّةِ ، وكأنَّ رسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وفاطمةَ والحَسنَ والحُسينَ قد زَوَّجوني جارِيَةً مِن حُور العينِ ، فواقَعتُها فاغتَسلتُ عِندَ سِدرَةِ المُنتهى وَوَليتُ ، وهاتِفٌ بي يهتِفُ : لِيَهنِكَ زَيدٌ ، لِيَهنِكَ زَيدٌ ، لِيَهنِكَ زَيدٌ ، فاستَيقَظتُ فَأصَبتُ جَنابَةً ، فَقُمتُ فتطهَّرتُ۱للصلاة ، وصَلَّيتُ صَلاةَ الفَجرِ ، وَدُقَّ البابُ ، وقيلَ لي : على الباب رجُلٌ يطلبُكَ ، فَخَرجتُ فإذا أنا بِرَجُلُ مَعَهُ جارِيَةٌ ملفوفٌ كُمُّها عَلى يَدِهِ ، مُخَمَّرَةٌ بِخِمارٍ .
فَقُلتُ : حاجَتُكَ؟
فقال : أردتُ عليَّ بنَ الحُسينِ .
قُلتُ : أنا عليُّ بنُ الحُسَينِ .
فَقالَ : أنا رَسولُ المُختارِ بنِ أبي عُبَيدٍ الثَّقفيِّ ، يُقرِؤكَ السَّلامَ ويَقولُ : وَقَعت هذهِ الجارِيَةُ في ناحِيَتِنا فاشتَرَيتُها بِستمائَةِ دينارٍ ، وَهذهِ ستمائَةُ دينارٍ فاستَعِن بِها على دَهرِكَ . وَدَفَعَ إليَّ كِتاباً ، فَأَدخَلتُ الرَّجُلَ والجارِيَةَ ، وكَتَبتُ لَهُ جَوابَ كِتابهِ وأَتَيتُ بهِ إلى الرَّجُلِ .. . »۲.

وَلَم يَذكُر نَصَّ الجَوابِ .

1.في المصدر : «وطهرت» وما أثبتناه هو الصحيح كما في بحار الأنوار .

2.فرحة الغري : ص ۱۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۱۸۳ ح ۴۸ نقلاً عنه ، ذوب النضار : ص ۶۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 59117
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي