237
مكاتيب الأئمّة ج3

4

كتابُهُ عليه السلام في الأئَمّةِ

۰.حدَّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن إسمعيل ، عن منصور ، عن طلحة بن زيد ومحمّد بن عبد الجبّار بغير هذا الإسناد ، يرفعه إلى طلحة بن زيد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :قرأت في كتاب أبي : الأئِمَّةُ ۱ في كِتابِ اللّه ِ إمامانِ : إمامُ الهُدى ، وإمامُ الضَّلالِ .
فأمَّا أئِمَّة الهُدى فَيُقدِّمونَ أمرَ اللّه ِ قَبلَ أمرِهِم ، وَحُكْمَ اللّه ِ قَبلَ حُكْمِهِم .
وَأمَّا أئِمَّةُ الضَّلالِ ، فَإنَّهُم يُقَدِّمونَ أمْرَهُم قَبلَ أمْرِ اللّه ِ ، وحُكْمَهُم قَبلَ حُكْمِ اللّه ِ ، اتِّباعاً لِأَهوائِهِم ، وخِلافاً لِمَا فِي الكتابِ . ۲

5

كتابه عليه السلام لعمر بن عبد العزيز

تاريخ اليعقوبي ـ في وفاةِ عليّ بن الحسين عليه السلام ـ :
وذكره يوماً عمر بن عبد العزيز ، فقال : ذهب سراج الدُّنيا ، وجمال الإسلام ، وزين العابدين .
فقيل له : إنّ ابنه أبا جعفر ـ محمّد بن عليّ ـ فيه بقيّة ، فكتب عمر يختبره ، فكتب إليه محمّد كتاباً يعظه ويخوّفه .
فقال عمر : أخرِجوا كتابه إلى سليمان ، فأُخرج كتابه ، فوجده يقرّظه ، ويمدحه ، فأنفذ إلى عامل المدينة ، وقال له : أحضِر محمّداً ، وقل له : هذا كتابك إلى سليمان
تقرّظه ، وهذا كتابك إليّ مع ما أظهرت من العدل والإحسان .
فأحضره عامل المدينة ، وعرّفه ما كتب به عمر ، فقال عليه السلام : إنّ سليمانَ كانَ جَبّاراً ، كتبتُ إليهِ بما يُكتبُ إلى الجَبّارينَ ، وإنَّ صاحِبَك أظهَرَ أمراً فكتَبتُ إلَيهِ بِما شاكَلَهُ .
وكتب عامل عمر إليه بذلِكَ ، فقال عمر : إنّ أهلَ هذا البَيتِ لا يُخلِيهم اللّه ُ مِن فضلٍ . ۳

1.في المصدر : «أئمّة» ، والتصويبُ من بحارِ الأنوار .

2.بصائر الدرجات : ص ۳۲ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۱۵۶ ح ۱۴ نقلاً عنه.

3.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۳۰۵.


مكاتيب الأئمّة ج3
236

3

كتابُه عليه السلام إلى سَعْد الخَير

في معرفة الإمام و . . .

۰.محمَّد بن يحيَى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن عمِّه حمزة بن بزيع ، قال : كتَب أبو جعفر عليه السلام إلى سعْد الخَيْر :«بسم اللّه الرَّحْمن الرَّحيم
أمَّا بَعْدُ ، فَقَد جاءَني كِتابُكَ تَذْكُرُ فيهِ مَعرِفَةَ ما لا يَنْبَغي تَرْكُهُ ، وطاعَةَ مَن رِضا اللّه ِ رِضاهُ ، فَقُلتَ مِن ذلِكَ لِنَفسِكَ ما كانَت نَفسُكَ مُرْتَهَنَةً لَو تَرَكْتَهُ ، تَعْجَبُ أنَّ رِضا اللّه ِ وطاعَتَهُ وَنَصيحَتَهُ لا تُقْبَل وَلا تُوجَدُ ولا تُعْرَفُ إلاّ فِي عِبادٍ غُرَباءَ أخْلاءً من النَّاس ، قد اتَّخَذَهُم النَّاسُ سِخْرِيّاً لما يَرْمُونَهُم بهِ مِنَ المُنكَراتِ ، وكان يُقالُ : لا يَكونُ المُؤمنُ مُؤمِنا حَتَّى يَكونَ أبْغَضَ إلى النَّاسِ مِن جِيفَةِ الحِمارِ ، وَلَولا أنْ يُصيبَكَ مِنَ البَلاءِ مِثْلُ الَّذي أصابَنا فَتَجعَلَ فِتْنةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللّه ِ ـ وأُعيذُكَ باللّه ِ وَإيَّانا من ذلِكَ ـ لَقَرُبْتَ عَلى بُعْدِ مَنزِلَتِكَ .
وَاعلَم رَحِمَكَ اللّه ُ ، أنَّهُ لا تُنالُ مَحَبَّةُ اللّه ِ إلاّ بِبُغْضِ كَثيرٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلا ولايَتُهُ إلاّ بمُعاداتِهِم ، وَفَوْتُ ذلِكَ قَلِيلٌ يَسيرٌ ، لِدَرْكِ ذلِكَ مِنَ اللّه ِ لِقَومٍ يَعلَمونَ .
يا أخي ، إنَّ اللّه َ عز و جل جَعَلَ في كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقايا مِن أهْلِ العِلمِ ، يَدْعُونَ مَن ضَلَّ إلى الهُدى ، ويَصْبِرونَ مَعَهُم عَلى الأذَى ، يُجيبون دَاعِيَ اللّه ِ ، ويَدعونَ إلى اللّه ِ ، فأبْصرْهم رَحِمَكَ اللّه ُ ، فَإنَّهم في مَنْزِلَةٍ رَفيعَةٍ ، وإنْ أصابَتْهُم في الدُّنيا وَضِيعَةٌ ، إنَّهم يُحْيونَ بِكتابِ اللّه ِ المَوْتى ، ويُبَصِّرُنَّ بِنورِ اللّه ِ مِنَ العَمَى .
كَم مِن قتيلٍ لاِءبْليسَ قَدْ أحْيَوْهُ ، وكَم من تَائِهٍ ضَالٍّ قد هَدَوْهُ يَبْذُلون دِماءَهُمْ دُونَ هَلَكَةِ العِبادِ ، وَما أحسَنَ أثَرَهُم عَلى العبادِ ، وأقْبحَ آثارَ العبادِ عَلَيهِم» . ۱

1.الكافي :ج ۸ ص ۵۶ ح ۱۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۶۲ ح ۳.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 59652
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي