253
مكاتيب الأئمّة ج3

13

صحيفته عليه السلام في مسائل شبه الخصومة

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النُّعمان ، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصَّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان بن عثمان ، عن
إسماعيل الجعفيّ ۱ ، قال : دخل رجل على أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلامومعه صحيفة مسائل شبه الخصومة .
فقال له أبو جعفر عليه السلام هذهِ صَحيفَةُ تَخاصُمٍ على الدّينِ الّذي يَقبَلُ اللّه ُ فيهِ العَمَلَ .
فقالَ : رَحِمَكَ اللّه ُ ، هذا الّذي أُريدُ .
فقال أبو جعفر عليه السلام : أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنّ مُحَمّداً عَبدُهُ ورَسولَهُ ، وتُقِرُّ بما جاءَ من عندِ اللّه ِ ، والوِلايَةِ لنا أهلَ البَيتِ ، والبراءَةِ مِن عَدُوِّنا ، والتَّسليم۲لنا ، والتَّواضُعِ والطُّمَأْنينَةِ ، وانتظارِ أمرِنا ، فَإنَّ لنا دولَةً إنْ شاءَ اللّه ُ تَعالى جاءَ بِها .۳

1.إسماعيل بن جابر في رجال النّجاشي : إسماعيل بن جابر الجعفيّ روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام ، وهو الّذي روى حديث الأذان . له كتاب ذكره محمّد بن الحسن بن الوليد في فهرسته .(ص۳۲ الرقم۷۱) . وفي معجم رجال الحديث :إسماعيل بن جابر = إسماعيل الجعفي . . .وقد تحصل مما ذكرنا ، أن إسماعيل بن جابر الذي ذكر الشّيخ ـ قده ـ وذكر أن راوي كتابه صفوان ، هو الّذي أدرك الباقر عليه السلام ، وروى عنه وعن الصادق عليه السلام ، وقد أدرك الكاظم عليه السلام أيضاً ، ولكن لم تثبت روايته عنه عليه السلام ، وإن كان من المظنون أنّه روى عنه عليه السلام أيضا ،... وأمّا روايته عن الباقر والصادق عليهماالسلام فهي كثيرة تقرب من مائة رواية ، وقد شهد النّجاشي بأنّه إسماعيل بن جابر الجعفيّ ، وذكر طريقه إليه ، إذن الكتاب له ، والرّوايات عنه ، وإن لم يصرح في تلك الرّوايات بأن إسماعيل بن جابر هو الجعفيّ ، ولكن يثبت ذلك بشهادة النّجاشيوشهادة الشّيخ ، فإن إسماعيل بن جابر الّذي روى عن الباقر عليه السلام منحصر في إسماعيل بن جابر الجعفيّ ، وأما إسماعيل بن جابر الخثعمي فقد عرفت أنه لا وجود له . . . فعلى هذا يكون إسماعيل بن جابر الّذي ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام هو إسماعيل بن جابر الجعفي الّذي ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام . وللشيخ إليه طريقان : أحدهما صحيح ، والآخر ضعيف بالقاسم بن إسماعيل القرشيّ . وطريق الصدوق إليه : محمّد بن موسى بن المتوكل ـ رضي اللّه عنه ـ ، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسماعيل بن جابر ، والطريق صحيح . طبقته في الحديث وقع بعنوان إسماعيل بن جابر في إسناد جملة من الرّوايات ، تبلغ سبعة وتسعين مورداً . فقد روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام وعن أبي بصير ، ... (ج۳ ص ۱۱۹ الرقم۱۳۰۲) .

2.في المصدر : «والتسلُّمِ» وما أثبتناه من بحار الأنوار هو الصحيح .

3.الأمالي للطوسي : ص ۱۷۹ ح ۲۹۹ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲ ح ۲.


مكاتيب الأئمّة ج3
252

12

خطّه عليه السلام في وصيّة محمّد بن الحنفيَّة

۰.محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن عبد الصَّمد بن محمّد ، عن حنَّان بن سَديِر ، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال :دَخلتُ على مُحمَّدِ بنِ عليّ بن الحَنَفِيَّةِ ۱ وَقَدِ اعتَقَلَ لِسانُهُ ، فَأمَرتُهُ بالوَصِيَّةِ ، فَلَم يُجِبْ .
قالَ : فأمَرتُ بالطَّشتِ ، فَجُعِلَ فيهِ الرَّملُ فَوُضِعَ ، فقلتُ لَهُ : فَخُطَّ بِيَدِكَ .
قال : فَخَطّ وصيَّتهُ بِيَدِهِ إلى رَجُلٍ ، ونَسَختُ أنا فِي صَحيفَةٍ . ۲

1.محمّد بن الحنفيّة بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكافي : محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محْبوب عن عليّ بن رِئاب عن أبي عُبَيْدة وزُرارَة جميعاً عن أبي جعفر عليه السلام قال : لمّا قُتِل الحسين عليه السلام أرسل محمّد بن الحنفيّة إلى عليّ بن الحسين عليه السلام فخَلا به فقال له : يا ابن أخي ، قد علمْتَ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله دفَع الوصيّة والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثُمّ إلى الحسن عليه السلام ثُمّ إلى الحسين عليه السلام ، وقد قُتِل أبوكَ رضي اللّه عنهُ وصلّى على روحه ، ولم يُوص ، وأنا عمُّك وصِنْوُ أبيك وولادتي من عليّ عليه السلام في سنّي وقدمي ، أحقّ بها منك في حَدَاثَتِك ، فلا تُنازعني في الوصيّة والإمامة ولا تُحاجّني . فقال له عليُّ بن الحسين عليه السلام : يا عمّ اتّق اللّه ولا تدّع ما ليس لك بحقّ ، إنِّي أعِظُك أنْ تكون من الجاهلين ، إنّ أبي يا عمّ صلوَات اللّه عليه أوصَى إليَّ قبل أنْ يتوجّه إلى العراق ، وعهِد إليَّ في ذلِكَ قَبل أن يُستَشهَدَ بساعَةٍ ، وهذا سِلاحُ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عندي فلا تتعرَّض لهذا ، فإنّي أخافُ عليكَ نقْصَ العمُرِ وتَشَتُّتَ الحالِ ، إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل الوصيّة والإمامة في عقب الحسين عليه السلام فإذا أردتَ أن تعلم ذلك فانطلِق بِنا إلى الحَجَرِ الأسودِ حتّى نَتحاكَم إليه ونسألَهُ عن ذلِكَ . قال أبو جعفر عليه السلام وكان الكلام بينهما بمكّة فانطلقا حتّى أتَيا الحجَر الأسود ، فقال عليّ بن الحسين لمحمّد بن الحنفيّة : ابدأْ أنتَ فابْتهِلْ إلى اللّه ِ عزَّ وجلَّ ، وسَلْهُ أن يُنطِقَ لَكَ الحَجَرَ ثُمَّ سَل ، فابتَهَلَ مُحَمّدٌ في الدُّعاءِ وسألَ اللّه َ ثُمَّ دَعا الحجر فلم يجبْه ، فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : يا عمّ لو كنت وصيّاً وإماماً لَأجابك ، قال له محمّد : فادع اللّه أنت يا ابن أخي وسلْه فدعا اللّه عليّ بن الحسين عليه السلام بما أراد ، ثمّ قال أسألك بالّذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق النّاس أجمعين لمّا أخبرتنا مَن الوصيّ والإمام بعد الحسين بن عليّ عليه السلام ، قال فتحرَّك الحجَرُ حتّى كادَ أن يزول عن موضعِهِ ثمّ أنطقه اللّه ُ عزّ وجلّ بلسانٍ عربيٍّ مبين ، فقال : اللّهمّ إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن عليّ عليه السلام إلى عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وابن فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال فانصرف محمّد بن عليّ وهو يتولّى عليّ بن الحسين عليه السلام .(ج ۱ ص ۳۴۸ ح ۵) . وفي رجال الكشي : عبد اللّه بن مسكان قال : دخل حيّان السّراج على أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له : يا حيانُ ، ما يقولُ أصحابُكَ في محمّد بن عليّ الحنفيّة؟ قال : يقولون : هو حيّ يرزق . فقال أبو عبد اللّه عليه السلام حَدّثني أبي ، أنّه كانَ فيمَنُ عادَهُ في مرضِهِ ، وفِيمَنْ أغمَضَهُ ، وفِيمَنْ أدخَلَهُ حُفرَتَهُ ، وزوَّج نساءه ، وقسَّم ميراثه . قال فقال حيان : إنّما مثل محمّد بن الحنفيّة في هذه الأُمّة ، مثل عيسى بن مريم ، فقال : ويحَكَ يا حيانُ ، شُبّهَ على أعدائِهِ . فقال : بلى ، شُبِّه عَلى أعدائِهِ . قال : فتَزعُمُ أنّ أبا جعفرٍ عَدوّ محمّدِ بنِ عليٍّ ! لا ولكِنَّكَ تَصدِفُ يا حَيانُ ، وقد قالَ اللّه ُ عزَّ وجلَّ في كتابه : «سَنَجْزِى الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ ءَاياتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ » (الانعام :۱۵۷) . فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : فتبتُ إلى اللّه ِ من كلامِ حَيّان ثَلاثينَ يوماً .(ج۲ ص ۶۰۴ ح ۵۷۰) . وفي الخصال في حديث طويل : قال أبو جعفر عليه السلام ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام فيما قاله لرأس اليهود ـ : فو اللّه ما منعني أن أمضي على بصيرتي ، إلاّ مخافة أنْ يقتل هذان ـ وأومأ بيده إلى الحسن والحسين عليهماالسلام ـ فينقطع نسل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وذرّيّته من أمّته ، ومخافة أنْ يقتل هذا ، وهذا ، ـ وأومى بيده إلى عبد اللّه بن جعفر ، ومحمّد بن الحنفيّة الخصال (ص۳۸۰ ح ۵۸) . ذلك وأمثاله يدلّ على قول محمّد بن عليّ الحنفيّة بإمامة عليّ بن الحسين عليهماالسلام و يدلّ على إيمان محمّد بن عليّ وشأنه ، وأنّه مورد لعطف أمير المؤمنين عليه السلام وشفقته وعنايته .

2.تهذيب الأحكام : ج ۹ ص ۲۴۱ ح ۹۳۴ ، من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۱۹۷ ح ۵۴۵۴ ، كمال الدين : ص ۳۶ و زاد في سنده «حدثنا أبي رضي اللّه عنه قال : حدثنا أحمد بن إدريس عن محمّد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم...» وفيهما «فخطّ وصيّته بيده في الرمل» بدل «فخطّ وصيّته بيده إلى رجل».

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 59436
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي