263
مكاتيب الأئمّة ج3

23

كتابُه عليه السلام إلى عبد اللّه بن المبارك

في عتقه

۰.بكر بن صالح : إنَّ عبد اللّه بن المبارك۱أتى أبا جعفر عليه السلام فقال : إنِّي رَوَيتُ عَن
آبائك عليهم السلام، إنَّ كُلَّ فتحٍ بِضَلالٍ فَهوَ للإمامِ .
فقال :
نعم .
قلت : جُعِلتُ فِداكَ ، فإنَّهُم أتَوا بي مِن بَعضِ فُتوحِ الضَّلالِ ، وقد تخلَّصتُ مِمَّن مَلكوني بِسَبَبٍ ، وقد أتيتُكَ مُستَرَقّاً مُستَعبَداً .
قال عليه السلام : قد قبلت .
فلمَّا كانَ وَقتُ خُروجهِ إلى مَكَّةَ قال : مُذ حَجَجتُ فَتَزوّجتُ وَمَكسَبي مِمَّا يَعطِفُ عليّ إخواني ، لا شيءَ لي غيرُهُ فَمُرني بِأمرِكَ .
فقال عليه السلام : انصرف إلى بلادِكَ وأنتَ مِن حَجِّكَ وَتَزويجِكَ وكَسبِكَ في حِلٍّ ، ثمّ أتاهُ بَعدَ سِتِّ سِنينَ ، وَذكَرَ لَهُ العُبودِيَّةَ التَّي ألزَمَها نَفسَهُ .
فقال : أنتَ حُرٌّ لِوَجهِ اللّه ِ تَعالى .
فَقالَ : اكتُب لي بهِ عَهداً ، فخرَجَ كِتابُهُ :
بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم
هذا كتابُ محمّد بن عليّ الهاشميّ العلويّ لعَبدِ اللّه ِ بنِ المُبارَكِ فتاهُ ، إنِّي أعتِقُكَ لِوَجهِ اللّه ِ ، والدَّارِ الآخِرَةِ لا رَبَّ لكَ إلاَّ اللّه ُ ، ولَيسَ عَلَيكَ سَيّدٌ ، وأنتَ مَولايَ وَمَولى عَقِبي مِن بَعدِي .

1.عبد اللّه بن المبارك في عبداللّه بن المبارك اختلاف : في معجم رجال الحديث : أقول : فلم يثبت وجود لعبد اللّه بن المبارك في الكتب الأربعة ، واللّه ُ العالم . (ج ۱۰ ص ۲۹۱ الرقم۷۰۸۱) . وفي الرقم ۷۰۸۲ : عبدُاللّه بن المبارك : روى النُّعمانيّ في كتاب الغيبة ، ص ۳۶ ، في باب كون الأئمّة اثني عشر ، في ذكر حديث غدير خم ، عن بعض رجاله : أنّ عبد اللّه بن المبارك شيخ لنا كوفيّ ثقة . وفي الرّقم ۷۰۸۳: عبدُاللّه بن المبارك: قال ابن شهرآشوب في المناقب : الجزء ۴ ، باب إمامة أبي محمّد عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام) ، فصل في زهده : قال عبداللّه بن المبارك : حججت بعض السّنين إلى مكّة ، فبينا أنا أسير في عرض الحاج وإذا بصبي سباعيّ أو ثمانيّ وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة،فقدمت إليه وسلمت عليه ، وقلت له : مع من قطعت البر؟ قال : مع الباري ، فكبُر في عيني ، فقلت : يا ولدي أين زادك وراحلتك فقال : زادي تقواي ، وراحلتي رجلاي ، وقصدي مولاي ، فعظم في عيني ، فقلت : يا ولدي ممن تكون؟ فقال : مُطَّلبي ، فقلت : أبن لي ، فقال : هاشمي ، فقلت : أبن لي ، فقال : علويّ فاطميّ . ثمّ ساق حديث شعره ـ إلى أن قال ـ ثمّ غاب عن عيني إلى أنْ أتينا مكّة فقضيت حجّتي ورجعت ، فأتيت الأبطح فإذا بحلقة مستديرة ، فاطّلعت لأنظر من فيها ، فإذا هو صاحبي فسألت عنه ، فقيل : هذا زينُ العابدين . أقول : إذا كانت القضيّة صادقة ، فليس هذا هو المعروف بابن المبارك الّذي هو من فقهاء العامّة المولود عام ۱۱۸ ، أي بعد وفاة الإمام الباقر( عليه السلام ) ، بل هو رجل آخر ، وقد ذكر ابن شهر آشوب ، فقال : وقد روى عن الباقر عليه السلام معالم الدين بقايا الصّحابة ووجوه التّابعين ورؤساء فقهاء المسلمين ـ إلى أن قال ـ : ومن الفقهاء نحو ابن المبارك ، والزّهريّ ، والأوزاعيّ ، وأبو حنيفة ، ومالك ، والشّافعيّ . . .(إلخ) . المناقب : الجزء ۴ ، باب في إمامة أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، فصل في علمه( عليه السلام ) .


مكاتيب الأئمّة ج3
262

22

كتابه عليه السلام إلى هشام بن عبدالملك في الحدّ

۰.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن آدمَ بن إسحاق ، عن عبد اللّه بن محمّد الجُعْفِيِّ۱، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام وجاءَه كتاب هِشام بن عبد المَلِك في رجل نبَش امْرَأة فسلَبَها ثيابَها ، ثمَّ نكَحَها ، فإنَّ النَّاس قد اخْتلفوا عليْنا هاهنا ،
فَطائِفَةٌ قالوا : اقتُلوهُ ، وطائِفةٌ قالوا : أحْرِقوهُ .
فكَتب إليه أبو جعفر عليه السلام :
إنَّ حُرْمَةَ الميِّتِ كحُرْمَةِ الحَيِّ ، حَدُّه أنْ تُقْطَع يَدُهُ لنَبْشهِ وسَلْبهِ الثِّيابَ ، ويُقامُ عَلَيهِ الحَدُّ في الزِّنَى ، إنْ أُحْصِنَ رُجِم ، وإنْ لَم يَكُنْ أُحْصِنَ جُلِدَ مِائَةً . ۲

1.عبد اللّه بن محمّد الجعفيّ في معجم رجال الحديث : ـ عبد اللّه بن محمّد الجعفيّ : روى عن جابر بن يزيد الجعفيّ وهو ضعيف . ذكره النّجاشي في ترجمة جابر . أقول : نسب الميرزا في الوسيط تضعيفه إلى الكشّي أيضاً ، ولكنّه سهوٌ . وعدّه الشّيخ في رجالِهِ في أصحابِ السّجاد(۳۰) والباقر(۸) ، والصادق عليهم السلام(۴۴) . وعدّه البَرقيُّ من أصحاب الباقر عليه السلام . وطريق الصدوق إليه : أبوه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن عبد اللّه بن محمّد الجعفيّ . والطّريق صحيح . قال المولى الوحيد البهبهاني : إنّ في رواية جعفر بن بشير عنه إشعاراً بوثاقته . أقول : لو صحّ ذلك فهو لا يعارض تضعيف النّجاشي صريحاً ، واللّه العالم . طبقته في الحديث وقع بهذا العنوان في إسناد جملة من الرّوايات تبلغ خمسة عشر مورداً . فقد روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام . وروى عنه آدم بن إسحاق ، وصالح بن عقبة .(ج۱۰ ص ۳۱۴ الرقم۷۱۳۸) .

2.الكافي ،ج۷ ص۲۲۸ ح۲ ، تهذيب الأحكام : ج۱۰ ص۶۳ ص۱۲ ، من لا يحضره الفقيه : ج۴ ص۷۴ ح۵۱۴۵.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 60200
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي