أ ـ الرسالة الأخلاقية
الفصل الأوّل من القسم الأوّل من كتاب جواهر الحكمة للشَّباب يخاطبُ الشّباب قائلاً : بادروا إلى أمر ضروري يحقّق أقصى استفادة ممكنة من ربيع الحياة وقبل أن يفوت الوقت يجب عليكم تنظيم أوقاتكم وذلك بالانضباط الكامل في جعل العمل على رأس قائمة أولويات برنامج الحياة ، ولا تؤخروا عمل اليوم إلى غدٍ ، ۱
ولا تُعِدّوا غدا من عمركم ، بل أنجزوا كلّ عمل في وقته ، واجعلوا في برنامجكم أن تتقدّموا كلّ يوم . ۲
ب ـ الرسالة الثقافية
الفصل الثاني من القسم الأوّل من جواهر الحكمة للشباب يتضمّن رسالة إلى المسؤولين المتصدين للشأن الثقافي في المجتمعات الإسلامية ، تدعوهم إلى الجدّيّة في تربية الشَّباب وتعليمهم ؛ لأنّ أذهانهم أكثر
استعدادا للتعلّم من غيرهم ۳
، كما أنّ صفاء فطرتهم ولطافة روحهم تدعوهم إلى قبول كلمة الحق بشكل أفضل ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
إنَّما قَلبُ الحَدَثِ كَالأَرضِ الخالِيَةِ ما اُلقِيَ فيها مِن شَى ءٍ قَبِلَتهُ .۴
ولقد اهتمَّ النَّبي الأكرم صلى الله عليه و آله بهذا الأصل التربوي ، فركّز جهوده في أول البعثة على دعوة عنصر الشَّباب إلى الإسلام باعتبارهم أرقّ قلوبا ، وحقق في هذا السبيل نتائج باهرة ، لذلك أوصى أصحابه بالاهتمام بالشَّباب ، فقال صلى الله عليه و آله :
اُوصيكُم بِالشُّبّانِ خَيرا فَإِنَّهُم أرَقُّ أفئِدَةً ، إنَّ اللّه َ بَعَثَني بَشيرا و نَذيرا فَحالَفَنِي الشُّبّانُ وخالَفَنِي الشُّيوخُ .۵
وفي هذا السياق أوصى الإمام الصادق عليه السلام أبا جعفر الأحول بالشَّباب في بثّ تعاليم مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، لإسراعهم إلى كلّ خير ، قال عليه السلام :
عَلَيكَ بِالأَحداثِ ؛ فَإِنَّهُم أسرَعُ إلى كُلِّ خَيرٍ .۶
وأخيرا ، فإنّ هذه الرسالة تضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين في الشؤون الثقافية في المجتمعات الإسلامية ، ولاسيما وسائل الإعلام المختلفة والمبلّغين على وجه الخصوص .