1 / 3 ـ 3
عِزَّةُ الطّاعَةِ وذِلَّةُ المَعصِيَةِ
الكتاب
«وَ قَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِى بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِى فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِى عَلَى خَزَآئِنِ الْأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ * وَ كَذَ لِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَآءُ وَ لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ » . ۱
الحديث
۵۲۰.الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا أصابَتِ امرَأَةَ العَزيزِ الحاجَةُ قيلَ لَها : لَو أتَيتِ يوسُف عليه السلام ، فَشاوَرَت في ذلِكَ ، فَقيلَ لَها : إنّا نَخافُهُ عَلَيكِ .
قالَت : كَلاّ إنّي لا أخافُ مَن يَخافُ اللّه َ ، فَلَمّا دَخَلَت عَلَيهِ فَرَأَتهُ في مُلكِهِ قالَت : الحَمدُ لِلّهِ الَّذي جَعَلَ العَبيدَ مُلوكا بِطاعَتِهِ ، وجَعَلَ المُلوكَ عَبيدا بِمَعصِيَتِهِ ، فَتَزَوَّجَها فَوَجَدَها بِكرا .
فَقالَ : أ لَيسَ هذا أحسَنَ ؟ أ لَيسَ هذا أجمَلَ؟
فَقالَت : إنّي كُنتُ بُليتُ مِنكَ بِأَربَعِ خِصالٍ : كُنتُ أجمَلَ أهلِ زَماني ، وكُنتَ أجمَلَ أهلِ زَمانِكَ ، وكُنتُ بِكرا ، وكانَ زَوجي عِنّينا . ۲
۵۲۱.الإمام الصادق عليه السلام :اِستَأذَنَت زَليخا عَلى يوسُف ، فَقيلَ لَها : يا زَليخا ، إنّا نَكرَهُ أن نُقَدِّمَ بِكِ عَلَيهِ لِما كانَ مِنكِ إلَيهِ ؛ قالَت : إنّي لا أخافُ مَن يَخافُ اللّه َ ، فَلَمّا دَخَلَت .
قالَ لَها : يا زَليخا ، مالي أراكِ قَد تَغَيَّرَ لَونُكِ؟
قالَت : الحَمدُ لِلّهِ الَّذي جَعَلَ المُلوكَ بِمَعصِيَتِهِم عَبيدا ، وجَعَلَ العَبيدَ بِطاعَتِهِم مُلوكا .
قالَ لَها : يا زَليخا ، مَا الَّذي دَعاكِ إلى ما كانَ مِنكِ؟
قالَت : حُسنُ وَجهِكَ يا يوسُف .
فَقالَ : كَيفَ لَو رَأَيتِ نَبِيّا يُقالُ لَهُ : مُحَمَّد يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ أحسَنَ مِنّي وَجها ، وأحسَنَ مِنّي خُلُقا ، وأسمَحَ مِنّي كَفّا .
قالَت : صَدَقتَ .
قالَ : وكَيفَ عَلِمتِ أنّي صَدَقتُ؟
قالَت : لِأَ نَّكَ حينَ ذَكَرتَهُ وَقَعَ حُبُّهُ في قَلبي ، فَأَوحَى اللّه ُ عز و جلإلى يوسُف : أنَّها قَد صَدَقَت ، وأنّي قَد أحبَبتُها لِحُبِّها مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَهُ اللّه ُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أن يَتَزَوَّجَها. ۳