۶۶۶۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام :مَنِ اعتَصمَ باللّهِ بتَقواهُ عَصَمَهُ اللّهُ ، ومَن أقبَلَ اللّهُ عليهِ وعَصَمَهُ لَم يُبالِ لَو سَقَطَتِ السَّماءُ علَى الأرضِ ، وإنْ نَزلَتْ نازِلَةٌ على أهلِ الأرضِ فشَمِلَهُم بَلِيَّةٌ كانَ في حِرزِ اللّهِ بِالتَّقوى مِن كُلِّ بَلِيَّةٍ ، ألَيسَ اللّهُ تعالى يَقولُ : «إنّ المُتَّقِينَ في مَقامٍ أمِينٍ»۱ ؟! ۲
1867 ـ خَصائِصُ المُتَّقينَ
الكتاب :
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) . ۳
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) . ۴
(انظر) البقرة : 2 ـ 5 و آل عمران : 133 ـ 136 والزمر : 33 والمائدة : 8 .
الحديث :
۶۶۶۹.رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله :إنَّ المُتَّقينَ الّذينَ يَتَّقونَ اللّهَ مِن الشّيءِ الّذي لا يُتَّقى مِنهُ خَوفا مِن الدُّخولِ في الشُّبهَةِ . ۵
۶۶۷۰.عنه صلى الله عليه و آلهـ في وصِيَّتِهِ لأبي ذرٍّ ـ: يا أبا ذرٍّ، لا يكونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقينَ حتّى يُحاسِبَ نَفسَهُ أشَدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّريكِ لِشَريكِهِ ، فيَعلَمَ مِن أينَ مَطعَمُهُ ، ومِن أينَ مَشرَبُهُ ، ومِن أينَ مَلبَسُهُ ؟ أمِن حِلٍّ ذلكَ ، أم مِن حَرامٍ ؟ ۶
۶۶۷۱.نهج البلاغة :رُويَ أنّ صاحِبا لأميرِ المؤمنينَ عليه السلام يقالُ لَهُ هَمّامٌ كانَ رجُلاً عابِدا ، فقالَ لَهُ : يا أميرَ المؤمِنينَ ، صِفْ لِيَ المُتَّقينَ ، حتّى كأنّي أنظُرُ إلَيهِم ... فحَمِدَ اللّهَ وأثنى علَيهِ وصلّى علَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ثُمّ قالَ عليه السلام : . . . فالمُتَّقونَ فيها هُم أهلُ الفَضائلِ : مَنطِقُهُمُ الصَّوابُ ، ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ ، ومَشيُهُمُ التَّواضُعُ ، غَضُّوا أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللّهُ علَيهِم ، ووَقَفوا أسماعَهُم علَى العِلمِ النّافِعِ لَهُم ، نُزِّلَت أنفُسُهُم مِنهُم في البَلاءِ كالّتي نُزِّلَت في الرَّخاءِ ، ولَولا الأجَلُ الّذي كَتَبَ اللّهُ علَيهم لَم تَستَقِرَّ أرواحُهُم في أجسادِهِم طَرفَةَ عَينٍ ؛ شَوقا إلَى الثَّوابِ ، وخَوفا مِن العِقابِ ...
فمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أ نَّكَ تَرى لَهُ قُوَّةً في دِينٍ ، وحَزما في لِينٍ ، وإيمانا في يَقينٍ ، وحِرصا في عِلمٍ ، وعِلما في حِلمٍ ، وقَصدا في غِنى ، وخُشوعا في عِبادَةٍ ، وتَجَمُّلاً في فاقَةٍ ، وصَبرا في شِدَّةٍ ، وطَلَبا في حَلالٍ ، ونَشاطا في هُدىً ، وتَحَرُّجا عَن طَمَعٍ . يَعمَلُ الأعمالَ الصّالِحَةَ وهُو على وَجَلٍ ، يُمسي وَهَمُّهُ الشُّكرُ ، ويُصبِحُ وَهَمُّهُ الذِّكرُ ، يَبِيتُ حَذِرا ، ويُصبِحُ فَرِحا ؛ حَذِرا لِما حُذِّرَ مِن الغَفلَةِ ، وفَرِحا بما أصابَ مِن الفَضلِ والرَّحمَةِ .
إن اِستَصعَبَت علَيهِ نَفسُهُ فيما تَكرَهُ لَم يُعْطِها سُؤلَها فيما تُحِبُّ . قُرَّةُ عَينِهِ فِيما لا يَزولُ ، وزَهادَتُهُ فِيما لا يَبقى ، يَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ والقَولَ بِالعَمَلِ . تَراهُ قَريبا أمَلُهُ ، قَليلاً زَلَلُهُ ، خاشِعا قَلبُهُ ، قانِعَةً نَفسُهُ ، مَنزورا أكلُهُ ، سَهلاً أمرُهُ ، حَريزا دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهوَتُهُ ، مَكظوما غَيظُهُ ، الخَيرُ مِنهُ مَأمولٌ ، والشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ . ۷