101
نهج الدعاء

توضيح حول رفع الصّوت بالدّعاء

الدعاء كلام مع من ليس أحد أقرب إلى الإنسان مثله ۱ ، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ۲ . من هنا يُعدّ رفع الصوت بالدعاء خلافا للأدب ، كما أشار النبيّ صلى الله عليه و آله إلى هذه النقطة قائلاً :
اِربَعوا عَلى أنفُسِكُم ، إنَّكُم لا تَدعونَ أصَمَّ ولا غائِبا ، إنَّكُم تَدعونَ سَميعا قَريبا ، وهُوَ مَعَكُم .۳
على هذا الأساس ، إذا كان في رفع الصوت بالدعاء أذىً للناس فهو مذموم بل محظور عقلاً ونقلاً . ۴
ويُثار هنا سؤال ، وهو : إذا كان رفع الصوت بالدعاء مذموما ، فَلِمَ كان الأئمّة يرفعون أصواتهم بالدعاء أحيانا كما مرّ في بعض الحالات من سيرتهم؟
والجواب هو أنّ ذمّ رفع الصوت موضوع عرفيّ ، فلطبيعته ومقداره أثر في حكم العرف . وشتّان بين من يطلب حاجته من اللّه بصوت عالٍ ونبرة مسيئة للأدب كالدائن الذي يريد من غريمه شيئا ، وبين من يطلبها بأدب ووقار

1.«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ»(البقرة : ۱۸۶) .

2.«وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (ق : ۱۶) .

3.راجع : ص ۹۹ ح ۲۵۶ .

4.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : الإيذاء / العبادة المؤذية .


نهج الدعاء
100

3 / 5

رَفعُ الصَّوتِ في مَواضِعَ

۲۵۹.البلد الأمين عن بشر وبشيرـ في ذِكرِ دُعاءِ الإِمامِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام يَومَ عَرَفَةَ ـ: ثُمَّ رَفَعَ عليه السلام صَوتَهُ وبَصَرَهُ إلَى السَّماءِ ، وعَيناهُ قاطِرَتانِ كَأَنَّهُما مَزادَتانِ ۱ ، وقالَ عليه السلام بِأَعلى صَوتِهِ : يا أسمَعَ السّامِعينَ ... ثُمَّ عَلَت أصواتُهُم بِالبُكاءِ مَعَهُ ، وغَرَبَتِ الشَّمسُ ، وأفاضَ عليه السلام وأفاضَ النّاسُ مَعَهُ . ۲

۲۶۰.الكافي عن عبدالرحمن بن الحجّاج :كانَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام إذا قامَ آخِرَ اللَّيلِ يَرفَعُ صَوتَهُ حَتّى
يَسمَعَ أهلُ الدّارِ ، ويَقولُ : اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَولِ المُطَّلَعِ ۳ ، ووَسِّع عَلَيَّ ضيقَ المَضجَعِ ، وَارزُقني خَيرَ ما قَبلَ المَوتِ ، وَارزُقني خَيرَ ما بَعدَ المَوتِ . ۴

راجع : الكافي : ج 6 ص 526 ح 8 .
موسوعة ميزان الحكمة : الأذان / آداب الأذان / رفع الصوت .

1.المَزادَةُ : الظرف الذي يحمل فيه الماء ، كالراوية والقربة ، والجمع : المزاود . (النهاية : ج ۴ ص ۳۲۴ «مزد») .

2.البلد الأمين : ص ۲۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۲۱۴ ح ۲ .

3.المطَّلَع : مكان الاطّلاع من موضعٍ عالٍ ، هول المطّلَع : يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت (النهاية : ج ۳ ص ۱۳۲ «طلع») .

4.الكافي : ج ۲ ص ۵۳۸ ح ۱۳ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۴۸۰ ح ۱۳۸۹ ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۱۹۲ ح ۶ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233817
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي