457
نهج الدعاء

قالَت : نَعَم ، فَجَزاكَ اللّهُ عَنّي فِي المَحيا وَالمَماتِ أفضَلَ الجَزاءِ .
فَلَمّا سَوّى عَلَيها وخَرَجَ ، سُئِلَ عَنها ، فَقالَ : قَرَأتُ عَلَيها يَوما : «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَ دَى كَمَا خَلَقْنَـكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ»۱ فَقالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، وما فُرادى ؟ قُلتُ : عُراةً . قالَت : وا سَوأَتاه ! فَسَأَلتُ اللّهَ ألاّ يُبدِيَ ۲ عَورَتَها .
ثُمَّ سَأَلَتني عَن مُنكَرٍ ونَكيرٍ ، فَأَخبَرتُها بِحالِهِما ، بِأَنَّهُما كَيفَ يَجيئانِ . قالَت : وا غَوثاه بِاللّهِ مِنهُما ! فَسَأَلتُ اللّهَ أن لا يُرِيَهُما إيّاها ، وأن يَفسَحَ لَها في قَبرِها ، وأن يَحشُرَها في أكفانِها . ۳

35 . قَتادَةُ بنُ عَيّاشٍ ۴

۱۲۴۶.التاريخ الكبير عن قتادة :لَمّا عَقَدَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخَذتُ بِيَدِهِ فَوَدَّعتُهُ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله :
«جَعَلَ اللّهُ التَّقوى زادَكَ ، وغَفَرَ ذَنبَكَ ، ووَجَّهَكَ إلَى الخَيرِ حَيثُما تَكونُ» . ۵

36 . قَتادَةُ بنُ النُّعمانِ ۶

۱۲۴۷.المعجم الكبير عن عمر عن أبيه قتادة بن النعمان ، قال :اُهدِيَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَوسٌ فَدَفَعَها إلَيَّ يَومَ اُحُدٍ ، فَرَمَيتُ بِها بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتَّى اندَقَّت عَن سِيَتِها ۷ ، ولَم أزُل عَن

1.الأنعام : ۹۴ .

2.في المصدر : «تُبدِيَ» ، والصواب ما أثبتناه كما في تفسير نور الثقلين : ج ۱ ص ۷۴۷ ح ۱۸۸ .

3.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۹۰ ح ۱۵۰ .

4.لم نقف على ترجمته .

5.التاريخ الكبير : ج ۷ ص ۱۸۵ ، المعجم الكبير : ج ۱۹ ص ۱۵ ح ۲۲ ، أُسد الغابة : ج ۴ ص ۳۶۹ وج ۵ ص ۳۷۹ ، الإصابة : ج ۵ ص ۳۱۹ ، كنز العمّال : ج ۶ ص ۷۰۳ ح ۱۷۴۷۸ .

6.قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاريّ ، يُكنّى أبا عمرو . كان من فضلاء الصحابة ، وكانت معه راية بني ظَفَر يوم الفتح . شهد العقبة وبدرا وأُحدا والمشاهد كلّها مع النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأُصيبت عينه يوم بدر ، وقيل : يوم الخندق . توفّي سنة ثلاث وعشرين وهو ابن خمس وستّين سنة (أُسد الغابة : ج ۴ ص ۳۷۰ الرقم ۴۲۷۷).

7.في المصدر : «سنتها» ، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى . قال الفيّومي : سية القوس : طَرَفُها المنحني (المصباح المنير : ص ۳۰۰ «سيه») .


نهج الدعاء
456

الصّاعَينِ ـ الَّذي لَمَزَهُ المُنافِقونَ ـ حَدَّثَتها أنَّهُ خَرَجَ بِزَكاتِهِ بِصاعٍ مِن تَمرٍ ، وبِابنَتِهِ عُمَيرَةَ حَتّى أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَصَبَّ ، ثُمَّ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً . قالَ : وما هِيَ ؟ قالَ : تَدعُو اللّهَ لي ولَها بِالبَرَكَةِ وتَمسَحُ رَأسَها ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لي وَلَدٌ غَيرُها . قالَت : فَوَضَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَدَهُ عَلَيَّ ، فَاُقسِمُ بِاللّهِ لَكَأَنَّ بَردَ يَدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى كَبِدي . ۱

34 . فاطِمَةُ بِنتُ أسَدٍ ۲

۱۲۴۵.الخرائج والجرائح :إنَّ عَلِيّا عليه السلام بَكى يَوما ، وقالَ : ماتَت اُمّي ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقالَ :
هِيَ وَاللّهِ اُمّي حَقّا ، ما رَأَيتُ مِن عَمّي شَيئا إلاّ وقَد رَأَيتُ مِنها أكثَرَ مِنهُ .
ثُمَّ صاحَ : يا اُمَّ سَلَمَةَ ! هذِهِ بُردَتي فَأَزِّريها فيها ، وهذِهِ قَميصي فَدَرِّعيها فيها ، وهذا رِدائي فَأدرِجيها فيهِ ، فَإِذا فَرَغتِ مِن غُسلِها فَأَعلِميني .
فَأَعلَمَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَحَمَلَها عَلى سَريرِها ثُمَّ صَلّى عَلَيها ، ثُمَّ نَزَلَ لَحدَها فَلَبِثَ ما شاءَ اللّهُ لا يُسمَعُ لَهُ إلاّ هَمهَمَةٌ .
ثُمَّ صاحَ : يا فاطِمَةُ !
قالَت : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّهِ .
قالَ : هَل رَأَيتِ ما ضَمِنتُ لَكِ ؟

1.المعجم الكبير : ج ۶ ص ۱۰۷ ح ۵۶۵۰ و ج ۲۴ ص ۳۴۰ ح ۸۴۹ ، أُسد الغابة : ج ۲ ص ۵۷۴ نحوه ، الإصابة : ج ۸ ص ۲۵۰ .

2.كانت امرأة لبيبة ، صلبة العقيدة ، فتيّة القلب ، احتضنت النبيّ صلى الله عليه و آله في طفولته ، فكان يحبّها حبّاً شديدا حتى قال فيها : «كانت أُمّي بعد أُمّي التي ولدتني» ، وكان يُثني على حنانها وشفقتها عليه قائلاً : «لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها» . كانت أوّل امرأة بايعت النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهاجرت إلى المدينة مع عليّ وفاطمة عليهماالسلام مشيا على الأقدام ، ولمّا توفّيت كفّنها رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقميصه ، وشارك في تشييعها ، وصلّى عليها ، ثمّ وضعها في قبرها بعد ما اضطجع فيه (راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۱ ص ۶۷).

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 238650
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي