375
مكاتيب الأئمّة ج4

أرحامَ رَسولِ اللّهِ وَالسَّلامُ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ، إنّا قَد اُوحِيَ إلَينا أنَّ العَذابَ على مَن كَذَّبَ وَتَوَلّى .
قالَ الجَعفَريُّ : فَبَلَغَني أنَّ كِتابَ موسى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام وَقَعَ في يَدَي هارونَ ، فَلَمّا قَرَأهُ قالَ : النّاسُ يَحمِلوني على موسى بنِ جَعفَرٍ وَهُوَ بَريءٌ مِمّا يُرمى بِهِ . 1

ب ـ في دلالات الكاظم وخوارق عاداته عليه السلام

13

كتابه عليه السلام إلى إبراهيم بن عبد الحميد

الحسن بن عليّ بن النّعمان ، عن عثمان بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد قال : كتب إليّ أبو الحسن ـ قال عثمان بن عيسى ۲ : وكنت حاضراً بالمدينة ـ :
تَحَوَّل عَن مَنزِلِكَ .
فاغتم بذلك ، وكان منزله منزلاً وسطاً بين المسجد والسّوق ، فلم يتحوّل . فعاد إليه الرّسول : تحوّل عن منزلك ، فبقي . ثمّ عاد إليه الثّالثة : تحوّل عن منزلك ، فذهب وطلب منزلاً ، وكنت في المسجد ولم يجئ إلى المسجد إلاّ عتمة .
فقلت له : ما خلفك ؟ فقال : ما تدري ما أصابني اليوم ؟
قلت : لا . قال : ذهبت أستقي الماء من البئر لأتوضّأ ، فخرج الدّلو مملوءاً خرءاً ، وقد عجنّا وخبزنا بذلك الماء ، فطرحنا خبزنا وغسلنا ثيابنا ، فشغلني عن المجيء ، ونقلت متاعي إلى المنزل الّذي اكتريته ، فليس بالمنزل إلاّ الجارية ، السّاعة أنصرف وآخذ بيدها . فقلت : بارك اللّه لك ، ثمّ افترقنا ، فلمّا كان سحر تلك اللّيلة خرجنا إلى المسجد فجاء فقال : ما ترون ما حدث في هذه اللّيلة؟ قلت : لا . قال :

1.الكافي : ج۱ ص۳۶۶ ح۱۹ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۱۶۵.

2.راجع الكتاب : السّادس والخمسون .


مكاتيب الأئمّة ج4
374

موسى بن جعفر عليه السلام :
أمّا بعد فإنّي اُوصي نفسي بِتَقوى اللّهِ وَبِها اُوصيكَ ، فَإِنَّها وصيّة اللّه في الأوّلين ، ووصيّته في الآخرين ، خبّرني من ورد عليَّ من أعوان اللّه على دينه ونشر طاعته بما كان من تحنّنك مع خذلانك ، وقد شاورت في الدّعوة للرّضا من آل محمّد صلى الله عليه و آله ، وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك ، وقديماً ادّعيتم ما ليس لكم ، وبسطتم آمالكم إلى ما لم يُعطكم اللّه ، فاستهويتم وأضللتم ، وأنا محذّرك ما حذّرك اللّه من نفسه .
فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام :
مِن موسى بنِ أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرٍ وَعَلِيٍّ مُشتَرِكَينِ في التَّذَلُلِ للّهِِ وطاعَتِهِ إلى يَحيى بنِ عَبدِ اللّهِ بن حَسَنٍ ، أمّا بعد ؛ فَإنّي اُحَذِّرُكَ اللّهَ وَنَفسي ، واُعلِمُكَ أليمَ عَذابِهِ وَشَديدَ عِقابِهِ وَتَكامُلَ نَقِماتِهِ ، واُوصيكَ وَنَفسي بِتَقوى اللّهِ ؛ فَإنَّها زَينُ الكَلامِ وَتَثبيتُ النِّعَمِ ، أتاني كِتابُكَ تَذكُرُ فيهِ أنِّي مُدَّعٍ وَأَبي مِن قَبلُ ، وَما سَمِعتَ ذلِكَ مِنِّي ، وَسَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَيُسألونَ . وَلَم يَدع حِرصُ الدُّنيا وَمَطالِبِها لِأَهلِها مَطلَبا لاِخِرَتِهِم حَتّى يُفسِدَ عَلَيهِم مَطلَبَ آخِرَتِهِم في دُنياهُم ، وَذَكَرتَ أنّي ثَبّطتُ النّاسَ عَنكَ لِرَغبَتي فيما في يَدَيكَ ، وَما مَنَعَني مِن مُدخَلِكَ الّذي أنتَ فيهِ ـ لَو كُنتُ راغِباً ـ ضَعفٌ عَن سُنَّةٍ وَلا قِلَّةُ بَصيرَةٍ بِحُجَّةٍ ، وَلكِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى خَلَقَ النّاسَ أمشاجاً وَغرائِبَ وَغَرائِزَ ، فَأخبِرني عَن حَرفَينِ أسألُكَ عَنهُما : ما العترفُ في بَدَنِكَ ؟ وَما الصَّهلَجُ 1 في الإنسانِ؟ ثُمَّ اكتُب إلَيَّ بِخَبَرِ ذلِكَ وَأنا مُتَقَدِّمٌ إلَيكَ اُحذِّرُكَ مَعصِيَةَ الخَليفَةِ وَأحثُّكَ على بِرِّهِ وَطاعَتِهِ ، وَأن تَطلُبَ لِنَفسِكَ أماناً قَبلَ أن تَأخُذَكَ الأظفارُ وَيَلزَمُكَ الخِناقُ مِن كُلِّ مَكانٍ ، فَتَروحُ إلى النَّفَسِ مِن كُلِّ مَكانٍ وَلا تَجِدُهُ حَتّى يَمُنَّ اللّهُ عَليكَ بِمَنِّهِ وَفَضلِهِ وَرِقَّةِ الخَليفَةِ أبقاهُ اللّهُ ، فَيُونُكَ وَيَرحَمُكَ وَيحفَظُ فيكَ

1.العترف والصهلج : كأنّهما عضوان غير معروفين عند الأطبّاء ، ولعلّ السؤال عنهما من باب التعجيز .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 96425
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي