165
نَهجُ الذِّكر 1

ولجميع البشر ، بل المراد هو الذكر بالنعمة والرحمة والإحسان والرضوان ۱ ، وهكذا فإنّ مراتب النعمة والرحمة الإلهية المتبادلة بالنسبة إلى ذاكره تتناسب مع مراتب ذكره ، فكلّما كان الذكر أعمق وأوسع ، شملت البركات الإلهية الذاكر أكثر .
على هذا الأساس فإنّ جميع آثار الذكر وبركاته التي ذكرناها في الباب الثاني ومايليه من الفصل التاسع هي في الحقيقة بيان لكيفية ذكر اللّه لذاكره وبيان للنعم التي تعود على الذاكر نتيجة للذكر .

2. دور ذكر اللّه في إزالة آفات الحياة

إنّ جميع النصوص الدالّة على أنّ الذكر يبعد الشيطان عن الإنسان ويمحو الذنوب ، بل يبدلها حسنات ، ويعالج أمراض النفس ، ويطهّر القلب ۲ ، تبين في الحقيقة دور الذكر في إزالة آفات الحياة .

3. دور ذكر اللّه في بناء الروح

إنَّ بناء الروح وتربيتها من الآثار الاُخرى للذكر ، فالإنسان يطمئنّ في ظلّ ذكر اللّه ، وينشرح صدره ، وتصقل نفسه وتحيا روحه ويعمر قلبه ۳ ، وبذلك ينال الكمالات المعنوية والمراتب الإنسانية الرفيعة .

4. دور ذكر اللّه في ظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنية

إنّ ذكر اللّه ينوّر القلب ، وفي ظل هذا النور يصل الإنسان إلى نور العلم والحكمة الحقيقية وبالتالي فإنّه سيتسلّح بقوّة البصيرة الإلهية ويدرك الحقائق التي لا يمكن

1.راجع : ص ۱۲۱ (ذكر اللّه لذاكره) وص ۱۴۸ (نزول الرحمة) .

2.راجع : ص ۱۲۷ (طرد الشّيطان) وص ۱۳۴ (شفاء القلب) و (صلاح القلب) وص۱۴۱ (كفّارة السيّئات) وص ۱۴۹ (نزول السكينة) وص ۱۵۰ (مباهاة اللّه ) .

3.راجع : ص ۱۳۱ (اطمئنان القلب) وص ۱۳۲ (انشراح القلب) و (جلاء القلب) وص ۱۳۵ (حياة القلب) وص ۱۳۶ (عمارة القلب) وص ۱۴۱ (حُسن العمل) .


نَهجُ الذِّكر 1
164

تَحليلٌ حَولَ بَرَكاتِ ذِكرِ اللّهِ وَمضارِ نِسيانِهِ

إنّ ذكر اللّه هو سر البناء الذاتي ، ومفتاح السمو إلى الكمالات والمراتب الانسانية .
ذكر اللّه هو أفضل رأس مال لتأمين السعادة الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية .
بعبارة مختصرة فإن ذكر اللّه هو ذكر النفس ، ونسيانه ، هو نسيانها!
ويمكن إيجاز ما جاء في الكتاب والسنّة لبيان هذه الحقيقة في عدد من العناوين :

1. أشمل بركات ذكر اللّه

لقد أخذ اللّه على نفسه عهدا أكيدا بأن يذكر من يذكره، وهذه هيأشمل بركات الذكر:
«فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» . ۱
وقد لخصت جميع آثار الذكر وبركاته في جملة (أذكركم) ولا شك فإن ذكر اللّه ـ تعالى ـ لذاكره لا يعني التوجه العلمي إليه ، لأن توجهه العلمي متساوٍ لكل شيء

1.البقرة : ۱۵۲ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 198636
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي