469
ميزان الحکمه المجلد الخامس

آثارَ مُلكِهِ وسُلطانِهِ ، ولَعَرَفتَ أفعالَهُ وصِفاتِهِ، ولكِنَّهُ إلهٌ واحِدٌ كَما وَصَفَ نَفسَهُ ، لا يُضادُّهُ في مُلكِهِ أحَدٌ ، ولا يَزولُ أبَداً .۱

۱۲۴۷۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَنِ الدَّليلِ عَلى‏ أنَّ اللَّهَ واحِدٌ -: اتِّصالُ التَّدبيرِ ، وتَمامُ الصُّنعِ ، كَما قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ : (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا) .۲

۱۲۴۷۹.عنه عليه السلام- في رسالَةِ الاهليلَجَةِ -: كُلُّ هذا [ نِظامِ الخِلقَةِ] مِمَّا يَستَدِلُّ بِهِ القَلبُ عَلَى الرَّبِّ سُبحانَهُ وَتَعالى‏، فَعَرِفَ القَلبُ بِعَقلِهِ أنَّ مَن دَبَّرَ هذِهِ الأشياءَ هُوَ الواحِدُ العَزيزُ الحَكيمُ الَّذي لَم يَزَل وَلا يَزالُ، وَأنّه لَو كانَ فِي السَّماواتِ وَالأرَضينَ آلِهةٌ مَعَهُ سُبحانَهُ، لَذَهَبَ كُلُّ إلهٍ بِما خَلَق، وَلَعَلا بَعضُهُم عَلى بَعضٍ، وَلَفَسَدَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم عَلى صاحِبهِ .۳

بيان :

قال العلّامة الطباطبائي قدّس سرّه في قوله تعالى‏ : (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ) : قد تقدّم في تفسير سورة هود وتكرّرت الإشارة إليه بعده أنّ النزاع بين الوثنيّينَ والموحّدينَ ليس في وحدة الإله وكثرته بمعنى الواجب الوجود الموجود لذاته المُوجِد لغيره ، فهذا ممّا لا نزاع في أ نّه واحد لا شريك له ، وإنّما النزاع في الإله بمعنى الربّ المعبود ، والوثنيّون على‏ أنّ تدبير العالم على‏ طبقات أجزائه مُفوَّضة إلى‏ موجودات شريفة مقرّبين عند اللَّه ، ينبغي أن يُعبَدوا حتّى‏ يَشفَعوا لعُبّادهم عند اللَّه ويقرّبوهم إليه زُلفى‏ ، كربِّ السماء وربّ الأرض وربّ الإنسان ... وهكذا ، وهم آلهةُ مَن دُونَهم ، واللَّه سبحانه إله الآلهة وخالق الكلّ ، كما يحكيه عنهم قوله : (وَلَئن سأَلْتَهُم مَن خَلَقَهُم لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)۴ وقوله : (وَلَئن سأَلْتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ) .۵

1.نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ .

2.التوحيد : ۲۵۰/۲ .

3.بحار الأنوار : ۳/۱۶۵ .

4.الزخرف : ۸۷ .

5.الزخرف : ۹ .


ميزان الحکمه المجلد الخامس
468

۱۲۴۷۴.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- مِن مُناظَرَتِهِ زِندِيقاً -: إن قُلتَ : إنَّهُما اثنانِ لَم يَخْلُ مِن أن يَكونا مُتَّفِقَينِ مِن كُلِّ جِهَةٍ ، أو مُفتَرِقَينِ مِن كُلِّ جِهَةٍ ، فلَمّارَأينا الخَلقَ مُنتَظِماً،والفَلَكَ جارِياً۱ ، واختلافَ اللَّيلِ‏والنَّهارِ والشَّمسِ والقَمَرِ ، دَلَّ صِحَّةُ الأمرِ والتَّدبيرِ وائتِلافُ‏الأمرِ عَلى‏أنَّ المُدَبِّرَ واحِدٌ .
ثُمّ يَلزَمُكَ إنِ ادَّعَيتَ اثنَينِ فلابُدَّ مِن فُرجَةٍ بَينَهُما حتّى‏ يَكونا اثنَينِ ، فصارَتِ الفُرجَةُ ثالِثاً بَينَهُما قَديماً مَعَهُما فيَلزَمُكَ ثَلاثَةٌ ، فإنِ ادَّعيتَ ثَلاثَةً لَزِمَكَ ما قُلنا في الاثنَينِ حتّى‏ يَكونَ بَينَهُم فُرجَتانِ فيَكونَ خَمساً ، ثُمّ يَتَناهى‏ في العَدَدِ إلى‏ ما لا نِهايَةَ في الكَثرَةِ .۲

۱۲۴۷۵.عنه عليه السلام- لَمّا سُئلَ : ما الدَّليلُ علَى الواحِدِ ؟ -: ما بِالخَلقِ مِنَ الحاجَةِ .۳

۱۲۴۷۶.التوحيد : الإمامُ الرِّضا عليه السلام - لَمّا سألَهُ رَجُلٌ مِنَ الثَنَوِيَّةِ : إنّي أقولُ: إنّ صانِعَ العالَمِ اثنانِ ، فما الدَّليلُ عَلى‏ أ نَّهُ واحِدٌ ؟ - : قَولُكَ : إنَّهُ اثنانِ دَليلٌ عَلى‏ أ نَّهُ واحِدٌ ؛ لِأنَّكَ لَم تَدَّعِ الثّانِيَ إلّا بَعدَ إثباتِكَ الواحِدَ ، فالواحِدُ مُجمَعٌ عَلَيهِ ، وأكثَرُ مِن واحِدٍ مُختَلَفٌ فيهِ .۴

(انظر) الميزان في تفسير القرآن : 7 / 85 وج 12 / 275 ، 288.

2583 - ما يَلزَمُ مِن تَعَدُّدِ الآلِهَةِ

الكتاب :

(ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إلهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى‏ بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) .۵

(لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) .۶

(قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إذاً لَابْتَغَوا إلَى‏ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحانَهُ وَتَعالَى‏ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوَّاً كَبِيراً) .۷

الحديث :

۱۲۴۷۷.الإمامُ‏عليٌّ عليه السلام- في وَصِيَّتِه لِابنِه الحَسَنِ عليه السلام -: واعلَمْ يا بُنَيَّ أ نَّهُ لَو كانَ لِرَبِّكَ شَريكٌ لَأتَتكَ رُسُلُهُ ، ولَرَأيتَ

1.في الكافي : ۱/۸۱/۵ هنا زيادة وهي «والتدبير واحداً» .

2.التوحيد : ۲۴۳/۱ .

3.تحف العقول : ۳۷۷ .

4.التوحيد : ۲۷۰/۶ .

5.المؤمنون : ۹۱ .

6.الأنبياء : ۲۲ .

7.الإسراء : ۴۲ ، ۴۳ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الخامس
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 181760
الصفحه من 562
طباعه  ارسل الي