409
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۳۲۲.مطالب السَّؤول : جَهَّزَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ إلَى الكوفَةِ ، فَلَمّا قَرُبَ مِنها تَنَكَّرَ ودَخَلَ لَيلاً وأوهَمَ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، ودَخَلَها مِن جِهَةِ البادِيَةِ في زِيِّ ۱ أهلِ الحِجازِ ، فَصارَ يَجتازُ بِجَماعَةٍ جَماعَةٍ يُسَلِّمُ عَلَيهِم ولا يَشُكّونَ في أنَّهُ هُوَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَيَمشونَ بَينَ يَدَيهِ ويَقولونَ : مَرحَباً يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، فَرَأى‏ عُبَيدُ اللَّهِ مِن تَباشيرِهِم بِالحُسَينِ عليه السلام ما ساءَهُ ، وكَشَفَ أحوالَهُم وهُوَ ساكِتٌ ! ۲

۳۲۳.الفصول المهمّة : إنَّهُ [أيِ ابنَ زِيادٍ] قَصَدَ قَصرَ الإِمارَةِ ، وجاءَ يُريدُ الدُّخولَ إلَيهِ ، فَوَجَدَ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ قَد أغلَقَهُ ، وتَحَصَّنَ فيهِ هُوَ وأصحابُهُ ، وذلِكَ أنَّ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ - هُوَ وأصحابُهُ - ظَنّوا أنَّ ابنَ زِيادٍ هُوَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَصاحَ بِهِم عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : اِفتَحوا ، لا بارَكَ اللَّهُ فيكُم ، ولا كَثَّرَ في أمثالِكُم ! فَعَرَفوا صَوتَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ ، وقالوا : ابنُ مَرجانَةَ ! فَنَزَلوا وفَتَحوا لَهُ ، ودَخَلَ القَصرَ وباتَ بِهِ . ۳

1.الزِّيُّ : الهَيئَة (المصباح المنير : ص ۲۶۰ «زوى») .

2.مطالب السؤول : ص ۷۴ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۲ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۴ .

3.الفصول المهمّة : ص ۱۸۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
408

۳۲۰.مثير الأحزان : أسرَعَ هُوَ [أيِ ابنُ زِيادٍ] إلى‏ قَصدِ الكوفَةِ ، فَلَمّا أشرَفَ عَلَيها نَزَلَ حَتّى‏ أمسى‏ ؛ لِئَلّا تَظُنُّ أهلُها أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ۱ ، ودَخَلَها مِمّا يَلِي النَّجَفَ .
فَقالَتِ امرَأَةٌ : اللَّهُ أكبَرُ ، ابنُ رَسولِ اللَّهِ ورَبِّ الكَعبَةِ ! فَتَصايَحَ النَّاسُ ، قالوا : إنّا مَعَكَ أكثَرُ مِن أربَعينَ ألفاً ، وَازدَحَموا عَلَيهِ ، حَتّى‏ أخَذوا بِذَنَبِ دابَّتِهِ ، وظَنُّهُم أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام .
فَحَسَرَ اللِّثامَ ، وقالَ : أنَا عُبَيدُ اللَّهِ ، فَتَساقَطَ القَومُ ، ووَطِئَ بَعضُهُم بَعضاً ، ودَخَلَ دارَ الإِمارَةِ وعَلَيهِ عِمامَةٌ سَوداءُ. ۲

۳۲۱.الفتوح : لَمّا كانَ مِنَ الغَدِ ، نادى‏ [ابنُ زِيادٍ] فِي النّاسِ ، وخَرَجَ مِنَ البَصرَةِ يُريدُ الكوفَةَ ، ومَعَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وَالمُنذِرُ بنُ الجارودِ العَبدِيُّ ، وشَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثِيُّ ، وحَشَمُهُ وأهلُ بَيتِهِ ، فَلَم يَزَل يَسيرُ حَتّى‏ بَلَغَ قَريباً مِنَ الكوفَةِ .
فَلَمّا تَقارَبَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ مِنَ الكوفَةِ نَزَلَ ، فَلمّا أمسى‏ وجاءَ اللَّيلُ ، دَعا بِعِمامَةٍ غَبراءَ وَاعتَجَرَ بِها ، ثُمَّ تَقَلَّدَ سَيفَهُ ، وتَوَشَّحَ قَوسَهُ ، وتَكَنَّنَ كِنانَتَهُ ۳ ، وأخَذَ في يَدِهِ قَضيباً وَاستَوى‏ عَلى‏ بَغلَتِهِ الشَّهباءِ ، ورَكِبَ مَعَهُ أصحابُهُ ، وأقبَلَ حَتّى‏ دَخَلَ الكوفَةَ مِن طَريقِ البادِيَةِ ، وذلِكَ في لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ ، وَالنّاسُ مُتَوَقِّعونَ قُدومَ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَجَعَلوا يَنظُرونَ إلَيهِ وإلى‏ أصحابِهِ ، وهُوَ في ذلِكَ يُسَلِّمُ عَلَيهِم فَيَرُدّونَ عَلَيهِ السَّلامَ ، وهُم لايَشُكّونَ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، وهُم يَمشونَ بَينَ يَدَيهِ ، وهُم يَقولونَ : مَرحَباً بِكَ يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ .
قالَ : فَرأى‏ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ مِن تَباشيرِ النّاسِ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ما ساءَهُ ذلِكَ ، وسَكَتَ ولَم يُكَلِّمهُم ، ولا رَدَّ عَلَيهِم شَيئاً . قالَ : فَتَكَلَّمَ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وقالَ : إلَيكُم عَنِ الأَميرِ يا تُرابِيَّةُ ، فَلَيسَ هذا مَن تَظُنّونَ ، هذَا الأَميرُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ !
قالَ : فَتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ ، ودَخَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ قَصرَ الإِمارَةِ ، وقَدِ امتَلَأَ غَيظاً وغَضَباً. ۴

1.كذا في المصدر ، وفي العبارة خللٌ ، وفي بحارالأنوار : «... نزلَ حتّى‏ أمسى‏ ليلاً ، فظنّ أهلُها أنّه الحسين» ، والظاهر أنّه الصواب .

2.مثير الأحزان : ص ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۰ .

3.الكِنانَةُ : جعبة السهام تُتّخذ من جلود (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۶۱ «كنن») .

4.الفتوح : ج ۵ ص ۳۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۹ نحوه وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 292042
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي