581
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

الفصل السّابع : من مكّة إلى كربلاء

7 / 1

جُهودُ يَزيدَ لِصَرفِ الإِمامِ عليه السلام عَنِ الخُروجِ‏

۵۸۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كَتَبَ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ إلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَبّاسٍ يُخبِرُهُ بِخُروجِ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ مَكَّةَ :
ونَحسَبُهُ جاءَهُ رِجالٌ مِن أهلِ هذَا المَشرِقِ فَمَنَّوهُ الخِلافَةَ ، وعِندَكَ مِنهُم خِبرَةٌ وتَجرِبَةٌ ، فَإِن كانَ فَعَلَ فَقَد قَطَعَ واشِجَ القَرابَةِ ، وأنتَ كَبيرُ أهلِ بَيتِكَ وَالمَنظورُ إلَيهِ ، فَاكفُفهُ عَنِ السَّعيِ فِي الفُرقَةِ .
وكَتَبَ بِهذِهِ الأَبياتِ إلَيهِ وإلى‏ مَن بِمَكَّةَ وَالمَدينَةِ مِن قُرَيشٍ :
يا أيُّهَا الرّاكِبُ الغادي لِطِيَّتِهِ۱عَلى‏ عُذافِرَةٍ۲في سَيرِها قُحَمُ۳
أبلِغ قُرَيشاً عَلى‏ نَأيِ المَزارِ بِهابَيني وبَينَ حُسَينٍ اللَّهُ وَالرَّحِمُ‏
ومَوقِفٌ بِفِناءِ البَيتِ أنشُدُهُ‏عَهدَ الإِلهِ وما تُوفى‏ بِهِ الذِّمَمُ‏
عنيتُمُ قَومَكُم فَخراً بِاُمِّكُمُ‏اُمٌّ لَعَمري حَصانٌ عَفَّةُ كَرَمُ‏
هِيَ الَّتي لا يُداني فَضلَها أحَدٌبِنتُ الرَّسولِ وخَيرُ النّاسِ قَد عَلِموا
وفَضلُها لَكُمُ فَضلٌ وغَيرُكُمُ‏مِن قَومِكُم لَهُم في فَضلِها قَسَمُ‏
إنّي لَأَعلَمُ أو ظَنّاً كَعالِمِهِ‏وَالظَّنُّ يَصدُقُ أحياناً فَيَنتَظِمُ‏
أن سَوفَ يَترُكُكُم ما تَدَّعون بِهاقَتلى‏ تَهاداكُمُ العُقبانُ وَالرَّخَمُ۴
يا قَومَنا لا تَشُبُّوا الحَربَ إذ سَكَنَت‏وَمسِّكوا بِحِبالِ۵السِّلمِ وَاعتَصِموا
قَد غَرَّتِ الحَربُ مَن قَد كانَ قَبلَكُمُ‏مِنَ القُرونِ وقَد بادَت بِهَا الاُمَمُ‏
فَأَنصِفوا قَومَكُم لا تَهلِكوا بَذَخاًفَرُبَّ ذي بَذَخٍ زَلَّت بِهِ القَدَمُ‏
قالَ : فَكَتَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ : إنّي لَأَرجو ألّا يَكونَ خُروجُ الحُسَينِ عليه السلام لِأَمرٍ تَكرَهُهُ ، ولَستُ أدَعُ النَّصيحَةَ لَهُ في ما يَجمَعُ اللَّهُ بِهِ الاُلفَةَ ، ويُطفِئُ بِهِ النّائِرَةَ ۶ . ۷

1.الطِّيّة : النية (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۱۵ «طوى») .

2.جَمَلٌ عُذافر : هو العظيم الشديد (الصحاح : ج ۲ ص ۷۴۲ «عذفر») .

3.الإقحام : الإرسال في عجلة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۶۳ «قحم») .

4.الرَّخَمُ : طائر أبقع على شكل النسر خِلْقَة (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۲۷۹ «رخم») .

5.في المصدر : «بحال» ، وهو تصحيف ، والتصويب من المصادر الاُخرى‏ .

6.النائِرةُ : الحقد والعداوة (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۴۷ «نير») .

7.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۰ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۴ نحوه وليس فيه الأبيات ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
580
  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 289966
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي