أخبار الزينبات - الصفحه 44

عبدالملك بن سعيد الأنصاري ، قال : حدّثني وهب بن سعيد الأوسي ، عن عبداللّه بن عبدالرحمن الأنصاري ، قال : رأيت زينب بنت عليّ بمصر بعد قدومها بأيّام ، فواللّه ما رأيت مثلها ، وجهها كأنّه شقّة قمر .
7 . وبالسند المرفوع إلى رُقيّة بنت عُقْبة بن نافع الفِهريّ ، قالت : كنت فيمن استقبل زينب بنت عليّ لمّا قدمت مصر بعد المصيبة ، فتقدّم إليها مَسْلَمة بن مُخَلَّد ۱ ، وعبداللّه بن الحارث ، وأبو عميرة المزني ، فعزّاها مسلمة وبكى ، فبكت وبكى الحاضرون ، وقالت : « هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ »۲ .
ثمّ احتملها إلى داره بالحمراء ، فأقامت به أحد عشر شهراً ، وخمسة عشر يوماً ، وتوفّيت ، وشهدت جنازتها ، وصلّى عليها مسلمة بن مخلّد في جمعٍ بالجامع ۳ ، ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء ، بمَخْدَعِها ۴ من الدار بوصيّتها .
8 . حدّثني إسماعيل بن محمّد البصري ـ عابد مصر ونزيلها ـ قال : حدّثني حمزة المكفوف ، قال : أخبرني الشريف أبو عبداللّه القرشي ، قال : سمعت هند بنت أبي رافع بن عبيداللّه ، عن ۵ رقيّة بنت عُقبة بن نافع الفِهري تقول : توفّيت زينب بنت عليّ عشيّة يوم الأحد ، لخمسة عشر يوماً مضت من رجب ، سنة 62 من الهجرة ، وشهدت جنازتها ، ودفنت بمخدَعها بدار مسلمة المستجدّة بالحمراء القصوى ۶ ، حيث بساتين عبداللّه بن عبدالرحمن بن عوف الزهري . ۷

5 . زينب الوسطى بنت عليّ بن أبي طالب ۸

اُمّها واُمّ إخوتها ـ الحسن ، والحسين ، ومحسن ، وزينب الكبرى ، ورقيّة ـ فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
1 . حدّثنا موسى بن عبدالرحمن ، قال : حدّثني موسى بن عبداللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : وُلدت زينب قبل وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وسمّتها اُمّها زينب ، وكنّاها رسول اللّه صلى الله عليه و آله اُمّ كلثوم .
ولمّا خطبها عمر بن الخطّاب من أبيها فوّض أمرها إلى العبّاس فزوّجها عمر ۹ ،

1.قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (ج ۳ ص ۴۶۵) : قد ذكر أبو جعفر الطبري أنّ في هذه السنة ـ ۵۰ه ـ ولّي مسلمة بن مخلّد ـ الأنصاريّ ـ إفريقية ، وأنّ عُقبة ولّي قبله إفريقية وبنى القيروان . والذي ذكره أهل التاريخ من المغاربة أنّ ولاية عقبة بن نافع إفريقيّة كانت هذه السنة وبنى القيروان ، ثمّ بقي إلى سنة خمس وخمسين ووليها مَسلمة بن مخلّد ، وهم أخبر ببلادهم .

2.سورة يس ، الآية ۵۲ .

3.أي : في جمعٍ من النّاس بالمسجد الجامع .

4.المخْدَع ـ بضم الميم وفتحه ـ : البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير . والمقصود : الحُجرة الصغيرة التي لها بابٌ في الحجرة الكبيرة ، وكان يُعبّر عنها بـ «الخزانة» .

5.كذا يبدو الصحيح ، وفي الأصل : بن .

6.منطقة كانت بين القاهرة ومدينة الفسطاط في الزمن القديم ، وكانت تعرف أيضاً بـ «قناطر السباع» . انظر : المواعظ والاعتبار ، ج ۲ ، ص ۲۰۲ .

7.اختلف المؤرّخون في تحديد البقعة التي احتضنت جثمانها الطاهر ، وكانت هناك عدّة أقوال ، هي : ۱ ـ في مصر : وأغلب الّذين اتّبعوا هذا القول ـ من المصريّين وغيرهم ـ فقد استندوا في ذلك إلى كتابنا هذا . وقال الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه : السيّدة زينب عليهاالسلام رائدة الجهاد في الإسلام ص ۳۲۸ ـ ۳۳۱ . سبب هجرتها لمصر : ذكر المؤرّخون أنّ العقيلة أخذت تلهب العواطف ، وتستنهض المسلمين للأخذ بثأر أخيها ، والانتفاض على السلطة الاُموية ، والتي كان من نتائجها أنّ المدينة أخذت تغلي كالمرجل ، وأعلنت العصيان المسلّح على حكم الطاغية يزيد ، فأرسل إليها جيشاً مكثّفاً بقيادة الإرهابي المجرم مسلم بن عقبة ، فأنزل بالمدنيّين أقصى العقوبات ، وأكثرها صرامة وقسوة ، وأرغمهم على أنّهم خول وعبيد ليزيد ، ومن أبى منهم نفّذ فيه حكم الإعدام . وعلى أيّ حال فإنّ عمرو بن سعيد الأشدق والي يثرب خشي من العقيلة ، وكتب إلى يزيد بخطرها عليه ، فأمره بإخراجها من المدينة إلى أيّ بلدٍ شاءت . . . زيارة المرقد : ويؤمّ المصريّون وغيرهم من المسلمين المرقد المعظّم خصوصاً في يوم الأحد المصادف لليوم الّذي توفّيت فيه العقيلة ، فإنّهم يزدحمون على زيارته بما فيهم من العلماء والفقهاء ، وقد زارها في هذا اليوم كافور الأخشيدي ، وأحمد بن طولون ، والظافر بنصر اللّه الفاطمي ، وكان يأتي حاسر الرأس مترجّلاً ، ويتصدّق عند القبر الشريف على الفقراء ، واقتدى به ملوك مصر واُمراؤها . وإذا حلّ شهر رجب ـ وهو الشهر الذي توفّيت فيه العقيلة ـ زحفت الجماهير إلى المرقد المعظّم ، ويقيم الكثيرون فيه إلى النصف من رجب ، وهم يتلون كتاب اللّه ، والأدعية الشريفة . . . عمارة المرقد : واُجريت على المرقد المعظّم في مصر عدّة عمارات وإصلاحات من قبل بعض المحسنين من ملوك ووزراء وغيرهم ، كان منهم ما يلي : ۱ ـ أمير مصر ، ونقيب الأشراف الزينبيّين ، الشريف فخر الدين ثعلب الجعفري الزينبي ، فقد أشاد عمارة مهمّة على المرقد الشريف . ۲ ـ الأمير علي باشا الوزير ، والي مصر من قبل السلطان سليمان خان ، فقد شيّد المرقد ، وأضاف إليه مسجداً يتّصل به ، وذلك في سنة ۹۵۶ ق . ۳ ـ الأمير عبد الرحمن كتخدا ، فقد عمّر المرقد ، وأنشأ به ساقية وحوضاً ، وذلك في سنة ۱۱۷۴ ق . ۴ ـ وفي سنة ۱۲۱۲ ق ظهر صدع في بعض حوائط المسجد ، فندبت حكومة عثمان المرادي لتجديده وإنشائه ، فابتدأ العمل ، إلاّ أنّه توقّف لدخول الفرنسيّين لمصر ، وأكمله بعد ذلك الوزير يوسف باشا ، وذلك في سنة ۱۳۲۶ ق ، وأرّخ ذلك بأبيات خطّت على لوحٍ من الرخام وهي : نور بنت النبي زينب يعلومسجداً فيه قبرها والمزار قد بناه الوزير صدر المعالييوسف وهو للعُلى مختار زاد جلاله كما قلت : ومسجدمشرق به أنوار وحالت دون إتمام عمارته بعض الموانع ، فأكمله محمّد علي باشا الكبير ، جدّ الاُسرة العلويّة . ۵ ـ سعيد باشا ، أمر بتجديد الوجهة الغربيّة والبحريّة من الضريح ، وذلك في سنة ۱۲۷۶ ق ، وبعد تمام العمارة كتب على لوحٍ من الرخام التأريخ ، وهذا نصّه : في ظلّ أيام السعيد محمّدربّ الفخار مليك مصر الأفخم من فائض الأوقاف أتحف زينباًعون الورى بنت النبيّ الأكرم من يأت ينوي للوضوء مؤرخاًويسعد فإنّ وضوءه من زمزم وكتب على باب المقام هذا البيت : يا زائريها قفوا بالباب وابتهلوابنت الرسول لهذا القطر مصباح وليست العقيلة مصباحاً وشرفاً لمصر ، وإنّما هي فخر ونور لجميع أقاليم العالم الإسلامي . ۶ ـ الخديوي محمّد توفيق باشا ، جدّد الباب المقابل لباب القبّة ، جدّده بالمرمر المصري والتركي ، وذلك في سنة ۱۲۹۴ ق ، وفي سنة ۱۲۹۷ ق أمر بتجديد القبّة والمسجد والمنارة ، وتمّ البناء في سنة ۱۳۰۲ ق ، وكتب على أبواب القبّة الشريفة هذه الأبيات : باب الشفاعة عند قبّة زينبيلقاه غادٍ للمقام ورائح من يمن توفيق العزيز مؤرخنور على باب الشفاعة لائح كما كتبت هذه الأبيات : قف توسّل بباب بنت عليّبخضوع وسل إله السماء تحظ بالعزّ والقبول وارخباب اُخت الحسين باب العلاء كما رسمت هذه الأبيات : رفعوا لزينب بنت طه قبّةعلياء محكمة البناء مشيّدة نور القبول يقول في تأريخهاباب الرضا والعدل باب السيّدة وفي هذا التأريخ نقشت القبّة والمشهد بنقوش رائعة وبديعة ، وكان ذلك بأمر محمّد توفيق ، وبهذا ينتهي بنا الحديث عن المرقد المعظّم في مصر . وقد رفض عدّة من الأعلام هذا القول ، مضعّفين سفرها إلى مصر ، سيّما وأنّ مسلمة بن مخلّد كان من أصحاب معاوية ، ومن المنحرفين عن الإمام عليّ عليه السلام ، فكيف يستقبل السيّدة زينب وينزلها في داره ؟ ! كذلك قالوا : «إنّ السيّدة زينب عليهاالسلام لم يحدّثنا التاريخ عنها بأنّها خرجت من المدينة» ، وطبعاً كان هذا الكلام رائجاً قبل اكتشاف كتابنا هذا أخبار الزينبات . وقال علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقيّة (ج ۵ ، ص ۹ وفي طبعة ص ۲۸) : ثمّ إنّي لم أرَ في كتب التواريخ أنّ السيّدة زينب بنت عليّ ـ رضى الله عنه ـ جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات . ۲ ـ في الشام : حيث قال المؤرّخون : إنّها توفّيت في إحدى قرى الشام ، ودُفنت في ضواحي مدينة دمشق . ويعزو بعضهم سبب سفرها إلى الشام أنّه حدثت في يثرب مجاعة عظيمة ، فهرب منها عبداللّه بن جعفر مصاحباً معه زوجته العقيلة وسائر عائلته ، ولمّا انتهت العقيلة إلى ذلك المكان توفّيت فيه . وهذا القول هو الآخر رفضه عدّة من الأعلام ؛ قال السيّد محمّدكاظم القزويني في كتابه زينب الكبرى من المهد إلى اللحد ص ۶۰۱ ـ ۶۰۹ : جاء في كتاب كامل البهائي (ج ۲ ص ۳۰۲) : رُويَ أنّ اُم كلثوم اُخت الحسين عليه السلام توفّيت بدمشق سلام اللّه عليها . وقال ابن بطوطة ـ في رحلته المعروفة ـ : «وبقرية قِبَلي البَلَد ـ أي : بلدة دمشق ـ على فرسخ منها : مَشْهد اُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام مِن فاطمة عليهاالسلام . ويُقال : إنّ اسمها : زينب ، وكَنّاها النبيُّ «اُمّ كلثوم» لِشَبَهِها بخالتها اُمّ كلثوم بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وعليه مسجد كبير ، وحَولَه مَسْكن وله أوقاف ، ويُسمّيه أهل الشام : قبر الستّ اُمّ كلثوم . وهُنا أكثر مِن سؤال يتبادر إلى الذهْن حول هذا القول : السؤال الأوّل : إنّ التاريخ لم يَذكُر مَجاعةً وقعتْ في المدينة المنوّرة ! ! ففي أيّ سنةٍ كانت تلك المَجاعة ؟ وكم دامتْ حتّى اضطرّ آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى الهجرة إلى الشام ؟ السؤال الثاني : إذا كانت وفاة السيّدة زينب عليهاالسلام في السنة الثانية والستّين ـ كما ذكرَه بعضُ المؤرّخين ـ فلماذا لم تكن في المدينة المنوّرة حينما حَدثَتْ مَجْزرة «واقعة الحَرّة» ؟ إذ لا يوجَد لها ـ ولا لِزوجها عبداللّه بن جعفر ـ أيّ اسم وأثَر ، فهل وقَعت المجاعة قبلَ واقعة الحَرّة أم بعدها ؟ ! هذه أسئلة وتساؤلات مُتعدّدة لا جوابَ لها سِوى الاحتمالات والظنّ الذي لا يُغني عن الحقّ شيئاً . هذا . . وقد حاول بعض المعاصرين في كتاب سَمّاه مرقد العقيلة أن يُثْبت مدفنها في دمشق . . لا القاهرة ، واستدلّ بأدلّة وتَشَبّث ببعض الأقوال ، ولكنّها لا تَفي بالغَرض ؛ لأنّ الأدلّة غير قاطعة ، والأقوال غير كافية للاحتجاج والاستدلال ، وكما يُقال : «غير جامعة وغير مانعة» . وممّا يُضعّف القول الثاني : أنّه حينما أرادوا تَجْديد بناء حَرَم السيّدة زينب عليهاالسلام الموجود في ناحية دمشق ـ قبلَ حوالي أربعين سنة ـ وحفروا الأرض لبناء الاُسس والأعمدة ، وصلوا إلى القبر الشريف ، ووجدوا عليه صَخْرةَ رُخام . . هذه صورتُها : فإن صَحّت هذه الكتابة فالقبر الموجود في ناحية دمشق قبْرٌ لِسيّدةٍ من بنات الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، واسمها : زينب الصغرى ، وهذا يدلّ على مدى اهتمام الإمام عليه السلام بهذا الاسم ، حيث اختارَه لأكثَر من بنتٍ واحدة من بناته . يُضاف إلى ذلك : إنّنا نَجِدُ في بُطون كتب التاريخ وصف السيّدة زينب بـ «الكُبرى» للفَرْق بينها وبين اُختها . وفي مجال دراسة القول الثاني . . هناك كلامٌ طويلٌ للسيّد محسن الأمين في مُناقشته لهذا القول ، ونحنُ نَذكُره ـ هنا ـ تتميماً للدراسة الموضوعيّة . وليس معنى نقلنا لكلامه هو تأييدنا له في قوله ، بل إنّ هذا يَعني أنّنا نضع المَعلومات أمامَ الباحث ، ليكون على بَصيرةٍ أكثر من النقاط التي يُمكن أنْ تَنفعه في اسْتِكْشافه لمحور البحث ، مع التنبيه المُسْبَق ـ منّا ـ على استِغْرابِنا مِن كلامه ! ومِنْ لَهْجَتِه في التعبير عند الكتابة حول هذا الموضوع ؟ ! وإليك نصُّ كلامه : . . . وفيما اُلحِقَ برسالة نُزهة أهل الحَرمَين في عمارة المشهدين في النجف وكربلاء ، المطبوعة بالهند ، نَقلاً عن رسالة تحيّة أهل القبور بالمأثور عند ذِكْر قبور أولاد الأئمّة عليهم السلام ، ما لفْظُه : «ومنهم : زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، وكُنيَتُها اُمّ كلثوم ، قبرُها في قرب زوجها عبداللّه بن جعفر الطيّار خارج دمشق الشام معروف ، جاءت مع زوجها عبداللّه بن جعفر أيّام عبدالملك بن مروان إلى الشام سنة المَجاعة ، ليقوم عبداللّه بن جعفر في ما كان له من القُرى والمَزارع خارجَ الشام ، حتّى تنقضي المَجاعة ، فماتَت زينب هناك ، ودُفنتْ في بعض تلك القرى . هذا هو التحقيق في وَجْه دَفْنها هناك ، وغيرُهُ غلَطٌ لا أصلَ له ، فاغتَنِمْ . . فقد وَهَمَ في ذلك جماعة فَخَبَطوا العَشواء» . وفي هذا الكلام مِن خَبْط العَشواء مَواضع : أوّلاً : إنّ زينبَ الكُبرى لم يَقُلْ أحَد من المؤرّخين أنّها تُكنّى باُمّ كلثوم ، فقد ذكرَها المَسعودي والمفيد وابن طلحة وغيرُهم ولم يقل أحَدٌ منهم أنّها تُكنّى اُمَّ كلثوم ، بل كلّهم سَمّوها : زينب الكُبرى ، وجَعَلوها مُقابل اُمّ كلثوم الكبرى ، وما استَظْهَرْناهُ مِن أنّها تُكنّى اُمّ كلثوم ظهَرَ لنا ـ أخيراً ـ فَسادُه . ثانياً : قوله : «قبرها في قُرب زوجها عبداللّه بن جعفر» ليسَ بِصَواب ، ولم يَقُلْه أحَد ، فقَبْرُ عبداللّه بن جعفر بالحجاز ؛ ففي عُمْدة الطالب والاستيعاب واُسد الغابة والإصابة وغيرها : أنّه ماتَ بالمدينة ودُفنَ بالبقيع . وزادَ في عُمْدة الطالب القولَ بأنّه ماتَ بالأبواء ودُفن بالأبواء ، ولا يوجَد قُرْبَ القبر المَنْسوب إليها بالراوية قَبْرٌ يُنسَب لعبداللّه بن جعفر . ثالثاً : مَجيؤها مع زوجها عبداللّه بن جعفر إلى الشام سنة المَجاعة . . لم نرَهُ في كلام أحدٍ مِن المؤرّخين ، مع مَزيد التَّفتيش والتَّنقيب . وإنْ كان ذُكرَ في كلام أحَدٍ من أهل الأعصار الأخيرة فهو حَدْسٌ واستِنْباط كالحَدس ، والاستنباطُ مِن صاحب التحيّة ؛ فإنّ هؤلاء لَمّا تَوَهّمُوا أنّ القبر الموجود في قرية راوية خارجَ دمشق مَنسوب إلى زينب الكبرى ، وأنّ ذلك أمْرٌ مَفْروغ منه ـ مع عدم ذِكْر أحدٍ من المؤرّخين لذلك ـ استَنبَطوا لِتَصْحيحه وجوهاً بالحَدْس والتخمين . . لا تَسْتندُ إلى مُسْتَنَد ، فبعضٌ قال : «إنّ يزيد ـ عليه اللعنة ـ طلبها مِن المدينة فعَظُمَ ذلك عليها ، فقال لها ابنُ أخيها زينُ العابدين عليه السلام : إنّك لا تَصِلين دمشق ، فماتَتْ قبلَ دخولها . وكأنّه هو الذي عَدّهُ صاحب التحيّة غَلَطاً لا أصل له ووقع في مثله ، وعدّه غنيمةً وهو ليس بها ، وعدّ غيره خَبْط العشواء وهو منه . فاغتَنِمْ . . فقد وَهَمَ كلُّ مَن زَعَمَ أنّ القبر الذي في قرية راوية منسوب إلى زينب الكبرى ، وسبب هذا التوهُّم : أنّ من سمع أنّ في راوية قبراً ينسب إلى السيّدة زينب سبق إلى ذهنه زينب الكبرى ؛ لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل ، فلمّا لم يجد أثراً يدلّ على ذلك لجأ إلى استنباط العلل العليلة . ونظير هذا أنّ في مصر قبراً ومشهداً يقال له : «مشهد السيّدة زينب» ، وهي زينب بنت يحيى ، وتأتي ترجمتها ، والنّاس يتوهّمون أنّه قبر السيّدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا سبب له إلاّ تبادر الذهن إلى الفرد الأكمل . وإذا كان بعض النّاس اختلق سبباً لمجيء زينب الكبرى إلى الشام ووفاتها فيها ، فماذا يختلقون لمجيئها إلى مصر ؟ ! وما الذي أتى بها إليها ؟ لكنّ بعض المؤلّفين من غيرنا رأيتُ له كتاباً مطبوعاً بمصر ـ غابَ عنّي الآن اسمه ـ ذكر لذلك توجيهاً «بأنّه يجوز أن تكون نقلت إلى مصر بوجهٍ خفي على النّاس» . مع أنّ زينب التي هي بمصر هي زينب بنت يحيى حسنيّة أو حسينيّة كما يأتي ، وحال زينب التي براوية حالها . رابعاً : لم يذكرْ مؤرّخ أنّ عبداللّه بن جعفر كان له قُرى ومزارع خارج الشام حتّى يأتي إليها ويقوم بأمرها ، وإنّما كان يفد على معاوية فيجيزه ، فلا يطولُ أمر تلك الجوائز في يده حتّى ينفقها بما عُرف عنه من الجود المفرط . فمن أين جاءته هذه القُرى والمزارع ؟ وفي أيّ كتابٍ ذُكرت من كتب التواريخ ؟ ! خامساً : إن كان عبداللّه بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام ـ كما صوّرته المخيّلة ـ فما الذي يدعوه للإتيان بزوجته زينب معه ؟ ! وهي التي اُتيَ بها إلى الشام أسيرةً بزيّ السبايا وبصورة فظيعة ، واُدخلت على يزيد مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها بهيئةٍ مُشْجِية ؟ ! فهل من المتصوّر أن ترغب في دخول الشام ورؤيتها مرّة ثانية وقد جرى عليها بالشام ما جرى ؟ ! وإن كان الداعي للإتيان بها معه هو المجاعة بالحجاز . . فكان يمكنه أن يحمل غلاّت مزارعه ـ الموهومة ـ إلى الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز ما يُقوّتها به ، فجاء بها إلى الشام لإحراز قُوتها ، فهو ممّا لا يقبله عاقل ، فابنُ جعفر لم يكن مُعدماً إلى هذا الحدّ ، مع أنّه يتكلّف من نفقة إحضارها وإحضار أهله أكثر من نفقة قُوتها ، فما كان لِيُحضرها وحدها إلى الشام ويترك باقي عياله بالحجاز جياعاً ! ! سادساً : لم يُتحقّق أنّ صاحبة القبر الذي في راوية تُسمّى زينب لو لم يتحقّق عدمه ، فضلاً عن أن تكون زينب الكبرى ، وإنّما هي مشهورة باُمّ كلثوم . انتهى كلامه [ أعيان الشيعة ، ج ۷ ، ص ۱۴۰ و ۱۴۱ ] . ۳ ـ في البقيع ( المدينة المنوّرة ) : حيث ذهب بعض المؤرّخين إلى أنّها توفّيت في المدينة ، ودفنت في بقيع الغرقد . ودليل هذا القول : هو أنّه ثبت ـ تاريخيّاً ـ أنّ السيّدة زينب وصلت إلى المدينة ودخلت إليها ، ولم يثبت خروجها من المدينة . ومن أبرز القائلين به السيّد محسن الأمين العاملي ، فقال في أعيان الشيعة (ج ۷ ص ۱۴۰) : يجب أن يكون قبرها في المدينة المنوّرة ؛ فإنّه لم يثبت أنّها ـ بعد رجوعها للمدينة ـ خرجت منها ، وإن كان تاريخ وفاتها ومحلّ قبرها بالبقيع مجهولاً ، وكم من أهل البيت أمثالها من جهل محلّ قبره وتاريخ وفاته ، خصوصاً النساء . وقال السيّد محمّدكاظم القزويني في زينب الكبرى من المهد إلى اللحد (ص ۵۹۸ ـ ۶۰۰) رادّاً لهذا القول : رغم أنّنا نقدّر للسيّد الأمين مكانته العلميّة ومؤلفاته القيّمة ، ولكنّنا نقول : إنّ التحقيق في القضايا التاريخيّة عامٌّ للجميع ، وليس وقفاً على إنسان معيّن ، فإذا كان السيّد الأمين يقول بحجّيّة الظنّ حتّى في المسائل التاريخيّة ، فليست هذه المزيّة خاصّة به ، بل يجوز لغيره ـ أيضاً ـ أن يُبْدي رأيه ، وخاصّةً بعد الانتباه إلى «حريّة الرأي» المسموح بها في هذه الاُمور والمواضيع ! وعلى هذا الأساس . . فنحن نناقشه في رأيه ونظريّته ، ونقول : أوّلاً : إنّه لا يوجد في المدينة المنوّرة ـ وفي مقبرة البقيع بصورة خاصّة ـ قبرٌ للسيّدة زينب عليهاالسلام . فكيف يمكن أن يكون قبرها هناك ، ولم يعلم بذلك أحد ؟ ! مع الانتباه إلى الشخصيّة المرموقة التي كانت للسيّدة زينب في اُسرتها ، وعند النّاس جميعاً ؟ ! فهل ماتت في المدينة ولم يحضر تشييع جنازتها أحد ؟ ! ولم يشهد دفنها أحد ؟ ! ولم يعلم بموضع قبرها أحد ؟ ولم يتحدّث أحد من أئمّة أهل البيت عليهم السلام عن هذا الموضوع المهمّ ، وخاصّة الإمام السجّاد والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام ؟! ثمّ كيف ولماذا لم يشاهَد أحدٌ من الأئمّة الطاهرين أو من شخصيّات بني هاشم عند قبرها ؟ ! وكيف لم يتحدَّث واحدٌ منهم عن زيارة قبرها ، أو عن تعيين موضع قبرها في المدينة ، مع ما ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله حول الثواب العظيم لزيارة قبرها ؟ ! وما هي الدواعي لهذا الغموض والتعتيم على سبب وتاريخ وفاتها ومكان دفنها . . حتّى من رجالات أهل البيت ؟ ! فهل كانت هناك أسبابٌ وحكم تفرض إخفاء قبرها ، كما كانت كذلك بالنسبة إلى قبر والدتها السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ؟ أم أنّ هناك حقائق وأخباراً خفيت عنّا ؟ ! هذه أسئلة حائرة . . تجعلنا لا نوافق على هذا القول . ثانياً : هناك أقوالٌ تقول : إنّها خرجت من المدينة إلى الشام أو إلى مصر ، وهي تمنع من موافقتنا على هذا القول ؛ لأنّه معارض بقولَين آخرَين ، لكلّ واحدٍ منهما وثائقهما وأدلّتهما . ثالثاً : ليت شعري هل يأذن لي السيّد الأمين رحمه الله أن أسأله : إن كانت السيّدة زينب دُفنت في المدينة المنوّرة ، وكان المرقد الموجود في قرية الراوية في ضاحية دمشق قبر امرأةٍ مجهولة النسب ، كما ادّعى ذلك السيّد الأمين ، فلماذا دُفن السيّد بعد وفاته عند مدخل مقام السيّدة زينب بضاحية دمشق ؟ ! فهلْ كان ذلك بوصيّة منه ؟ ! أم أنّ أولاده اختاروا لقبره ذلك المكان . . وهم يعلمون نظريّة والدهم حول ذلك المقام ؟ ! انتهى كلامه . وكما تلاحظ معنا ـ عزيزي القارئ ـ تضارب الآراء والأقوال ، لذا من الصعب ـ إن لم نقل : من المحال ـ تحديد أو تعيين موضع قبرها عليهاالسلام على وجه الدقّة . غير أنّنا نقول بعد كلّ هذا : تتشرّف كلّ بقعة من الأرض يقام فيها مرقد أو مقام لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليهاالسلام ، ولم نغال إن قلنا : هي أفضل سيّدة خلفت فاطمة الزهراء عليهاالسلام ـ اُمّها ـ .

8.هي المكنّاة بـ «اُمّ كلثوم» كنّاها بذلك رسول اللّه صلى الله عليه و آله لشبهها بخالتها اُمّ كلثوم بنت الرسول صلى الله عليه و آله . وقد سمّيت في المصادر : زينب الصغرى ، أو اُمّ كلثوم الكبرى . انظر ترجمتها في : كتاب المحبّر ، ص ۵۶ ؛ النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى ، ص ۱۲۹ ، ح ۳۳۲ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۸ ، ص ۴۶۳ ـ ۴۶۵ ؛ كتاب نسب قريش ، ص ۳۴۹ ؛ الذرّيّة الطاهرة ، ص ۱۵۷ ـ ۱۶۵ ؛ الكافي ، ج ۵ ، ص ۳۴۶ ، ح ۲ ؛ بلاغات النساء ، ح ۲۳ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ؛ المستدرك على الصحيحين ، ج ۳ ، ص ۱۴۲ ؛ إرشاد المفيد ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ؛ المسائل السرويّة للشيخ المفيد ، ص ۸۶ ؛ المسألة العاشرة ( المطبوع في مصنّفات الشيخ المفيد ج۷ ) ؛ رسائل الشريف المرتضى ، ج ۱ ، ص ۲۹۰ و ج ۳ ، ص ۱۴۸ ؛ العقد الفريد ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ و ج ۶ ، ص ۹۰ ؛ الاستيعاب ، ج ۴ ، ص ۱۹۵۴ ، رقم ۴۲۰۴ ؛ المجدي ، ص ۱۷ ؛ لباب الأنساب ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ؛ مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ۲ ، ص ۴۳ ؛ إعلام الورى ، ج ۱ ، ص ۳۹۵ و ۳۹۷ ؛ اُسد الغابة ، ج ۵ ، ص ۶۱۴ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ۳ ، ص ۳۹۷ ؛ الملهوف ، ص ۱۴۰ و ۱۴۱ و ۱۹۸ و ۲۱۰ ؛ شرح نهج البلاغة ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ و ج ۶ ، ص ۲۵۵ و ج ۹ ، ص ۱۶۲ و ج ۱۲ ، ص ۲۴۴ و ۲۶۴ و ۳۱۷ و ۳۳۸ و ۳۴۰ و ۳۴۲ و ج ۱۴ ، ص ۲۲۷ و ج ۱۵ ص ۱۰۰ و ج ۱۹ ، ص ۲۰۷ ؛ مثير الأحزان ، ص ۸۸ ؛ ذخائر العقبى ، ص ۱۶۷ ؛ مطالب السؤول ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ ؛ معجم البلدان ، ج ۳ ، ص ۲۰ ؛ المستجاد ، ص ۱۴۴ ؛ البداية والنهاية ( المجلّد ۳ ) ج ۵ ، ص ۳۰۹ ؛ العِبر ، ج ۱ ، ص ۱۶ ؛ الإصابة ، ج ۸ ، ص ۴۶۴ ، رقم ۱۲۲۳۷ ؛ كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۴۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۹۴ ، ح ۲۲ ؛ أعيان الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۲۷ و ج ۷ ، ص ۱۳۶ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ۱۸۱ ، رقم ۱۰۶ ؛ أعلام النساء لكحّالة ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ ؛ تنقيح الرجال ، ج ۳ ، ص ۷۳ ؛ الخصائص الحسينيّة : ص ۱۸۲ و ۲۱۶ و ۲۳۵ و ۲۳۷ و ۳۳۲ ؛ الذريعة ، ج ۴ ، ص ۱۷۲ ، رقم ۸۵۰ و ج ۵ ، ص ۱۸۳ ، رقم ۸۱۱ ؛ ريحانة الأدب ، ج ۶ ، ص ۲۳۴ ، رقم ۵۰۱ ؛ رياحين الشريعة ، ج ۳ ، ص ۲۴۴ ؛ الكنى والألقاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۸ ؛ مجمع الرجال ، ج ۷ ، ص ۴۲ و ۱۸۲ .

9.لقد اختُلف في صحّة زواج عمر بن الخطّاب من اُمّ كلثوم . فمنهم : من تلقّى هذا الخبر تلقّي المسلّمات . ومنهم : من وجّهه بأنّه حصل بكراهية ، أو تقيّة ، أو إجبار ، أو تهديد من عمر ، وما أشبه ذلك ـ كما يفهم من قول الشريف المرتضى في رسائله ، وكذا كتابه تنزيه الأنبياء والأئمّة عليهم السلام ، ص ۲۲۴ و ۲۲۵ بتحقيقنا ـ . ويستدلّ هؤلاء بما كلّم به عمر العبّاس ، أو رواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله : ذلك فرج غُصبناه . لكنّ الشيخ المفيد رحمه الله قد رفض وقوع هذا الزواج في المسائل السرويّة ( المسألة العاشرة ) قائلاً : إنّ الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر غير ثابتٍ ، وطريقه من الزبير بن بكّار ، ولم يكن موثوقاً به في النقل ، وكان متّهماً فيما يذكره ، وكان يبغض أمير المؤمنين عليه السلام ، وغير مأمون فيما يدّعيه على بني هاشم . وإنّما نشر الحديث إثبات أبي محمّد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه ، فظنّ كثير من النّاس أنّه حقّ لرواية رجلٍ علويّ له ، وهو إنّما رواه عن الزبير بن بكّار . والحديث بنفسه مختلف ؛ فتارة يُروى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام تولّى العقد له على ابنته . [ اُسد الغابة ، ج ۵ ، ص ۶۱۵ ؛ الإصابة ، ج ۴ ، ص ۴۹۲] . وتارة يروى أنّ العبّاس تولّى ذلك عنه . [ الكافي ، ج ۵ ، ص ۳۴۶ ، ح۲ ؛ الاستغاثة ، ج ۹۲ ، ح ۹۳ ؛ إعلام الورى ، ص ۲۰۴] . وتارة يروى أنّه لم يقع العقد إلاّ بعد وعيد من عمر وتهديد لبني هاشم . [ نفس المصادر المتقدّمة] . وتارة يروى أنّه كان عن اختيارٍ وإيثارٍ . ثمّ إنّ بعض الرواة يذكر أنّ عمر أولدها ولداً أسماه زيداً . [ تاريخ الطبري ، ج ۵ ، ص ۶۱ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۸ ، ص ۴۶۳ ؛ الاستيعاب ، ج ۴ ، ص ۴۹۱ ؛ اُسد الغابة ، ج ۵ ، ص ۶۱۵] . وبعضهم يقول : إنّه قُتل قبل دخوله بها . [ يؤيّده ما في مروج الذهب ، ج ۲ ، ص ۳۲۱ ، حيث ذكر اُمّهات أولاده ، ولم يذكر اُمّ كلثوم] . وبعضهم يقول : إنّ لزيد بن عمر عقباً . [ تهذيب تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶ ، ص ۲۸] . ومنهم مَن يقول : إنّه قُتل ولا عقب له . [ جمهرة أنساب العرب ، ص ۳۸ و ۱۵۲] . ومنهم من يقول : إنّه واُمّه قُتلا . [ اُسد الغابة ، ج ۵ ، ص ۶۱۵ ؛ الإصابة ، ج ۴ ، ص ۴۹۲ ، وفيهما أنّ زيداً اُصيب واُمّه عليلة فماتا معاً في يوم واحد] . ومنهم من يقول : إنّ اُمّه بقيت بعده . [ وهذا ما ثبت من أنّها كانت حاضرة يوم الطفّ ، وخطبتها في الكوفة معروفة : الأخبار الطوال ، ص ۲۲۸ ؛ الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۰۲ ؛ أعلام النساء لكحّالة ، ج ۴ ، ص ۲۵۹] . ومنهم من يقول : إنّ عمر أمهر اُمّ كلثوم أربعين ألف درهم . [ تاريخ الطبري ، ج ۵ ، ص ۲۳ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۸ ، ص ۴۶۳ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ۳ ، ص ۵۳ ؛ تهذيب تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶ ، ص ۲۸] . ومنهم من يقول : مهرها أربعة آلاف درهم . ومنهم من يقول : كان مهرها خمسمئة درهم . [ وفي تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ : أمهرها عشرة آلاف دينار] . وبُدُوّ هذا الاختلاف فيه يُبطل الحديث ، فلا يكون له تأثير على حالٍ . وقد ذكر الذهبي في العبر (ج ۱ ص ۱۶) أنّ زواج عمر من اُمّ كلثوم كان سنة ۱۷ه .

الصفحه من 91