أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام في مَنامِهِ وهُوَ يَقولُ : اُقعُد أخرِجهُ عَنّي ؛ فَإِنَّهُ نَصرانِيٌّ ، فَنَهَضَ عَلِيُّ بنُ طِحالٍ وأخَذَ حَبلاً فَوَضَعَهُ في عُنُقِ الرَّجُلِ وقالَ لَهُ : اُخرُج ، تَخدَعُني بِالدّينارَينِ وأنتَ نَصرانِيٌّ ؟ ! فَقالَ لَهُ : لَستُ بِنَصرانِيٍّ . قالَ : بَلى إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام أتاني فِي المَنامِ وأخبَرَني أنَّكَ نَصرانِيٌّ وقالَ : أخرِجهُ عَنّي ، فَقالَ : اُمدُد يَدَكَ ، وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ ، وأنَّ عَلِيّاً أميرَ المُؤمِنينَ خَليفَةُ اللّهِ ، وَاللّهِ ما عَلِمَ أحَدٌ بِخُروجي مِنَ الشّامِ ، ولا عَرِفَني أحَدٌ مِنَ العِراقِ ، ثُمَّ حَسُنَ إسلامُهُ ۱ .
7 / 3 ـ 4
ما حَصَلَ لِأَبِي البَقاءِ قَيِّمِ مَشهَدِ أميرِ المُؤمِنينَ
۳۰۵۴.فرحة الغري :في سَنَةِ إحدى وخَمسِمِئَةٍ بيعَ الخُبزُ بِالمَشهَدِ الشَّريفِ الغَرَوِيِّ كُلُّ رِطلٍ بِقيراطٍ ، بَقِيَ أربَعينَ يَوما ، فَمَضَى القَومُ مِنَ الضُّرِّ عَلى وُجوهِهِم إلَى القُرى ، وكانَ مِن القَومِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ أبُو البَقاءِ بنُ سُوَيقَةَ ، وكانَ لَهُ مِنَ العُمرِ مِئَةٌ وعَشرُ سِنينَ ، فَلَم يَبقَ مِنَ القَومِ سِواهُ ، فَأَضَرَّ بِهِ الحالُ ، فَقالَت لَهُ زَوجَتُهُ وبَناتُهُ : هَلَكنا ! امضِ كَما مَضَى القَومُ ، فَلَعَلَّ اللّهَ تَعالى يَفتَحُ بِشَيءٍ نَعيشُ بِهِ ، فَعَزَمَ عَلَى المُضِيِّ ، فَدَخَلَ إلَى القُبَّةِ الشَّريفَةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلى صاحِبِها وزارَ وصَلّى ، وجَلَسَ عِندَ رأسِهِ الشَّريفِ وقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ لي في خدمَتِكَ مِئَةُ سَنَةٍ ما فارَقتُكَ ، ما رَأَيتُ الخَلَّةَ ولَا السُّكونَ ، وقَد أضَرَّ بي وبِأَطفالي الجوعُ ، وها أنَا مُفارِقُكَ ويَعِزُّ عَلَيَّ فِراقُكَ ، أستَودِعُكَ اللّهَ هذا فِراقٌ بَيني وبَينَكَ .
ثُمَّ خَرَجَ ومَضى مَعَ المُكارِيَةِ حَتّى يَعبُرَ إلَى الوَقفِ وسَوراءَ ، وفي صُحبَتِهِ وهَبانُ السُّلَمِيُّ وأبوكُردِيٍّ وجَماعَةٌ مِنَ المُكارِيَّةِ طَلَعوا مِنَ المَشهَدِ ، وأقبَلوا إلى أبي هُبَيشٍ قالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : هذا وَقتٌ كَثيرٌ ، فَنَزَلوا ونَزَلَ أبُو البَقاءِ مَعَهُم ، فَنامَ فَرَأى في مَنامِه