393
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

ب : إذا أرادَ القِتالَ

۴۵۱۲.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام كانَ إذا أرادَ القِتالَ قالَ هذِهِ الدَّعَواتِ :
اللّهُمَّ إنَّكَ أعلَمتَ سَبيلاً مِن سُبُلِكَ ، جَعَلتَ فيهِ رِضاكَ ، ونَدَبتَ إلَيهِ أولِياءَكَ ، وجَعَلتَهُ أشرَفَ سُبُلِكَ عِندَكَ ثَواباً ، وأكرَمَها لَدَيكَ مَآباً ، وأحَبَّها إلَيكَ مَسلَكاً ، ثُمَّ اشتَرَيتَ فيهِ مِنَ المُؤمِنينَ أنفُسَهُم وأموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ، يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللّهِ فَيَقتُلونَ ويُقتَلونَ ، وَعداً عَلَيكَ حَقّاً ، فَاجعَلني مِمَّنِ اشتَرى فيهِ مِنكَ نَفسَهُ ، ثُمَّ وَفى لَكَ بِبَيعِهِ الَّذي بايَعَكَ عَلَيهِ ، غَيرَ ناكِثٍ ولا ناقِضٍ عَهداً ، ولا مُبَدِّلاً تَبديلاً ، بَلِ استيجاباً لِمَحَبَّتِكَ ، وتَقَرُّباً بِهِ إلَيكَ ، فَاجعَلهُ خاتِمَةَ عَمَلي ، وصَيِّر فيهِ فَناءَ عُمُري ، وَارزُقني فيهِ لَكَ وبِهِ مَشهَداً تُوجِبُ لي بِهِ مِنكَ الرِّضا ، وتَحُطُّ بِهِ عَنِّي الخَطايا ، وتَجعَلُني فِي الأَحياءِ المَرزوقينَ بِأَيدِي العُداةِ وَالعُصاةِ ، تَحتَ لَواءِ الحَقِّ ورايَةِ الهُدى ، ماضِياً عَلى نُصرَتِهِم قُدُماً ، غَيرَ مُوَلٍّ دُبُراً ، ولا مُحدِثٍ شَكّاً .
اللّهُمَّ وأعوذُ بِكَ عِندَ ذلِكَ مِنَ الجُبنِ عِندَ مَوارِدِ الأَهوالِ ، ومِنَ الضَّعفِ عِندَ مُساوَرَةِ الأَبطالِ ، ومِنَ الذَّنبِ المُحبِطِ لِلأَعمالِ ، فَأُحجِمَ مِن شَكٍّ ، أو أمضِيَ ۱ بِغَيرِ يَقينٍ ، فَيَكونَ سَعيي في تَبابٍ ، وعَملي غَيرَ مَقبولٍ ۲ .

ج : عِندَ لِقاءِ العَدُوِّ مُحارِباً

۴۵۱۳.الإمام عليّ عليه السلامـ كانَ يَقولُ إذا لَقِيَ العَدُوَّ مُحارِباً ـ: اللّهُمَّ إلَيكَ أفضَتِ القُلوبُ ، ومُدَّت

1.في المصدر: «مضى»، والتصويب من تهذيب الأحكام.

2.الكافي : ج۵ ص۴۶ ح۱ عن ميمون القدّاح ، تهذيب الأحكام : ج۳ ص۸۱ ح۲۳۷ عن عبد اللّه بن ميمون ، الإقبال : ج۱ ص۳۱۸ كلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلام نحوه وفيهما من «اللّهمّ إنّك أعلمت . . . » ، تفسير العيّاشي : ج۲ ص۱۱۳ ح۱۴۳ عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح وفيه صدره إلى «تبديلاً» ، بحار الأنوار : ج۹۸ ص۱۲۶ ح۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
392

وَالأَرضَ وما بَينَهُما آياتٌ تَدُلُّ عَلَيكَ ، وشَواهِدُ تَشهَدُ بِما إلَيهِ دَعَوتَ ، كُلُّ ما يُؤَدّي عَنكَ الحُجَّةَ ، ويَشهَدُ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ ، مَوسومٌ بِآثارِ نِعمَتِكَ ، ومَعالِمِ تَدبيرِكَ ، عَلَوتَ بِها عَن خَلقِكَ فَأَوصَلتَ إلَى القُلوبِ مِن مَعرِفَتِكَ ما آنَسَها مِن وَحشَةِ الفِكرِ ، و كَفاها رَجمَ الاِحتِجاجِ ، فَهِيَ مَعَ مَعرِفَتِها بِكَ ووَلَهِها إلَيكَ ، شاهِدَةٌ بِأَ نَّكَ لا تَأخُذُكَ الأَوهامُ ، ولا تُدرِكُكَ العُقولُ ولَا الأَبصارُ ، أعوذُ بِكَ أن اُشيرَ بِقَلبٍ أو لِسانٍ أو يَدٍ إلى غَيرِكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، واحِداً أحَداً ، فَرداً صَمَداً ونَحنُ لَكَ مُسلِمونَ ۱ .

3 / 3 ـ 13

أدعِيَةُ الإِمامِ لِلقِتالِ

أ : إذا أرادَ المَسيرَ

۴۵۱۱.وقعة صفّين عن سلام بن سويد :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام إذا أرادَ أن يَسيرَ إلَى الحَربِ ، قَعَدَ عَلى دابَّتِهِ وقالَ : الحَمدُ للّهِ عَلى نِعَمِهِ عَلَينا ، وفَضلِهِ العَظيمِ . «سُبْحَـنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّـآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ»۲ .
ثُمَّ يُوَجِّهُ دابَّتَهُ إلَى القِبلَةِ ۳ ، ثُمَّ يَرفَعُ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ يَقولُ : «اللّهُمَّ إلَيكَ نُقِلَتِ الأَقدامُ ، وأفضَتِ القُلوبُ ، ورُفِعَتِ الأَيدي ، وشَخَصَتِ الأَبصارُ ، نَشكو إلَيكَ غَيبَةَ نَبِيِّنا ، وكَثرَةَ عَدُوِّنا ، وتَشَتُّتَ أهوائِنا ، رَبَّنَا افتَح بَينَنا وبَينَ قَومِنا بِالحَقِّ وأنتَ خَيرُ الفاتِحينَ» سيروا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ ۴ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۲۵۵ ح۱ .

2.الزخرف : ۱۳ و ۱۴ .

3.في المصدر : «القبيلة» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

4.وقعة صفّين : ص۲۳۱ ، بحار الأنوار : ج۱۰۰ ص۳۷ ح۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204581
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي