103
حكم النّبيّ الأعظم ج2

تحليل حول الجبر والتفويض والأمر بين الأمرين

لقد شَغلَ موضوع الجبر والتفويض ذهن الإنسان منذ القدم ، فإذا ألقينا نظرة على الفلسفة في العصور القديمة ، فسوف نرى أنّ الرواقيّين كانوا يعتقدون بالجبر، ۱ والأبيقوريّين بالتفويض، ۲ وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد . وما يزال البحث في هذا الموضوع متواصلاً في العصر الحديث أيضا ، فهناك يقف من جانب ديكارت الّذي يؤمن بالتفويض، ۳ ويطالعنا في الجانب الآخر إسبينوزا الّذي كان جبريّا . ۴
إنّ القرآن الكريم ينقل عن مشركي مكّة أنّهم كانوا يستغلّون نظريّة الجبر لتبرير شركهم ، حيث كانوا يقولون :
« سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا ءَابَاؤُنَا» . ۵
وتدلّ الروايات التاريخيّة على أنّ الاعتقاد بالجبر ، أو على الأقلّ التساؤل حول هذا الموضوع كان مطروحا في صدر الإسلام بشكلّ جدّي . ۶
ومن أجل تسليط الضوء على هذه المسألة ، فقد درسنا هذا الموضوع في ثلاثة أقسام ، هي : «نظريّة الجبر» ، «نظريّة التفويض» ، و «نظريّة الأمر بين الأمرين» .

1.تاريخ الفلسفة : ج ۱ ص ۵۳۷ ـ ۵۳۸ .

2.تاريخ الفلسفة : ج ۱ ص ۵۵۷ .

3.اُصول الفلسفة : الأصل ۳۵ ص ۶۲ ، تأمّلات : ص ۶۳ .

4.الأخلاق : ص ۱۱۹ .

5.الأنعام : ۱۴۸ .

6.راجع : طبقات المعتزلة : ص ۹ ـ ۱۱ ، تاريخ المذاهب الإسلامية : ص ۹۵ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
102

۱۵۵۱.الطرائف عن محمّد بن عليّ المكّي بإسناده ، قال :إنَّ رَجُلاً قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أخبِرني بِأَعجَبِ شَيءٍ رَأَيتَ ؟
قالَ : رَأَيتُ قَوما يَنكِحونَ اُمَّهاتِهِم وبَناتِهِم وأخَواتِهِم ، فَإِذا قيلَ لَهُم : لِمَ تَفعَلونَ ذلِكَ ؟ قالوا : قَضاهُ اللّه ُ تَعالى عَلَينا وقَدَّرَهُ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : سَيَكونُ في اُمَّتي أقوامٌ يَقولونَ مِثلَ مَقالَتِهِم ، اُولئِكَ مَجوسُ اُمَّتي . ۱

1.الطرائف : ص ۳۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۴۷ ح ۷۴ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 164071
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي