13
حكم النّبيّ الأعظم ج2

المالك والمَلِك والمليك في القرآن والحديث

أسند القرآن الكريم مشتقّات مادّة «ملك» إِلى اللّه تعالى خمسا وأَربعين مرّةً ، فقد وردت صفة «الملك» خمس مرّات، ۱ وصفة «المالك» مرّتين، ۲ وصفة «المليك» مرّة واحدة . ۳
وقد ذُكرت صفة «الملك» مع صفة «الحقّ» مرّتين، ۴ ومع صفة «القدّوس» مرّتين أَيضا. ۵
ومن استعمالات صفة «الملك» و«المالك» و «المليك» في القرآن والأَحاديث : «مَلِكِ النَّاسِ»۶ ، «عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ»۷ ، «ملك الآخرة والدنيا» ۸ ، «ملك العطايا» ۹ ، «ملك المحيا والممات» ۱۰ ، «ملك الملكوت بقدرته» ۱۱ ، «ملك الملوك» ۱۲ ، «ملك من في السَّماوات وملك من في الأَرض ، لا ملك فيهما غيرك» ۱۳ ، «ملك السَّماوات والأَرض» ۱۴ ، «مَــلِكِ يَوْمِ الدِّينِ»۱۵ ، «مالك نفوسهم» ۱۶ ، «إِنّ مالك الموت هو مالك الحياة» ۱۷ ، «مالك العطايا» ۱۸ ؛ «مالك الملوك» ۱۹ ، «مالك الملك» ۲۰ ، «مالك كلّ شيء» ۲۱ ، «مليك الحقّ» . ۲۲
وكما نلاحظ فإنّ كثيرا من مواضع إِطلاق الملك والمالك يمكن أَن يكون عينا ، ويمكن أَن يكون تدبيرا أَيضا ، على سبيل المثال يتيسّر لنا أن نفسّر «ملك النَّاس» بـ«مالك أَعيان النَّاس» لأَنّ اللّه سبحانه مالك أَعيان كلّ شيء بما فيها النَّاس ، ويتيسّر لنا أَيضا أن نفسّره بـ«مالك تدبير النَّاس» ، أو «مالك العطايا» فيتسنّى تفسيره بـ«مالك أَعيان العطايا» وكذلك «مالك تدبير العطايا» ، حتّى في بعض المواضع مثل «يوم الدين» ورد استعمال مالك وملك على حدّ سواء .
والملاحظة المهمّة هي أَنّ ملكيّة التدبير شرط في الملكيّة الحقيقيّة للعين ، ولا تنفصل هاتان الملكيّتان ، ولمّا كان للّه تعالى الملكيّة الحقيقيّة لجميع الموجودات فله أَيضا ملكيّة تدبيرها ، في حين أنّ ملكيّة غيره اعتباريّة سواءٌ كانت ملكيّة عين أَم ملكيّة تدبير ، لذا فإنّهما قابلتان للانفصال ، ويمكن أَن يملك شخص شيئا لكنّ التصرّف فيه غير مأذون له ، أَو يملك تدبير شيء ولا يملك عينه .

1.طه : ۱۱۴ ، المؤمنون : ۱۱۶ ، الحشر : ۲۳ ، الجمعة : ۱ ، الناس : ۲ .

2.الفاتحة : ۴ ، آل عمران : ۲۶ .

3.القمر : ۵۵ .

4.طه : ۱۱۴ ، المؤمنون : ۱۱۶ .

5.الحشر : ۲۳ ، الجمعة : ۱ .

6.الناس : ۳ .

7.القمر : ۵۵ .

8.مصباح المتهجد : ص ۴۵۵ ح ۵۵۹ .

9.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۲۱ ح ۱۹ .

10.راجع : الدروع الواقية : ص ۹۰ ، بحارالأنوار : ج ۹۷ ص ۱۴۱ ح ۴ .

11.بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۴۵ ح ۷ .

12.راجع : الأمان : ص ۶۴ ، بحارالأنوار : ج ۹۵ ص ۱۳۸ ح ۱ .

13.راجع : الإقبال : ج ۱ ص ۲۳۹ .

14.راجع الإقبال : ج ۲ ص ۱۳۳ .

15.الفاتحة : ۴ ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۳۶۹ وفي بعض القراءات «ملك يوم الدين» راجع : التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۳۳ ويؤيدها ما ورد في المحاسن : ج ۱ ص ۱۰۸ ح ۹۵ ، ثواب الأعمال : ص ۲۹ ح ۱ ؛ سنن الترمذي : ج ۵ ص ۱۸۵ .

16.بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۲۲۴ .

17.راجع : نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ .

18.راجع : المزار للشهيد الأول : ص ۲۷۰ و المزار الكبير : ص ۱۴۹ .

19.راجع : مصباح المتهجد : ص ۱۳۷ ح ۲۲۳ و الإقبال : ج ۳ ص ۱۵۴ .

20.آل عمران : ۲۶ .

21.بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۷۰ ح ۳ .

22.راجع : مصباح المتهجد : ص ۱۶۵ ، البلد الأمين : ص ۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۲۵۹ ح ۶۳ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
12

۱۳۷۳.عنه صلى الله عليه و آلهـ أيضا ـ: يا أَبصَرَ النّاظِرينَ ، يا أَشفَعَ الشّافِعينَ ، يا أَكرَمَ الأَكَرمينَ. ۱

۱۳۷۴.عنه صلى الله عليه و آلهـ فِي الدُّعاءِ ـ: يا مَن يَأمُرُ بِالعَفوِ وَالتَّجاوُزِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعفُ عَنّي وتَجاوَز يا كَريمُ يا كَريمُ ، يا أَكرَمَ مِن كُلِّ كَريمٍ ، وأَرأَفَ مِن كُلِّ رَؤوفٍ ، وأعطَفَ مِن كُلِّ عَطوفٍ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنعِم عَلَيَّ بِالعَفوِ وَالعافِيَةِ وَالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ. ۲

3 / 56

المالِكُ ، المَلِكُ ، المَليكُ

المالك والمَلِك والمليك لغةً

«المالك» اسم فاعل ، و«الملك» صفة مشبّهة ، و«المليك» صفة مشبّهة أَو صيغة مبالغة ، كلّها مشتقّ من مادّة «ملك» وهو يدلّ على قوّة في الشيء وصحّة ، قيل: مَلَكَ الإنسان الشيء يملكه ملكا ، والاسم المِلك ؛ لأَنّ يده فيه قويّة صحيحة . ۳
قال ابن منظور : المَلْك والمُلك والمِلك : احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به . ۴
قال الجوهريّ : كأنّ المَلْك مخفَّف من مَلِك ، والملِك مقصور من مالك أَو مليك. والجمع الملوك والأَملاك ، والاسم المُلك ، والموضع مملكة . ۵
قال الفيوميّ : ملك على النَّاس أَمرهم إِذا تولّى السلطنة فهو مَلِك بكسر اللام وتُخفّف بالسكون ، والجمع ملوك . ۶
والسؤال الذي يُثار حول هذه الصفات هو: ما الفرق بين هذه الصفات الثلاث؟ ولمّا كانت مادّة هذه الصفات «ملك» فالأَوصاف المذكورة تدلّ على القوّة والاقتدار والاستبداد والسلطنة ، وفي الفرق بين هذه الصفات الثلاث نقول: إِنّ أَغلب الظنّ هو أَنّ المَلِك والمليك لمّا كانا صفتين مشبّهتين أَو صيغتين للمبالغة فدلالتهما على السلطنة أَكثر من المالك الذي هو اسم فاعل . لكنّ المَلِك والمليك لمّا أُطلقا على «المَلِك» طوال الزمن ، فإنّ بعض المفسّرين قد ذهب إِلى أنّ المالك هو مالك العين ، والمَلِك والمليك هو مالك التدبير. ۷ بيد أَنّ فريقا منهم أَنكر مثل هذا التفاوت بالنسبة إِلى اللّه سبحانه. ۸
وسنذكر في الحديث عن استعمالات هذه الصفات في القرآن والأَحاديث فهرسا لإطلاقات هذه الصفات ، وهو مفيد للحكم وإِبداء الرأَي في هذا المجال .

1.البلد الأمين : ص ۴۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۸۷ .

2.جمال الاُسبوع : ص ۱۹۴ عن جعفر بن عمارة و عتبة بن الزبير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۳۷۴ .

3.معجم مقاييس اللغة : ج ۵ ص ۳۵۱ .

4.لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۹۲ .

5.الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۱۰ .

6.المصباح المنير : ص ۵۷۹ .

7.راجع : التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۳۴ ، مجمع البيان : ج ۱ ص ۹۸ ، الميزان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۲۱ ، ۲۲ .

8.مناهج البيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۱۱۸ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169296
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي