299
حكم النّبيّ الأعظم ج2

ج ـ رِسالتُهُ إلَى مَلكِ الرّومِ

۲۰۵۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فيما كَتَبَ إلى مَلِكِ الرُّومِ ـ: بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن مُحَمَّدٍ عَبدِ اللّه ِ ورَسولِهِ إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، وسَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى . أ مَّا بَعدُ ، فَإنِّي أدعوكَ بِدِعايَةِ الإسلامِ ، أسلِم تَسلَم ، وأسلِم يُؤتِكَ اللّه ُ أجرَكَ مَرَّتَينِ ، فَإن تَوَلَّيتَ فَعَلَيكَ إثمُ الأريسيِّينَ . ۱ ويا «يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءِم بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَا نَعْبُدَ إِلَا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْـئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ»۲ . ۳

۲۰۵۶.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله دِحيَةَ بنَ خَليفَةَ الكَلبيَّ ـ وهُوَ أحَدُ السِّتَّةِ ـ إلى قَيصَرَ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا وأمَرَهُ أن يَدفَعَهُ إلى عَظيمِ بُصرى لِيَدفَعَهُ إلى قَيصَرَ ، فَدَفَعَهُ عَظيمُ بُصرى إلَيهِ وهُو يَومَئِذٍ بِحِمصَ ، وقَيصَرُ يَومَئِذٍ ماشٍ في نَذرٍ كانَ عَلَيهِ : إن ظَهَرتِ الرُّومُ عَلى فارِسَ أن يَمشِيَ حافِيا مِن قُسطَنطينيَّةَ إلى إيلياءَ .
فَقَرَأ الكِتابَ وأذَّنَ لِعُظَماءِ الرُّومِ في دَسكَرَةٍ لَهُ بِحِمصَ ، فَقَالَ : يا مَعشَرَ الرُّومِ ، هَل لَكُم فِي الفَلاحِ وَالرُّشدِ ، وأن يَثبُتَ لَكُم مُلكُكُم وتَتَّبِعونَ ما قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ ؟
قالَتِ الرُّومُ: وما ذاكَ أيُّهَا المَلِكُ ؟ قالَ : تَتَّبِعونَ هذا النَّبِيَّ العَرَبِيَّ .
قالَ : فَحاصُوا حَيصَةَ حُمُرِ الوَحشِ وتَناحَزوا ورَفَعوا الصَّليبَ . فَلَمّا رأى هِرَقلُ ذلِكَ مِنهُم يَئِسَ مِن إسلامِهِم وخافَهُم عَلى نَفسِهِ ومُلكِهِ ، فَسَكَّنَهُم ثُمَّ قالَ : إنَّما قُلتُ لَكُم ما قُلتُ أختَبِرُكُم لِأنظُرَ كَيفَ صَلابَتُكُم في دِينِكُم ، فَقَد رأيتُ مِنكُمُ الَّذي أُحِبُّ . فَسَجَدوا لَهُ . ۴

1.قال المجلسيّ رحمه الله : قوله : «إثم الأريسيّين» هكذا أورده جلّ الرواة، وروي «اليريسين» وروي «الأريسين» ... معناه : أنّ عليك إثم رعاياك ممّن صددته عن الإسلام (كما في بحار الأنوار) .

2.آل عمران : ۶۴ .

3.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۰۷۶ ح ۲۷۸۲ عن ابن عبّاس ؛ بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۳۸۶ ح ۸ نقلاً عن الكازروني في المنتقى عن محمّد بن إسحاق .

4.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۵۹ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
298

۲۰۵۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنا رَسولُ مَن أدرَكتُ حَيّا ومَن يولَدُ بَعدي . ۱

۲۰۵۱.عنه صلى الله عليه و آله :أُرسِلتُ إلَى النَّاسِ كافَّةً ، وبي خُتِمَ النَّبيُّونَ . ۲

۲۰۵۲.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّه َ بَعَثَ كُلَّ نَبيٍّ كانَ قَبلي إلى أُمَّتِهِ بِلِسانِ قَومِهِ ، وبَعَثَني إلى كُلِّ أسوَدَ وأحمَرَ بِالعَرَبِيَّةِ . ۳

۲۰۵۳.عنه صلى الله عليه و آله :أُعطيتُ خَمسا لَم يُعطَهُنَّ نَبِيٌّ كانَ قَبلي : أُرسِلتُ إلَى الأبيَضِ والأسوَدِ والأحمَرِ... . ۴

ب ـ رِسالَتُهُ إلَى النَّجاشيّ

۲۰۵۴.الطبقات الكبرى :إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لَمَّا رَجَعَ مِن الحُدَيبِيَّةِ في ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ ، أرسَلَ الرُّسُلَ إلَى المُلوكِ يَدعوهُم إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ إلَيهِم كُتُبا ، فَقيلَ : يارَسولَ اللّه ِ ، إنَّ المُلوكَ لا يَقرَؤونَ كِتابا إلَا مَختوما ، فَاتَّخَذَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَومَئِذٍ خاتَما مِن فِضَّةٍ فَصُّهُ مِنهُ ، نَقشُهُ ثَلاثَةُ أسطُرٍ : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه ِ ، وخَتَمَ بِهِ الكُتُبَ .
فَخَرَجَ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنهُم في يَومٍ واحِدٍ ، وذلِكَ فِي المُحرَّمِ سَنَةَ سَبعٍ ، وأصبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم يَتَكلَّمُ بِلِسانِ القَومِ الَّذينَ بَعَثَهُ إلَيهِم ، فَكانَ أوَّلَ رَسولٍ بَعَثَهُ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَمرُو بنُ أُميَّةَ الضَّمريُّ إلَى النَّجاشِيِّ ، وكَتَبَ إلَيهِ كِتابَينِ يَدعوهُ في أحَدِهِما إلَى الإسلامِ ويَتلو عَلَيهِ القُرآنَ . فَأخَذَ [النَّجاشِيُّ] كِتابَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَوَضَعَهُ عَلى عَينَيهِ ، ونَزَلَ مِن سَريرِهِ فَجَلَسَ عَلَى الأرضِ تَواضُعا ، ثُمَّ أسلَمَ وشَهِدَ شَهادَةَ الحَقِّ ، وقالَ : لَو كُنتُ أستَطيعُ أن آتِيَهُ لَأتَيتُهُ . وكَتَبَ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بِإجابَتِهِ وتَصديقِهِ وإسلامِهِ ـ عَلى يَدَي جَعفرِ بنِ أبي طالِبٍ ـ للّه ِ رَبِّ العالَمينَ .
وفِي الكِتابِ الآخَرِ يَأمرُهُ أن يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبيبَةَ بِنتَ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ ، وكانَت قَد هاجَرَت إلى أرضِ الحَبَشَةِ مَعَ زَوجِها عُبَيدِاللّه ِ بنِ جَحشِ الأسَديِّ فَتَنَصَّرَ هُناكَ وماتَ . وأمَرَهُ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فِي الكِتابِ أن يَبعَثَ إلَيهِ بِمَن قِبَلَهُ مِن أصحابِهِ ويَحمِلَهُم . فَفَعَلَ، فَزَوَّجَهُ أُمَ حَبيبَةَ بِنتَ أبي سُفيانَ ، وأصدَقَ عَنهُ أربَعَمِئةِ دينارٍ ، وأمَرَ بِجِهازِ المُسلِمينَ وما يُصلِحُهُم ، وحَمَلَهُم في سَفينَتَينِ مَعَ عَمرِو بنِ أُميَّةَ الضَّمريِّ ، ودَعا بِحُقٍّ مِن عاجٍ فَجَعَلَ فيهِ كِتابَي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وقالَ : لَن تَزالَ الحَبَشَةُ بِخَيرٍ ما كانَ هذانِ الكِتابانِ بَينَ أظهُرِها . ۵

1.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۱۹۱ عن الحسن .

2.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۱۹۲ عن أبي هريرة .

3.الأمالي للطوسي : ص ۵۷ ح ۸۱ عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۳۱۶ ح ۶ .

4.الأمالي للطوسي : ص ۴۸۴ ح ۱۰۵۹ عن عطاء بن السائب عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام .

5.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۵۸ عن عمرو بن اُمية الضمري .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169006
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي