347
حكم النّبيّ الأعظم ج2

و ـ مُكافَحةُ المُستكبرينَ

۲۱۹۳.الإمام الصادق عليه السلام :جَاءُ رَجُلٌ مُوسِرٌ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله نَقِيُّ الثَّوبِ فَجَلَسَ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَجَاءَ رَجُلٌ مُعسِرٌ دَرِنُ الثَّوبِ فَجَلَسَ إلى جَنبِ المُوسِرِ فَقَبَضَ المُوسِرُ ثِيابَهُ مِن تَحتِ فَخِذَيهِ فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أخِفتَ أن يَمَسَّكَ مِن فَقرِهِ شَيءٌ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَخِفتَ أن يُصيبَهُ مِن غِنَاكَ شَيءٌ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَخِفتَ أن يُوَسِّخَ ثِيابَكَ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَما حَمَلَكَ عَلى ما صَنَعتَ؟ فَقالَ : يا رَسولُ اللّه ِ ، إنَّ لي قَرينا يُزَيِّنُ لي كُلَّ قَبيحٍ ، ويُقَبِّحُ لي كُلَّ حَسَنٍ ، وقَد جَعَلتُ لَهُ نِصفَ مالي ، فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِلمُعسِرِ: أتَقبَلُ؟ قالَ : لا ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : ولِمَ؟ قالَ : أخافُ أن يَدخُلَني ما دَخَلَكَ . ۱

ز ـ تَألِيفُ القُلُوبِ

۲۱۹۴.فتح الباري عن أبي سالم عن أبي ذرّ :إنَّ رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ له : كَيفَ تَرى جُعَيلاً ؟ قَال : قُلتُ : كَشَكلِهِ مِن النَّاسِ . يَعني المُهاجِرينَ .
قالَ : فَكَيفَ تَرى فُلانا ؟
قالَ : قُلتُ : سَيِّدٌ مِن ساداتِ النَّاسِ .
قالَ : فَجُعَيلٌ خَيرٌ مِن مِل ءِ الأرضِ مِن فُلانٍ ! قالَ : قُلتُ : فَفُلانٌ هكذا وأنتَ تَصنَعُ بهِ ما تَصنَعُ ! قالَ : إنَّهُ رَأسُ قَومِهِ فَأنا أتألّفُهُم بِهِ . ۲

1.الكافي : ج ۲ ص ۲۶۲ ح ۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۳۰ ح ۱۰۸ .

2.فتح الباري : ج ۱ ص ۸۰ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
346

۲۱۹۲.الإمام الصّادق عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وقَد بَلِيَ ثَوبُهُ ، فَحَمَلَ إلَيهِ اثنَي عَشَرَ دِرهَما ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ، خُذ هذهِ الدَّراهِمَ فَاشتَرِ لي بِها ثَوبا ألبَسُهُ .
قالَ عَليٌّ عليه السلام : فَجِئتُ إلَى السُّوقِ فَاشتَرَيتُ لَهُ قَميصا بِاثنَي عَشَرَ دِرهَما ، وجِئتُ بهِ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . فَنَظَرَ إلَيهِ فَقالَ : يا عَلِيُّ، غَيرُ هذا أحَبُّ إلَيَّ، أتَرى صاحِبَهُ يُقيلُنا ؟ فَقُلتُ : لا أدري ، فَقالَ : اُنظر . فَجِئتُ إلى صاحِبهِ فَقُلتُ : إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قَد كَرِهَ هذا يُريدُ غَيرَهُ ۱ فَأقِلنا فيهِ ، فَرَدَّ علَيَّ الدَّراهِمَ ، وجِئتُ بِها إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
فَمَشى مَعَهُ إلَى السُّوقِ لِيَبتاعَ قَميصا ، فَنَظَرَ إلى جارِيَةٍ قاعِدَةٍ عَلَى الطَّريقِ تَبكي ، فَقالَ لَها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : ما شَأنُكِ ؟ قالَت : يا رَسولَ اللّه ِ ، إنَّ أهلي أعطَوني أربَعَةَ دَراهِمَ لِأشتَرِيَ لَهُم حاجَةً فَضاعَت فَلا أجسُرُ أن أرجِعَ إلَيهِم ، فَأعطاها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أربَعَةَ دَراهِمَ ، وقالَ : ارجِعي إلى أهلِكِ . ومضى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إلَى السُّوقِ فَاشتَرى قَميصا بِأربعَةِ دَراهِمَ ، ولَبِسَهُ وحَمِدَ اللّه َ عز و جل وخَرَجَ ، فَرَأى رَجُلاً عُريانا يَقولُ : مَن كَساني كَساهُ اللّه ُ مِن ثِيابِ الجَنَّةِ ، فَخَلَعَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قَميصَهُ الَّذي اشتَراهُ وكَساهُ السَّائِلَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى السُّوقِ فَاشتَرى بِالأربَعَةِ الَّتي بَقِيَت قَميصا آخَرَ ، فَلَبِسَهُ وحَمِدَ اللّه َ عز و جل ورَجَعَ إلى مَنزِلِهِ ، فَإذا الجارِيَةُ قاعِدَةٌ عَلَى الطَّريقِ تَبكي ، فَقالَ لَها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : ما لَكِ لا تَأتينَ أهلَكِ ؟ قالَت : يا رَسولَ اللّه ِ ، إنِّي قد أبطَأتُ عَلَيهِم أخافُ أن يَضرِبوني ، فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : مُرِّي بَينَ يَدَيَّ ودُلِّيني عَلى أهلِكِ .
فَجاءَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حَتَّى وَقَفَ عَلى بابِ دارِهِم ، ثُمَّ قالَ : السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ الدَّارِ ، فَلَم يُجيبوهُ ، فَأعادَ ، السَّلامَ فَلَم يُجيبوهُ ، فَأعادَ السَّلامَ ، فَقالوا : وعليكَ السَّلامُ يا رَسولَ اللّه ِ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : ما لَكُم تَرَكتُم إجابَتي في أوَّلِ السَّلامِ وَالثَّاني ؟ فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ِ ، سَمِعنا كَلامَكَ فَأحبَبنا أن نَستَكثِرَ مِنهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : إنَّ هذهِ الجارِيَةَ أبطَأت عَلَيكُم فَلا تُؤذوها ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ِ، هِيَ حُرَّةٌ لِمَمشاكَ .
فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّه ِ ، ما رَأيتُ اثنَي عَشَرَ دِرهَما أعظَمَ بَرَكَةً مِن هذِهِ : كَسا اللّه ُ بِها عارِيَينِ ، وأعتَقَ نَسَمَةً . ۲

1.في بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۴ ح ۱ «يريدُ ثوبا دونه».

2.الخصال : ص ۴۹۰ ح ۶۹ عن أبان الأحمر ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۴ ح ۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169349
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي