۲۱۹۶.الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عِندَ عائِشَةَ لَيلَتَها ، فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ِ، لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وقَد غَفَرَ اللّه ُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ؟ فَقالَ : يا عائِشَةُ ، ألا أكونُ عَبدا شَكورا ؟! ۱
۲۱۹۷.الإمام الصّادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في بَيتِ أُمِّ سَلَمَةَ في لَيلَتِها ، فَفَقَدَتهُ مِنَ الفِراشِ ، فَدَخَلَها من ذلِكَ ما يَدخُلُ النِّساءَ ، فَقامَت تَطلُبُهُ في جَوانِبِ البَيتِ حَتَّى انتَهَت إلَيهِ وهُو في جانِبٍ مِنَ البَيتِ قائِمٌ رافِعٌ يَدَيهِ يَبكي ، وهُوَ يَقولُ : «اللَّهُمَّ لا تَنزِع مِنِّي صالِحَ ما أعطَيتَني أبَدا ، اللَّهُمَّ ولا تَكِلني إلى نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أبَدا ... » .
قالَ : فَانصَرَفَت أُمُّ سَلَمَةَ تَبكي حَتَّى انصَرَفَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِبُكائِها ، فَقالَ لَها : ما يُبكيكِ يا أُمَّ سَلَمَةَ ؟ فَقالَت : بِأبي أنتَ وَأُمّي يا رَسولَ اللّه ِ ، ولِمَ لا أبكي وأنتَ بِالمَكانِ الَّذي أنتَ بِهِ مِنَ اللّه ِ ، قَد غَفَرَ اللّه ُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ... ؟ ! فَقالَ : يا أُمَّ سَلَمَةَ، وما يُؤمِنُني ؟ وإنَّما وَكَلَ اللّه ُ يونُسَ بنَ مَتَّى إلى نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ فَكانَ مِنهُ ما كانَ . ۲
۲۱۹۸.الأمالي للطوسي عن بكر بن عبد اللّه :إنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وهُوَ مَوقوذٌ ـ أو قالَ : مَحمومٌ ـ فَقالَ لَهُ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّه ِ ، ما أشَدَّ وَعكَكَ ؟ فَقالَ : ما مَنَعَني ذلِكَ أن قَرَأتُ اللَّيلَةَ ثَلاثينَ سُورَةً فيهِنَّ السَّبعُ الطِّوالُ ، فَقالَ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّه ِ ، غَفَرَ اللّه ُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ وأنتَ تَجهَدُ هذا الاجتِهادَ ؟ فَقالَ : يا عُمَرُ ، أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا ؟ ! ۳
۲۱۹۹.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس الفقيه :رَأيتُ فِي الحِجرِ زَينَ العابِدينَ عليه السلام يُصَلِّي ويَدعو : عُبَيدُكَ بِبابِكَ ، أسيرُكَ بِفِنائِكَ ، مِسكينُكَ بِفِنائِكَ ، سائِلُكَ بِفِنائِكَ ، يَشكو إلَيكَ ما لا يَخفى عَلَيكَ . وفي خَبرٍ : لا تَرُدَّني عَن بابِكَ .
وأتَت فاطِمَةُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلى جابِرِ بنِ عَبدِاللّه ِ ، فَقالَت لَهُ : يا صاحِبَ رَسولِ اللّه ِ ، إنَّ لَنا عَلَيكُم حُقوقا ، ومِن حَقِّنا عَلَيكُم إذا رَأيتُم أحَدَنا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهادا أن تُذَكِّروهُ اللّه َ ، وتَدعوهُ إلَى البُقيا عَلى نَفسِهِ ، وهذا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بَقيَّةُ أبيهِ الحُسَينِ ، قَدِ انخَرَمَ أنفُهُ ، ونَقِبَت جَبهَتُهُ ورُكبَتاهُ وراحَتاهُ ، أذابَ نَفسَهُ فِي العِبادَةِ !
فَأتى جابِرٌ إلى بابِهِ وَاستأذَنَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيهِ وَجَدَهُ في مِحرابِهِ قَد أنصَبَتهُ ۴ العِبادَةُ ، فَنَهَضَ عَلِيٌّ فَسَألَهُ عَن حالِهِ سُؤالاً حَفِيَّا ، ۵ [ثُمَّ] ۶ أجلَسَهُ بِجَنبِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ جابرٌ يَقولُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ، أما عَلِمتَ أنَّ اللّه َ إنَّما خَلَقَ الجَنَّةَ لَكُم ولِمَن أحَبَّكُم ، وخَلَقَ النَّارَ لِمَن أبغَضَكُم وعاداكُم ؟ فَما هذا الجَهدُ الَّذي كَلَّفتَهُ نَفسَكَ ؟ !
فَقالَ لَهُ عَليُّ بنُ الحُسَينِ : يا صاحِبَ رَسولِ اللّه ِ ، أما عَلِمتَ أنَّ جَدَّي رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قَد غَفَرَ اللّه ُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ ، فَلَم يَدَعِ الاجتِهادَ لَهُ ، وتَعَبَّدَ ـ بِأبي هُوَ وأُمِّي ـ حَتَّى انتَفَخَ السَّاقُ ووَرِمَ القَدَمُ ، وقيلَ لَهُ : أتَفعَلُ هذا وقَد غَفَرَ اللّه ُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ؟! قالَ : أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا ؟!
فَلَمَّا نَظَرَ إلَيهِ جابِرٌ ولَيسَ يُغني فيهِ قَولُ قائِلٍ ، قالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، البُقيا عَلى نَفسِكَ ؛ فَإنَّكَ مِن أُسرَةٍ بِهِم يُستَدفَعُ البَلاءُ ، وتُستَكشَفُ اللَأواءُ ، وبِهِم تُستَمسَكُ السَّماءُ .
فَقالَ : يا جابِرُ ، لا أزالُ عَلى مِنهاجِ أبوَيَّ مُؤتَسِيا بِهِما حَتَّى ألقاهُما .
فَأقبَلَ جابِرٌ عَلى مَن حَضَرَ فَقالَ لَهُم : ما رُئيَ مِن أولادِ الأنبِياءِ مِثلُ عَليِّ بنِ الحُسينِ ، إلَا يوسُفَ بنَ يَعقوبَ ، وَاللّه ِ لَذُرِّيَّةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ أفضَلُ مِن ذُرِّيَّةِ يوسُفَ . ۷
1.الكافي : ج ۲ ص ۹۵ ح ۶ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۲۴ ح ۳ .
2.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۷۵ عن عبداللّه بن سيّار ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۷ ح ۶ ، وراجع ج ۱۴ ص ۳۸۴ـ۳۸۷ .
3.الأمالي للطوسي : ص ۴۰۳ ح ۹۰۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۲۲ ح ۲۰ .
4.النَّصَب : التَّعَب (النهاية : ج ۵ ص ۶۲ «نصب») .
5.في المصدر : «خفيّا» ، والتصويب من بحار الأنوار . قال ابن الأثير : يقال : أحفى فلانٌ بصاحبه وحَفِيَ به وتحفّى : أي بالغَ في بِرِّه والسؤال عن حاله ( النهاية : ج ۱ ص ۴۰۹ « حفا » ) .
6.ما بين المعقوفين سقط من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .
7.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۷۸ ح ۷۵ .