645
حكم النّبيّ الأعظم ج2

دراسة حول أحاديث عدد الأئمّة

بناء على الأحاديث التي وردت في الفصل الأخير ، عيّن رسول اللّه صلى الله عليه و آله اثني عشر شخصا من أهل بيته خلفاء له ، واحد تلو الآخر . بإمكاننا تصنيف هذه الأحاديث في قسمين :
القسم الأول : الأحاديث الواردة في مصادر أتباع أهل البيت عليهم السلام ، وهي صحيحة السند ومعتبرة ، ودلالتها على الإمامة ، حسب المباني التي يعتمدها أتباع أهل البيت عليهم السلام ، جلية وغير قابلة للإنكار ، وقد ذكر كثير منها في هذا الفصل .
القسم الثاني : الأحاديث التي نقلها أهل السنّة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وهي صحيحة ومعتبرة حسب القواعد التي يعتمدونها . لكن دلالتها ليست بوضوح دلالة القسم الأول . لذا وردت احتمالات مختلفة في تبيين مقاصدها . وإضافة إلى تقييم سندها ، سيتضح من خلال هذه الدراسة بأنها لا تختلف في الدلالة عن أحاديث القسم الأول .

1 . تقييم سند الأحاديث

يجدر بنا الإشارة إلى بضع نقاط في ما يخصّ تقييم سند «أحاديث عدد الخلفاء» :
أ . يصل سند هذه الأحاديث في المصادر القديمة المعتبرة ۱ إلى جابر بن سمرة .
ب . رواية جابر بن سمرة ۲ معتبرة لدى أهل السنّة . فيقول البغوي في تقييم هذا الحديث : «هذا حديث متّفق على صحته» . ۳ كما يعتقد الالباني بصحة بعض طرق نقل هذا الحديث . ۴ وقد ورد هذا الحديث في صحيح مسلم ۵ وصحيح البخاري ۶ ، وهذان النقلان معتبران عند أهل السنّة ، وإن ورد في ما نقله البخاري «اثنا عشر أميرا» بدل «اثنا عشر خليفة» .
ج . قد نقل بيان جابر بن سمرة في مصادر الحديث الشيعية ۷ بنفس السند الذي نقل به في مصادر أهل السنّة .
د . قد نقل هذه الأحاديث عدا جابر بن سمرة ، عبد اللّه بن عمر ، عبد اللّه بن عمرو بن العاص ، أنس بن مالك ، عبد اللّه بن أبي أوفي ، وأبو جحيفة وهب بن عبد اللّه .
ه . عدم اهتمام الصحابة بنقل هذا الحديث مع أهميته البالغة في مصير الأمة الإسلامية وقيادتها جدير بالتأمل ، حيث عرف حديث «اثني عشر خليفة» بحديث جابر بن سمرة ، ومما لا شكّ فيه ، أن المضمون السياسي للحديث وراء عدم نقل أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله له ، ولم يدل عدم اشتهار نقله بطرق مختلفة ، على عدم اهتمامهم بهذا الموضوع .

1.راجع : صحيح مسلم : ج ۶ ص ۳ و ص ۴ و مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۸۷ و ص ۸۸ و ص ۸۹ و ص ۹۰ و مسند أبي داوود الطيالسي : ص ۱۰۵ و ص ۱۸۰ و صحيح ابن حبّان : ج ۱۵ ص ۴۴ وسنن أبي داوود : ج ۲ ص ۳۰۹ ح ۴۲۸۰ و فتح الباري : ج ۱۳ ص ۱۸۱ و المعجم الكبير : ج ۲ ص ۱۹۵ و ص ۲۳۲ و مسند أبي يعلى : ج ۱۳ ص ۴۵۶ ح ۷۴۶۳ و تاريخ بغداد : ج ۲ ص ۱۲۴ .

2.جابر بن سمرة من صغار الصحابة وابن اُخت سعد بن أبي وقاص (تهذيب الكمال : ج ۴ ص ۴۳۷ الرقم ۸۶۷) . أسلم أبوه عام فتح مكة (الإصابة : ج ۳ ص ۱۴۹) . عاش في الكوفة وتوفي بعد سنة ۷۳ (سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۱۸۶) . نقل عنه ۱۴۶ حديثا ( مع المكررات ) ، ورد ۲۳ منها في صحيح مسلم (تهذيب الأسماء : ج ۱ ص ۱۴۲) .

3.شرح السنّة : ج ۱۵ ص ۳۱ .

4.سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج ۱ ص ۶۵۱ ح ۳۷۶ .

5.راجع: صحيح مسلم : ج ۶ ص ۳ و ص ۴.

6.صحيح البخاري : ج۸ ص۱۲۷ .

7.راجع : الخصال : ص ۴۶۹ ح ۱۲ الى ص ۴۷۳ ح ۳۰ ( مع تسعة عشر سندا ) والمناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۲۴۸ و ۲۴۹ و ۲۵۰ والعمدة : ص ۴۱۶ ح ۸۵۶ و ص ۴۱۹ ح ۸۷۱ و كشف الغمّة : ج ۱ ص ۵۷ و ۵۸ وإعلام الورى : ج ۲ ص ۱۵۸ وبحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۳۹ ح ۳۸ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
644

۳۱۰۰.الإمام الحسين عليه السلام :سُئِلَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ عَن مَعنى قَولِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : إنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ؛ كِتابَ اللّه ِ وعِترَتي ، مَنِ العِترَةُ ؟
فَقالَ : أنَا ، والحَسَنُ ، والحُسَينُ ، والأئِمَّةُ التِسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ، تاسِعُهُم مَهدِيُّهُم وقائِمُهم ، لا يُفارِقونَ كِتابَ اللّه ِ ولا يُفارِقُهُم ، حَتَّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حَوضَهُ . ۱

1.كمال الدين : ص ۲۴۰ ح ۶۴ عن غياث بن إبراهيم عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۱۴۷ ح ۱۱۰ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169371
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي