الجواب :
أ ـ قد أشار إلى هذا الوصف عدد يسير من الروايات ، وسند بعضها غير صحيح وغير قابل للاعتماد . ۱ وأغلب الروايات لم تأت بهذا الوصف .
ب ـ لم يصدق هذا الوصف على أغلب الحكّام بعد الرسول صلى الله عليه و آله . لذا يسبب اعتماد هذا الوصف الإبهام في حديث الرسول ، مما يجعله غير مفهوم . فلم يحصل على اجتماع الأمة لا أبو بكر ، ولا عثمان في النصف الآخر من خلافته ، ولا الإمام عليّ عليه السلام ( في ما يخصّ أهل الشام) ، ولا الإمام الحسن عليه السلام ، ولا معاوية في أوائل حكومته ، ولا يزيد في المدينة ، ولا عبد اللّه بن الزبير ، ولا مروان بن الحكم ، و ... فالقبول بهذا الوصف يؤدي إلى تعطيل أصل النص .
ج ـ بإمكاننا تفسير حديث الرسول عليه السلام بالشكل التالي :
أنّ الرسول صلى الله عليه و آله أراد القول بعد الإشارة إلى اثني عشر خليفة بعده ، بأنّ الإسلام سيكون عزيزا منيعا ، وسيقام الدين إذا اجتمعت الأمة عليهم . وبإمكاننا حمل بيان أبي داوود على هذا المعنى . إذا حديث الرسول صلى الله عليه و آله ليس إخبارا باجتماع الأمة عليهم ، بل توصية للاجتماع عليهم ، تحقيقا لعزّة الإسلام . وبعبارة أخرى ، ليس حديث الرسول إخبارا فحسب ، فهو يوصي باتباع خلفائه الاثنا عشر بعد الإخبار عنهم .
د ـ من الممكن القول : لم يكن هذا الوصف في حديث الرسول صلى الله عليه و آله ، ووروده كان من باب نقل حديث الرسول صلى الله عليه و آله بالمعنى ، حيث ذكر عزّة الدين . وبما أنّ المعنى المشهور من الخلافة ـ وهي الحكومة ـ هو المتبادر لدى الرواة ، ذكروا هذا الوصف لعزة الدين . وعلى أساس فهمنا للخلافة ـ الذي بيّناه في الفريضة المختارة ـ ليس هناك مجال لهذا الوصف .