627
حكم النّبي الأعظم ج1

الشيء ، يظهر ظهورا ، فهو ظاهر ، إِذا انكشف وبرز ؛ ولذلك سمّي وقت الظهر والظهيرة، وهو أَظهر أَوقات النهار وأَضوؤها ، والأَصل فيه ظهر الإنسان وهو خلاف بطنه ، وهو يجمع البُروز والقوّة . ۱
و«الباطن» اسم فاعل من مادّة «بطن» وهو خلاف الظهر والانكشاف . باطن الأَمر: دَخْلَتُه ، خلاف ظاهره. ۲

الظَّاهر والباطن في القرآن والحديث

لقد ورد كلّ من الظَّاهر والباطن في القرآن الكريم مرة واحدة: «هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْاخِرُ وَ الظَّـهِرُوَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ»۳ ، وقد استُنبط في الأَحاديث من ظهور اللّه تعالى معنى سلطانه وقهره وغلبته على المخلوقات تارة ، ومعنى ظهوره على القوى المدركه للإنسان عن طريق الآثار وعلامات التدبير تارة أُخرى ، حيث ينطبق هذان المعنيان على مفهوم القوّة والبروز المذكورين في اللّغة لكلمة «ظهر» .
أَمّا صفة البطون للّه ، فقسم من الأَحاديث ، يقول إِنّها تعني علم اللّه ببواطن الأُمور ، وقسم منها فسّرها بعجز الفكر البشريّ عن الإحاطة بالذات الإلهيّة .
إنّ السؤال الذي يمكن أَن يُثار حول هاتين الصفتين وكيف تُطلَق هاتان الصفتان المتضادتان على اللّه في آنٍ واحدٍ؟ يقول أَمير المؤمنين عليّ عليه السلام في الجواب عن هذا السؤال ما مضمونه : «إنّ حيثيّة الظهور هي غير حيثيّة البطون ، وأَنّ اللّه سبحانه ظاهر على العقول من حيث أَفعاله ، لكنّه باطن عنها من حيث ذاته ، ولا يتيسّر للإنسان بقواه المدركة أَن يُحيط بالذات الإلهيّة» . ۴

1.معجم مقاييس اللغة : ج ۳ ص ۴۷۱ .

2.معجم مقاييس اللغة : ج ۱ ص ۲۵۹ .

3.الحديد : ۳ .

4.راجع : نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۳ .


حكم النّبي الأعظم ج1
626

الصَّمد في القرآن والحديث

لقد وردت صفة «الصَّمد» مرّةً واحدةً في القرآن الكريم ۱ ، وقد فَسّرت الأَحاديث صفة «الصَّمد» بكلا المعنيين المذكورين في البحث اللغويّ. وتشير بعض التعابير مثل «السَّيِّدُ المَصمودُ إِلَيهِ فِي القَليلِ وَالكَثيرِ» ۲ إِلى المعنى الأَوّل ، وبعضها يشير إِلى المعنى الثاني نحو: «الصَّمَدُ الَّذي لا جَوفَ لَهُ» ۳ ، والملاحظة اللافتة للنظر في الأَحاديث هي أَنّ صفات سلبيّة عديدة قد تُطرح في تفسير الصَّمد أَحيانا ، وهذا اللون من التفسير هو من لوازم المعنى الثاني للصَّمد ؛ ذلك أَنّ الكمال المطلق للّه يقتضي أَن نسلب منه جميع النقائص .

الكتاب

«اللَّهُ الصَّمَدُ» . ۴

الحديث

۱۳۳۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصَّمَدُ الَّذي لا جَوفَ لَهُ . ۵

3 / 39

الظّاهِرُ ، الباطِنُ

الظَّاهر والباطن لغةً

«الظَّاهر» اسم فاعل من مادّة «ظهر» وهو يدلّ على قوّة وبروز ، ومن ذلك ظهر

1.راجع : الإخلاص : ۲ .

2.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۱۲۳ ح ۱ ، التوحيد : ص ۹۴ ح ۱۰ ، بحارالأنوار : ج ۳ ص ۲۲۰ ح ۸ .

3.راجع : المعجم الكبير : ج ۲ ص ۲۲ ح ۱۱۶۲ ؛ معاني الأخبار : ص ۶ ح ۱ ، بحارالأنوار : ج ۳ ص ۲۲۰ ح ۷ .

4.الإخلاص : ۲ .

5.المعجم الكبير : ج ۲ ص ۲۲ ح ۱۱۶۲ عن بريدة ؛ معاني الأخبار : ص ۶ ح ۱ عن الربيع بن مسلم عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۲۶ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 217474
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي