250
كتاب له عليه السلام
۰.الحسين بن الحسن بن بندار القمّي قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد : أنّ أبا الحسن العسكريّ عليه السلام أمر بقتل فارس بن حاتم القزويني ، وضمن لمن قتله الجنّة ، فقتله جُنيد . وكان فارس فتّاناً يفتن الناس ويدعو إلى البدعة . فخرج من أبي الحسن عليه السلام :هَذَا فَارِسٌ لَعَنَهُ اللّهُ يَعمَلُ مِن قِبَلِي ، فَتَّاناً دَاعِياً إِلَى البِدعَةِ ، وَدَمُهُ هَدَرٌ لِكُلِّ مَن قَتَلَهُ ، فَمَن هَذا الَّذِي يُرِيُحَنِي مِنهُ وَيَقتُلُهُ ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ عَلَى اللّهِ الجَنَّةَ .
۰.قال سعد : وحدّثني جماعة من أصحابنا من العراقيّين وغيرهم بهذا الحديث عن جُنيد ، ثمّ سمعته أنا بعد ذلك من جُنيد : أرسل إليّ أبو الحسن العسكريّ عليه السلام يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزوينيّ لعنه اللّه ! فقلت : لا ، حتّى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به . قال : فبعث إليّ فدعاني ، فصرت إليه فقال :آمُرُكَ بِقَتلِ فَارِسِ بنَ حَاتَمٍ .
فناولني دراهم من عنده ، وقال :
اشتَرِ بِهَذِهِ سِلاحاً فَأَعرِضهُ عَلَيَّ .
فذهبت فاشتريت سيفاً فعرضته عليه ، فقال :
رُدَّ هَذَا وَخُذ غَيرَهُ .
قال : فرددته وأخذت مكانه ساطوراً فعرضته عليه ، فقال : هَذَا نَعَم .
فجئت إلى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء ، فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه ، فسقط ميتاً ، ووقعت الضجّة ، فرميت الساطور بين يدي واجتمع الناس ، واُخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري ، فلم يروا معي سلاحاً ولا سكّيناً ، وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئاً ، ولم يُرَ أثر الساطور بعد ذلك . ۱