67
مكاتيب الأئمّة ج6

فقُتل في أوّل الخامس عشر . ۱

33

كتابه عليه السلام إلى بعض عمّال المتوكّل

۰.قال المسعوديّ : حدّثني بعض الثقات قال : كان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة ، فعُملت له مؤامرة أُلزم فيها ثمانون ألف درهم ، فقال المتوكّل : إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال فليؤخذ منه ويُخلّى له السبيل .
قال الرجل : فأحضرني عبيد اللّه بن يحيى ، وكان يعني بأمري ويحبّ خلاصي ، فعرّفني الخبر . ووصف سروره بما جرى ، وأمرني بالإشهاد على نفسي ببيع الغلام ، فانعمت له ، ووجّه لإحضار العدول ، وكتب العهدة ، فقلت في نفسي : واللّه ما بعته غلاماً وقد ربّيته وقد عرف بهذا الأمر واستبصر فيه ، فيملكه طاغوت ، فإنّ هذا حرام عليَّ ، فلمّا حضر الشهود واُحضر الغلام فأقرّ لي بالعبوديّة ، قلت للعدول : اشهدوا إنّه حرّ لوجه اللّه . فكتب عبيداللّه بن يحيى بالخبر ، فخرج التوقيع : أن يقيّد بخمسين رطلاً ، ويغلّ بخمسين ، ويوضع في أضيق الحبوس .
قال : فوجّهت بأولادي وجميع أسبابي إلى أصدقائي وإخواني يعرّفونهم الخبر ، ويسألونهم السعي في خلاصي ، وكتبت بعد ذلك بخبري إلى أبي الحسن عليه السلام . فوقّع إليّ :
لا وَاللّهِ لا يَكُونُ الفَرَجُ حَتَّى تَعلَمَ أَنَّ الأَمرَ للّهِ وَحدَهُ .

قال : فأرسلت إلى جميع من كنت راسلته وسألته السعي في أمري ، أسأله أن لا يتكلّم ولا يسعى في أمري ، وأمرتُ أسبابي ألّا يعرّفوا خبري ولا يسيروا إلى زائرٍ منهم . فلمّا كان بعد تسعة أيّام فُتحت الأبواب عنّي ليلاً ، فُحملت ، فاُخرجت بقيودي ، فاُدخلت إلى عبيد اللّه بن يحيى ، فقال لي وهو مستبشر : ورد عليَّ الساعة توقيع أمير المؤمنين يأمرني بتخلية سبيلك . فقلت له : إنّي لا أحبّ أن يحلّ قيودي

1.إثبات الوصيّة : ص ۲۵۴ ، عيون المعجزات : ص۱۲۰ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۸۵ نقلاً عنه.


مكاتيب الأئمّة ج6
66

31

كتابه عليه السلام إلى يحيى بن زكريّا

۰.إنّ أيّوب بن نوح قال : كان ليحيى بن زكريّا۱حمل ، فكتب إلى أبي الحسن عليه السلام : إِنَّ لي حملاً ، ادعُ اللّه لي أن يرزقني ابناً . فكتب عليه السلام إليه :رُبَّ ابنَةٍ خَيرٌ مِن ابنٍ .
فولدت له ابنة . ۲

32

كتابه عليه السلام إلى رجل من أهل المدائن

۰.روي أنّ رجلاً من أهل المدائن كتب إليه يسأله عمّا بقي من مُلك المتوكّل ، فكتب عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
«قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ إِلَا قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذَ لِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَا قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذَ لِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ »۳ .

1.يحيى بن زكريّا : الرجل مردّد بين يحيى بن زكريّا بن شيبان ، أبو عبداللّه الكنديّ الّذي ذكره النجاشي قائلاً : « إنّه الشيخ الثقة الصدوق ، لا يُطعن عليه ، روى أبوه الحديث عن الحسين بن عليّ بن أبي العلاء ومحمّد بن حمران و .. . له كتب .. .» . وعدّه الصدوق رحمه الله في روايته عن محمّد بن أبي عبداللّه الكوفيّ ، أبا عبداللّه الكنديّ من غير الوكلاء ، ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه . والظاهر أنّه يحيى بن زكريّا بن شيبان ( كمال الدين : ج ۲ ص ۴۴۳ ح۱۶ ، معجم رجال الحديث : ج ۲۱ ص ۴۴۲ الرقم ۱۶ ) . وبين يحيى بن زكريّا المعروف بالكنجي ( الكنتجي ) ، يُكنّى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثماني عشر وثلاثمئة ، وكان سنّه حين لقيه أكثر من مئة وعشرين سنة ، وقد لقي العسكريّ عليه السلام ( راجع : رجال الطوسي فيمن لم يروِ عن الأئمّة : ص ۴۵۰ الرقم ۶۳۹۰ ) .

2.الخرائج و الجرائح : ج۱ ص۳۹۸ ح۴ ، كشف الغمّة : ج۲ ص۳۸۵ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۷۷.

3.يوسف : ۴۷ ـ ۴۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109873
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي