375
زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال

الباب الحادي عشر : في المعلّى

وفيه ثلاثة رجال :

[ 2133 ] . المعلّى بن خنيس : أبو عبداللّه ، مولى الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام ومن قبله ، كان مولى بني أسد ، كوفي .
قال النجاشي : إنّه بزّاز وهو ضعيف جدّاً ۱ .
وقال ابن الغضائري : إنّه كان أوّل أمره مغيريّاً ثمّ دعى إلى محمّد بن عبداللّه المعروف بالنفس الزكيّة ، وفي هذه الظنّة أخذه داوود بن عليّ فقتله ، والغلاة يضيفون إليه كثيراً . قال : ولا أرى الاعتماد على شيء من حديثه .
وروي فيه أحاديث تقتضي المدح واُخرى تقتضي الذمّ ، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير .
وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة بغير إسناد : إنّه كان من قوّام أبي عبداللّه عليه السلام ، وكان محموداً عنده ، ومضى على منهاجه ، وهذا يقتضي وصفه بالعدالة ؛ قاله في الخلاصة ۲ .
وقول الشيخ عندي هو الأقوى من قول النجاشي ؛ لأنّه أطلق ضعفه ولم يذكر سببه ، وقد تقرّر بالاُصول أنّ الجرح لا يقبل إلّا مفسّرا فأمّا الأحاديث التي وردت بمدحه ، فأوّلها ما رواه الكشّي ، عن حمدويه بن نصير قال : حدّثني العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، عن إسماعيل بن جابر أنّ أباعبداللّه عليه السلام لمّا اُخبر بقتل المعلّى بن خنيس ، فقال : أما واللّه لقد دخل الجنّة ۳ .
وعن ابن أبي نجران ، عن حمّاد الناب ، عن المسمعي قال : لمّا أخذ داوود بن عليّ المعلّى بن خنيس حبسه فأراد قتله ، فقال له معلّى : أخرجني إلى النّاس فإنّ لي ديناً كثيراً ومالاً حتّى اُشهد بذلك ، فأخرجه إلى السوق ، فلمّا اجتمع النّاس قال : أيّها النّاس ! أنا معلّى بن خنيس ، فمن عرفني فقد عرفني ، اشهدوا أنّ ما تركت من مالي ۴ وعين ودين ، أمة وعبداً وداراً ، قليلاً أو كثيراً فهو لجعفر بن محمّد عليه السلام . قال : فشدّ عليه صاحب شرطة داوود فقتله . قال : فلمّا بلغ ذلك أباعبداللّه عليه السلام خرج يجرّ ذيله حتّى دخل على داوود بن عليّ وإسماعيل ابنه خلفه ، فقال : يا داوود ! قتلت مولاي [وأخذت مالي] ۵ . فقال : ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي . فقال : بإذنك أو بغير إذنك ؟ فقال : بغير إذني . فقال : يا إسماعيل ! شأنك به ، فخرج إسماعيل والسيف معه حتّى قتله في مجلسه .
قال حمّاد : فأخبرني المسمعي عن معتب قال : فلم يزل أبو عبداللّه عليه السلام ليلته ساجداً وقائماً ، فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول : اللّهمّ إنّي أسألك بقوّتك القويّه ومحالك الشديد وبعزّتك التي جُلّ خلقك لها ذليل أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تأخذه الساعة . قال : فواللّه ما رفع رأسه من سجوده حتّى سمعنا الصائحة ، فقالوا : مات داوود بن عليّ . فقال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّي دعوت عليه بدعوة بعث اللّه إليه ملكاً فضرب رأسه بمرزبة انشقّت [منها ]مثانته ۶ .
محمّد بن مسعود قال : كتب إليّ الفضل قال : حدّثنا ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن إسماعيل بن جابر قال : لمّا قدم أبو إسحاق عليه السلام من مكّة فذكر له قتل المعلّى بن خنيس ، [قال] فقام مغضباً يجرّ ثوبه ، فقال له إسماعيل [ابنه] : يا أبه ! أين تذهب ؟ فقال : لو كانت نازلة لأقدمت عليها ، فجاء حتّى دخل على داوود بن عليّ فقال له : يا داوود ! لقد اصبت (اتيت) ذنباً لا يغفره اللّه لك . قال : وما ذلك الذنب ؟ قال : قتلت رجلاً من أهل الجنّة الحديث ۷ .
أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمّد بن زياد ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، عن إسماعيل بن جابر قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فقال لي : يا إسماعيل ! قتل المعلّى ؟ فقلت : نعم . فقال : أما واللّه لقد دخل الجنّة ۸ .
وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد قال : حدّثني محمّد بن عبداللّه بن مهران قال : حدّثني محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، [عن أبي العلاء ]وأبي المغراء ، عن أبي بصير قال : سمعت أباعبداللّه عليه السلام وجرى ذكر المعلّى بن خنيس فقال : يا أبامحمّد ! اكتم علَيّ ما أقول لك في المعلّى . قلت : أفعل . فقال : أمّا إنّه ما كان ينال درجتنا إلّا بما ينال منه داوود بن عليّ . قلت : وما الذي يصيبه من داوود ؟ قال : يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه . قلت : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون . قال : ذلك قابل ، فلمّا كان قابل ولّي المدينة فقصد المعلّى فدعاه وسأله عن شيعة أبي عبداللّه عليه السلام وأن يكتبهم له ، فقال : ما أعرف من أصحاب أبي عبداللّه عليه السلام أحداً ، وإنّما أنا رجل أختلف في حوائجه ولا أعرف له صاحباً . قال : تكتمني ، أمّا إنّك إن كتمتني قتلتك . فقال [له ]المعلّى : بالقتل تهدّدني ؟ واللّه لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم ، وإن أنت قتلتني تسعدني وأشقيك ، فكان كما قال أبوعبداللّه عليه السلام لا يغادر منه قليلاً ولا كثيراً ۹ .
وروايات القدح مع ضعفها لم تدلّ على أكثر من أنّه أخلّ بالتقيّة من إذاعة سرّنا وممّا يدلّ على أنّه عليه السلام إنّما قال ذلك تأسّفاً عليه قوله في أوّل حديث الذمّ : رحم اللّه المعلّى قد كنت أتوقّع ذلك؛ لأنّه أذاع سرّنا . وقال في الحديث الثاني من أحاديث الذمّ عن حفص الأبيض التمّار قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام يوم (أيّام) طلب المعلّى بن خنيس فقال لي : يا حفص ! إنّي أمرت المعلّى فخالفني فابتلي بالحديد ، إنّي نظرت إليه يوماً وهو كئيب حزين ، فقلت : يا معلّى ! كأنّك ذكرت أهلك وعيالك ؟ قال : أجل . قلت : اُدن منّي ، فدنى منّي ، فمسحت وجهه فقلت : أين تراك ؟ فقال : أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي ۱۰ وهذا ولدي . قال : فتركته حتّى يلي منهم ۱۱ ، حتّى نال ما ينال الرجل من أهله ، ثمّ قلت : اُدن منّي ، فدنا منّي ومسحت وجهه وقلت : أين تراك ؟ فقال : أراني معك في المدينة . قال : قلت : يا معلّى ! إنّ لنا حديثاً من حفظه علينا حفظه اللّه على دينه ودنياه . يا معلّى ! لا تكونوا أسرى في أيدي النّاس بحديثنا إن شاؤوا أمنوا (منّوا) عليكم وإن شاؤوا قتلوكم . يا معلّى ! إنّ من كتم الصعب من حديثنا جعله اللّه نوراً بين عينيه وزوّده القوّة في النّاس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح أو يموت بخبل . يا معلّى ! أنت مقتول فاستعدّ ۱۲ .
وهذا صريح منه عليه السلام أنّه من أجل الإذاعة قال له : أنت مقتول ، فاستعدّ ؛ لعلمه عليه السلام أنّه يذيع الحديث وإذا كان الأمر على ما ذكرناه فلا منافاة بين الأحاديث .
وقال السيّد أحمد بن طاووس رحمه الله : والذي يظهر لي أنّه من أهل الجنّة ، وتبعه الميرزا رحمه الله .
وأمّا الحديث الذي رواه أبوالعبّاس البقباق قال : تذاكر ابن أبي يعفور ومعلّى بن خنيس ، فقال ابن أبي يعفور : الأوصياء علماء أبرار أتقياء ، وقال ابن خنيس : الأوصياء أنبياء . قال : فدخلا على أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : فلمّا استقرّ مجلسهما قال : فابتدأهما أبو عبداللّه عليه السلام وقال : يا عبداللّه أبرأ ممّن ۱۳ قال : إنّا أنبياء ۱۴ ، فأوّل ما فيه أنّه ضعيف ؛ لأنّ في طريقه محمّد بن زياد وهو غير معلوم الحال ولا مذكور في كتب الرجال ، و ثانياً أنّه مناف لجميع الأحاديث الواردة فيه ، ويمكن حمله على أنّ هذا وقع منه في أوّل أمره قبل رجوعه إلى الحقّ ؛ لأنّ ابن الغضائري قال : إنّه كان أوّلاً مُغَيريّاً ثمّ رجع ۱۵ ، وعلى تقدير صحّة هذا الحديث يحتمل أنّه أراد أنّهم بمنزلة الأنبياء ، واللّه أعلم .
[ 2134 ] . معلّى بن عثمان : أبو عثمان الأحول الكوفي ، وقيل : ابن زيد ، ثقة ، روى عن أبي عبداللّه عليه السلام ؛ قاله النجاشي ۱۶ والخلاصة ۱۷ وابن داوود ۱۸
.
[ 2135 ] . معلّى بن موسى الكندي : كوفي ، ثقة ، عين ، هو جدّ الحسن بن محمّد بن سماعة ، وأخوه إبراهيم ، روى عن أبي عبداللّه عليه السلام ؛ قاله في النجاشي ۱۹ والخلاصة ۲۰ ، وزاد فيه وفي الفهرست ۲۱ : له كتاب رواه عنه إبراهيم بن سليمان الخرّاز .

1.رجال النجاشي : ص ۴۱۷ الرقم ۱۱۱۴ .

2.خلاصة الأقوال : ص ۴۰۸ الرقم ۱۶۵۲ .

3.اختيار معرفة الرجال : ص ۳۷۷ الرقم ۷۰۷ .

4.في اختيار معرفة الرجال : «من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمّد».

5.في اختيار معرفة الرجال زيد بعد هذا وقبل قوله : «ما قتله ولكن» هذه العبارة : «قال : ما أنا قتلته و لا أخذت مالك ، قال : و اللّه لأدعونّ اللّه على من قتل مولاي و أخذ مالي» .

6.اختيار معرفة الرجال : ص ۳۷۷ الرقم ۷۰۸ باخلاف يسير .

7.اختيار معرفة الرجال : ص ۳۷۹ الرقم ۷۱۱ .

8.اختيار معرفة الرجال : ص ۳۸۱ الرقم ۷۱۴ .

9.اختيار معرفة الرجال : ص ۳۸۰ الرقم ۷۱۳ .

10.في الأصل : «فهي ذي زوجتي» بدل «وهو ذا زوجتي» .

11.في اختيار معرفة الرجال : «حتّى تملأ منهم واستترت منهم» بدل «حتّى يلي منهم» .

12.اختيار معرفة الرجال : ص ۳۷۸ الرقم ۷۰۹ باختلاف يسير .

13.في الأصل : «أبا عبد اللّه أبرأ ممّا» بدل «عبد اللّه أبرأ ممّن» ، والتصويب من رجال الكشّي .

14.رجال الكشّي : ص ۲۴۶ الرقم ۴۵۶ .

15.الرجال لابن الغضائري : ص ۸۷ الرقم ۱۱۶ .

16.رجال النجاشي : ص ۴۱۷ الرقم ۱۱۱۵ .

17.خلاصة الأقوال : ص ۲۷۵ الرقم ۱۰۰۲ .

18.رجال ابن داوود : ص ۱۹۰ الرقم ۱۵۷۸ .

19.رجال النجاشي : ص ۴۱۷ الرقم ۱۱۱۶ .

20.خلاصة الأقوال : ص ۲۷۵ الرقم ۱۰۰۳ .

21.الفهرست : ص ۲۴۷ الرقم ۷۳۵ .


زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال
374
  • نام منبع :
    زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال
    المساعدون :
    الصحفي، السيد مجتبي؛ الصدرايي الخويي، علي؛ جديدي نجاد، محمد رضا
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 79921
الصفحه من 544
طباعه  ارسل الي