99
مكاتيب الأئمّة ج7

أَمَّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِنَ الصَّلَاةِ عِندَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَعِندَ غُرُوبِهَا ، فَلَئِن كَانَ كَمَا يَقُولُونَ : إِنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ مِن بَينِ قَرنَي شَيطَانٍ وَتَغرُبُ بَينَ قَرنَي شَيطَانٍ ، فَمَا أُرغِمَ أَنفُ الشَّيطَانِ أَفضَل مِنَ الصَّلَاةِ ، فَصَلِّهَا وَأَرغِم أَنفَ الشَّيطَانِ . ۱
وَأَمَّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ الوَقفِ عَلَى نَاحِيَتِنَا وَمَا يُجعَلُ لَنَا ثُمَّ يَحتَاجُ إِلَيهِ صَاحِبُهُ ، فَكُلُّ مَا لَم يُسَلِّم فَصَاحِبُهُ فِيهِ بِالخِيَارِ ، وَكُلُّ مَا سَلَّمَ فَلَا خِيَارَ فِيهِ لِصَاحِبِهِ ، احتَاجَ إِلَيهِ صَاحِبُهُ أَو لَم يَحتَج ، افتَقَرَ إِلَيهِ أَو استَغنَى عَنهُ .
وَأَمَّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ مَن يَستَحِلُّ مَا فِي يَدِهِ ، مِن أَموَالِنَا ، وَيَتَصَرَّفُ فِيهِ تَصَرُّفُهُ فِي مَالِهِ مِن غَيرِ أَمرِنَا ، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مَلعُونٌ وَنَحنُ خُصَمَاؤُهُ يَومَ القِيَامَةِ ، فَقَد قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : المُستَحِلُّ مِن عِترَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، مَلعُونٌ عَلَى لِسَانِي وَلِسَانِ كُلِّ نَبِيٍّ ، فَمَن ظَلَمَنَا كَانَ مِن جُملَةِ الظَّالِمِينَ ، وَكَانَ لَعنَةُ اللَّهِ عَلَيهِ ؛ لِقَولِهِ تعالى : « أَلَا لَعنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ »۲ .
وَأَمَّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ المَولُودِ الَّذِي تَنبُت غُلفَتُهُ بَعدَمَا يُختَنُ ، هَل يُختَنُ مَرَّةً أُخرَى ؟ فَإِنَّهُ يَجِبُ أَن يُقطَعَ غُلفَتُهُ ، فَإِنَّ الأَرضَ تَضِجُّ إِلَى اللَّهِ عز و جل مِن بَولِ الأَغلَفِ أَربَعِينَ صَبَاحاً .
وَأَمَّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن أَمرِ المُصَلِّي وَالنَّارُ وَالصُّورَةُ وَالسِّرَاجُ بَينَ يَدَيهِ ، هَل تَجُوزُ صَلَاتُهُ ؟ فَإِنَّ النَّاسَ اختَلَفُوا فِي ذَلِكَ قَبلَكَ ، فَإِنَّهُ جَائِزٌ لِمَن لَم يَكُن مِن أَولَادِ عَبَدَةِ الأَصنَامِ أَو عَبَدَةِ النِّيرَانِ أَن يُصَلِّي وَالسِّرَاجُ بَينَ يَدَيهِ ، وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ لِمَن كَانَ

1.ذكره الشيخ تقطيعا : ص ۲۹۶ .

2.هود : ۱۸ .


مكاتيب الأئمّة ج7
98

يَقُولُ النَّاسُ إِنَّ الشَّمسَ تَطلَعُ بَينَ قَرنَي شَيطَانٍ ، وَتَغرُبُ بَينَ قَرنَي شَيطَانٍ ، فَمَا أُرغِمَ أَنفُ الشَّيطَانِ بِشَيءٍ أَفضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ ، فَصَلِّهَا وَأَرغِم أَنفَ الشَّيطَانِ . ۱
وأخرجه الشيخ في الغيبة : أخبرني جماعة عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ، قال : أخبرنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السنانيّ والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب ، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ الكوفيّ رضى الله عنه ، أنّه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله عن محمّد بن عثمان العمري قدس سره :
وَأَمَّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِنَ الصَّلَاةِ عِندَ طُلُوعِ الشَّمسِ . . .
بعد نقل الحديث قال أبو جعفر بن بابويه في الخبر الّذي روي فيمن أفطر يوماً في شهر رمضان متعمّداً ، أنّ عليه ثلاث كفّارات ، فإنّي أُفتي به فيمن أفطر بجماعٍ محرّمٍ عليه أو بطعامٍ محرّمٍ عليه ؛ لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الأسديّ فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر بن عثمان العمريّ رضى الله عنه . ۲

69

كتابه عليه السلام إلى أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ

۰.محمّد بن أحمد الشيبانيّ وعليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب وعليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ رضى الله عنه ، قال : كان فيما ورد عليَّ من الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان ـ قدّس اللّه روحه ـ في جواب مسائلي إلى صاحب الزمان عليه السلام :

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۴۹۸ ح ۱۴۲۷ ، تهذيب الأحكام : ج ۲ ص ۱۷۵ ح ۶۹۷ ، الاستبصار : ج۱ ص۲۹۱ ح ۱۰۶۷ ، الغيبة للطوسي : ص ۲۹۶ ح۲۵۰ ، وسائل الشيعة : ج ۴ ص ۲۳۶ ح ۵۰۲۳ .

2.الغيبة للطوسي : ص ۲۹۶ و۲۹۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 55218
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي