مَنِ استَنصَرَهُ فَتَراخى عَنهُ وبَثَّ المَنونَ إلَيهِ حَتّى أتى قَدَرُهُ عَلَيهِ ؟ 
 كَلّا وَاللّهِ لَـ «قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَ الْقَآئِلِينَ لِاءِخْوَ نِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَ لَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَا قَلِيلاً»۱ وما كُنتُ لِأَعتَذِرَ مِن أنّي كُنتُ أنقِمُ عَلَيهِ أحداثاً ، فَإِن كانَ الذَّنبُ إلَيهِ إرشادي وهِدايَتي لَهُ فَرُبَّ مَلومٍ لا ذَنبَ لَهُ : 
 وقَد يَستَفيدُ الظِّنَّةَ المُتَنَصِّحُ . 
 وما أرَدتُ إلَا الإِصلاحَ ما استَطَعتُ وما تَوفيقي إلاّ بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ . 
 وذَكَرتَ أنَّهُ لَيسَ لي ولِأَصحابي عَندَكَ إلَا السَّيفُ فَلَقَد أضحَكتَ بَعدَ استِعبارٍ ! مَتى ألفَيتَ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ عَنِ الأَعداءِ ناكِلينَ ، وبِالسَّيفِ مُخَوَّفينَ ؟ ! ف 
 ـ 
 لَبِّث قَليلاً يَلحَقِ الهَيجا حَمَل 
 فَسَيَطلُبُكَ مَن تَطلُبُ ، ويَقرُبُ مِنكَ ما تَستَبعِدُ ، وأنَا مُرقِلٌ نَحوَكَ في جَحفَلٍ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالتّابِعينَ لَهُم بِإِحسانٍ ، شَديدٍ زِحامُهُم ، ساطِعٍ قَتامُهُم ، مُتَسَربِلينَ سَرابيلَ المَوتِ ، أحَبُّ اللِّقاءِ إلَيهِم لِقاءُ رَبِّهِم ، وقَد صَحِبَتهُم ذُرِّيَّةٌ بَدرِيَّةٌ وسُيوفٌ هاشِمِيَّةٌ ، قَد عَرَفتَ مَواقِعَ نِصالِها في أخيكَ وخالِكَ وجَدِّكَ وأهلِكَ «وَ مَا هِىَ مِنَ الظَّــلِمِينَ بِبَعِيدٍ»۲ . ۳