في «حَجَّة البلاغ» ، بيد أنّ عمليّة دراسة طرق الحديث وتحليل صيغه الروائيّة تدلّ بوضوح أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أدلى بهذا الحديث في مكانين ، هما :
أ ـ مسجد النبي صلى الله عليه و آله
وفاقاً لرواية مسلم وأحمد بن حنبل ، جاء نصّ جابر بالصيغة التالية : «سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأَسلَمِيُّ ، يَقولُ : لا يَزالُ الدّينُ» ۱ إلى آخر النصّ . المعلوم أنّ ماغر بن مالك الأسلمي المذكور في النصّ قد تمّ رجمه بالمدينة جزماً ۲ . علاوة على ذلك ثمّة نصوص اُخرى تتحدّث صراحة أنّ الراوي سمع الحديث في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله ، كما في قوله : «جِئتُ مَعَ أبي إلَى المَسجِدِ وَالنَّبِيُّ يَخطُبُ» إلى آخر الحديث ۳ ، حيث يدلّ لفظ «المسجد» في الرواية على المسجد النبوي ظاهراً .
ب ـ حجّة البلاغ
هذه المجموعة من الأخبار مرويّة عن جابر بن سمرة بن جندب أيضاً ، وقد ذكر فيها أ نّه سمع مقالة النبيّ هذه في ذلك الموسم العظيم ۴ (حَجَّة البلاغ أو حَجَّة الوداع) ، وفي الموقف بعرفات . ۵
2 . إنّ استثمار رسول اللّه صلى الله عليه و آله للموسم ، وتوظيفه لاجتماع الاُمّة العظيم في عرفات ؛ لكي يعلن هذه الحقيقة ويصدع بها ، لهو أمر خليق بالاعتبار ، وينطوي
1.صحيح مسلم : ج۳ ص۱۴۵۳ ح۱۰ .
2.راجع : صحيح البخاري : ج۵ ص۲۰۲۰ ح۴۹۶۹ و ۴۹۷۰ .
3.المعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۷ ح۱۷۹۹ .
4.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۰۵ ح۲۰۸۴۰ و ۲۰۸۴۳ .
5.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۱۸ ح۲۰۹۲۲ .