441
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

دَأبِ الماضينَ قَبلَهُما، لِيَذهَبا بِحَقّي، ويُفَرِّقا جَماعَةَ المُسلِمينَ عَنّي. ثُمَّ دَعا عَلَيهِما. ۱

ب ـ قُدومُ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ

۳۵۴.الجمل :خَرَجَ ابنُ حُنَيفٍ حَتّى أتى أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ بِذي قارٍ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وقَد نَكَّلَ بِهِ القَومُ ، بَكى وقالَ : يا عُثمانُ، بَعَثتُكَ شَيخا ألحى فَرَدّوكَ أمرَدَ إلَيَّ ! اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُمُ اجتَرَؤوا عَلَيكَ وَاستَحَلّوا حُرُماتِكَ ، اللّهُمَّ اقتُلهُم بِمَن قَتَلوا مِن شيعَتي ، وعَجِّل لَهُمُ النَّقمَةَ بِما صَنَعوا بِخَليفَتي . ۲

ج ـ قُدومُ الإِمامِ عليه السلام إلَى البَصرَةِ

۳۵۵.مروج الذهب عن المنذر بن الجارود :لَمّا قَدِمَ عَلِيٌّ عليه السلام البَصرَةَ دَخَلَ مِمّا يَلي الطَفَّ ـ إلى أن قالَ ـ : فَساروا حَتّى نَزَلُوا المَوضِعَ المَعروفَ بِالزّاوِيَةِ ، فَصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ ، وعَفَّرَ خَدَّيهِ عَلَى التُّرابِ ، وقَد خَالَطَ ذلِكَ دُموعَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ يَدعو :
اللّهُمّ رَبَّ السَّمواتِ وما أظَلَّت، وَالأَرَضينَ وما أقَلَّت ، ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، هذِهِ البَصرَةُ أسأَلُكَ مِن خَيرِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرَّها ، اللّهُمَّ أنزِلنا فيها خَيرَ مُنزَلٍ وأنتَ خَيرُ المُنزِلينَ ، اللّهُمَّ إنّ هؤُلاءِ القَومَ قَد خَلَعوا طاعَتي وبَغَوا عَلَيَّ ونَكَثوا بَيعَتي ، اللّهُمَّ احقِن دِماءَ المُسلِمينَ . ۳

1 / 8

جهود الإمام عليه السلام لمنع القتال

عندما تحرّك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مع قوّاته من ذي قار ، بعث صَعْصَعة بن

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۴۹ .

2.الجمل : ص۲۸۵ .

3.مروج الذهب : ج۲ ص۳۶۸ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
440

ذلِكَ ، فَرَضينا وسَلَّمنا ، فَلَمّا تُوُفِّيَ الأَميرُ جَعَلَ الأَمرَ إلى سِتَّةِ نَفَرٍ ، فَاختَرتُم عُثمانَ وبايَعتُموهُ عَن غَيرِ مَشورَةٍ مِنّا ، ثُمَّ أنكَرتُم مِن ذلِكَ الرَّجُلِ شَيئا فَقَتَلتُموهُ عَن غَيرِ مَشوَرةٍ مِنّا ، ثُمَّ بايَعتُم عَلِيّا عَن غَيرِ مَشورَةٍ مِنّا ، فَمَا الَّذي نَقَمتُم عَلَيهِ فَنُقاتِلَهُ ؟ هَلِ استَأثَرَ بِفَيءٍ ؟ أو عَمِلَ بِغَيرِ الحَقِّ ؟ أو عَمِلَ شَيئاً تُنكِرونَهُ فَنَكونَ مَعَكُم عَلَيهِ ؟ وإلّا فَما هذا ؟
فَهَمّوا بِقَتلِ ذلِكَ الرَّجُلِ ، فَقامَ مِن دونِهِ عَشيرَتُهُ ، فَلَمّا كانَ الغَدُ وَثَبوا عَلَيهِ وعَلى مَن كانَ مَعَهُ ، فَقَتَلوا سَبعينَ رَجُلاً . ۱

1 / 7

من ذي قار إلى البصرة

أ ـ أخذُ البَيعَةِ عَلى مَن حَضَرَ

۳۵۳.الإرشاد عن ابن عبّاس :لَمّا نَزَلَ [الاِءمامُ عَلِيٌّ عليه السلام ] بِذي قارٍ أخَذَ البَيعَةَ عَلى مَن حَضَرَهُ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَأَكثَرَ مِنَ الحَمدِ للّهِِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ وَالصَّلاةِ عَلى رَسولِ اللّهِ، صلى الله عليه و آله ثُمَّ قالَ :
قَد جَرَت اُمورٌ صَبَرنا عَلَيها ـ وفي أعيُنِنَا القَذى ـ تَسليما لِأَمرِ اللّهِ تَعالى فيمَا امتَحَنَنا بِهِ رَجاءَ الثَّوابِ عَلى ذلِكَ ، وكانَ الصَّبرُ عَلَيها أمثَلَ مِن أن يَتَفَرَّقَ المُسلِمونَ وتُسفَكَ دِماؤُهُم .
نَحنُ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، وأحَقُّ الخَلقِ بِسُلطانِ الرِّسالَةِ ، ومَعدِنُ الكَرامَةِ الَّتِي ابتَدَأَ اللّهُ بِها هذِهِ الاُمَّةَ .
وهذا طَلحَةُ وُالزُّبَيرُ لَيسا مِن أهلِ النُّبُوَّةِ ولا مِن ذُّرِّيَّةِ الرَّسولِ ، حينَ رَأَيا أنَّ اللّهَ قَد رَدَّ عَلَينا حَقَّنا بَعدَ أعصُرٍ ، فَلَم يَصبِرا حَولاً واحِدا ولا شَهرا كامِلاً حَتّى وَثَبا عَلى

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۶۹ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 286000
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي