على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر .
وكان للإمام أمير المؤمنين عليه السلام فيها مظهر عجيب ، وله في فتحها العظيم دور لا يضاهى ولا يبارى يتمثّل فيما يلي :
1 . كانت راية الإسلام في هذه المعركة بيد الإمام علي عليه السلام المقتدرة كما في غيرها من الحروب والغزوات . ۱
2 . لمّا فتحت كلّ الحصون ، واستعصى حصن «الوطيح» و«السلالم» ـ إذ كانا من أحكم الحصون ، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين : الاُولى بقيادة أبي بكر ، والاُخرى بقيادة عمر ، لكنّهما أخفقا في فتحهما ـ انتدب النبيّ صلى الله عليه و آله عليّا عليه السلام ، وكان مريضا لا يقدر على القتال فدعا النبيّ صلى الله عليه و آله ، فشفي ، وفتح اللّه على يديه ، وتمكّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينك الحصنين اللذين كان فتحهما لا يصدّق ولا يخطر ببال أحد . ۲
3 . جندل الإمامُ عليه السلام الحارثَ ـ المقاتل اليهوديّ المغرور ، الذي كانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال ـ بضربة قاصمة ، كما قدّ مرحب ـ الذي لم يجرأ أحد على مواجهته ـ نصفين . ۳
4 . لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذكورين وأوشك الرعب أن يسيطر على القلوب ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله عبارته العظيمة الرائعة المشهورة : «لاُعطينّ الراية غدا رجلاً يحبّ اللّهَ ورسولَه ويحبّه اللّهُ ورسولُه» ۴ ، والاُخرى : «كرّارا غير فرّار» ۵ ،
1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۰۶ .
2.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۹ ـ ۴۱ .
3.مسند ابن حنبل : ج۹ ص۲۸ ح۲۳۰۹۳ .
4.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۳۴۹ .
5.الكافي : ج۸ ص۳۵۱ ح۵۴۸ .