87
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

كلام حول رواية قدوم ابن زياد إلى الكوفة بعد انطلاق الإمام عليه السّلام من مكة

تصرّح بعض الروايات بأن يزيد قد عيّن عبيد اللّه بن زياد والياً على الكوفة بعد انطلاق الإمام الحسين عليه السلام نحوها ، وهذا هو نصّ الرواية :
كان يزيدُ أبغضَ النّاس في عبيد اللّه بن زيادٍ ، وإنّما احتاج إليه ، فكتب إليه : إنّي قد ولَّيتك الكوفة مع البصرة ، وإنّ الحسين قد سار إلى الكوفة فاحترز ۱ منه ، وإنَّ مسلم بن عَقيلٍ بالكوفة فَاقتله . ۲
ولكن هذا الخبر ليس صحيحاً ولا يتلاءم مع النقول الاُخرى ؛ ذلك لأنّ الإمام الحسين عليه السلام سار نحو الكوفة على أعتاب شهادة مسلم ، وقد استشهد مسلم بعد فترة من تعيين عبيد اللّه وحضوره في الكوفة . وعلى هذا فقد كان سير الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة بعد فترة من قدوم عبيد اللّه إلى الكوفة .
ويبدو أن ما أدّى إلى ظهور هذه الرواية وهذا النقل هو الخلط بين كتابي يزيد إلى عبيد اللّه ؛ الأوّل : كتاب تعيين عبيد اللّه والياً على الكوفة ، والثاني : الكتاب الذي بعثه إلى عبيد اللّه بعد انطلاق الإمام الحسين عليه السلام نحو الكوفة . ۳
مع أنّ الكتاب الأوّل كان قبل انطلاق الإمام الحسين عليه السلام ، و الكتاب الثاني بعد انطلاقه عليه السلام .

1.احترزت من كذا: توقّيته (الصحاح: ج ۳ ص ۸۷۳ «حرز)».

2.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱.

3.راجع: ص۷۱ (استشارة يزيد فيمن يستعمله على الكوفة) وص۳۱۴ (الفصل السابع / كتاب يزيد إلى ابن زياد يأمره بقتل الإمام عليه السلام ).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
86

۱۰۹۲.مطالب السَّؤول :جَهَّزَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ إلَى الكوفَةِ ، فَلَمّا قَرُبَ مِنها تَنَكَّرَ ودَخَلَ لَيلاً وأوهَمَ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، ودَخَلَها مِن جِهَةِ البادِيَةِ في زِيِّ ۱ أهلِ الحِجازِ ، فَصارَ يَجتازُ بِجَماعَةٍ جَماعَةٍ يُسَلِّمُ عَلَيهِم ولا يَشُكّونَ في أنَّهُ هُوَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَيَمشونَ بَينَ يَدَيهِ ويَقولونَ : مَرحَبا يَا بنَ رَسولِ اللّه ِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، فَرَأى عُبَيدُ اللّه ِ مِن تَباشيرِهِم بِالحُسَينِ عليه السلام ما ساءَهُ ، وكَشَفَ أحوالَهُم وهُوَ ساكِتٌ ! ۲

۱۰۹۳.الفصول المهمّة :إنَّهُ [أيِ ابنَ زِيادٍ] قَصَدَ قَصرَ الإِمارَةِ ، وجاءَ يُريدُ الدُّخولَ إلَيهِ ، فَوَجَدَ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ قَد أغلَقَهُ ، وتَحَصَّنَ فيهِ هُوَ وأصحابُهُ ، وذلِكَ أنَّ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ـ هُوَ وأصحابُهُ ـ ظَنّوا أنَّ ابنَ زِيادٍ هُوَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَصاحَ بِهِم عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ : اِفتَحوا ، لا بارَكَ اللّه ُ فيكُم ، ولا كَثَّرَ في أمثالِكُم ! فَعَرَفوا صَوتَهُ لَعَنَهُ اللّه ُ ، وقالوا : ابنُ مَرجانَةَ ! فَنَزَلوا وفَتَحوا لَهُ ، ودَخَلَ القَصرَ وباتَ بِهِ. ۳

1.الزِّيُّ : الهَيئَة (المصباح المنير : ص ۲۶۰ «زوى») .

2.مطالب السؤول : ص ۷۴ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۲ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۴ .

3.الفصول المهمّة : ص ۱۸۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 126685
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي