145
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

اللّهَ تَعالى خَلَقَ الدُّنيا لِلبَلاءِ ، وخَلَقَ أهلَها لِلفَناءِ ، فَجَديدُها بالٍ ، ونَعيمُها مُضمَحِلٌّ ، وسُرورُها مُكفَهِرٌّ ۱ ، وَالمَنزِلُ بُلغَةٌ ۲ ، وَالدّارُ قُلعَةٌ ۳ فَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى ، وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ ۴ . ۵

۱۶۶۶.الخرائج والجرائح عن جابر عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لِأَصحابِهِ قَبلَ أن يُقتَلَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّكَ سَتُساقُ إلَى العِراقِ ، وهِيَ أرضٌ قَدِ التَقى بِهَا النَّبِيّونَ وأوصِياءُ النَّبِيّينَ ، وهِيَ أرضٌ تُدعى «عَمورا» ، وإنَّكَ تُستَشهَدُ بِها ، ويُستَشهَدُ مَعَكَ جَماعَةٌ مِن أصحابِكَ ، لا يَجِدونَ ألَمَ مَسِّ الحَديدِ ، وتَلا : «قُلْنَا يَـنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ»۶ ، تَكونُ الحَربُ عَلَيكَ وعَلَيهِم بَردا وسَلاما .
فَأَبشِروا ، فَوَاللّهِ ، لَئِن قَتَلونا فَإِنّا نَرِدُ عَلى نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله . ۷

۱۶۶۷.الأمالي للشجري عن حسين بن زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام :إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَطَبَ يَومَ اُصيبَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وقالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الآخِرَةَ لِلمُتَّقينَ ، وَالنّارَ وَالعِقابَ عَلَى الكافِرينَ ، وإنّا

1.وجهٌ مكفهرٌّ : أي عابس قطوب (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۳ «كفهر») .

2.البُلغة : ما يُتَبلَّغ به من العيش ولا يفضل . يقال : تبلّغ به : إذا اكتفى به وتجزّأ . وفي هذا بُلغَةٌ : أي كفاية (المصباح المنير : ص ۶۱ «بلغ») .

3.قُلعة : أي تحوّلٌ وارتحال . والقُلعة هو العارية ؛ لأنّه غير ثابت في المستعير ومنقلع إلى مالكه (النهاية : ج ۴ ص ۱۰۲ «قلع») .

4.اقتباس من الآيتين ۱۹۷ و ۱۸۹ من سورة البقرة .

5.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، كفاية الطالب : ص ۴۲۹ و فيه «بشر بن طامحة» .

6.الأنبياء : ۶۹ .

7.الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۸۴۸ ح ۶۳ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۳۶ و ص ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۰ ح ۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
144

2 / 13

كَلِمَةُ الإِمامِ عليه السلام لِأَصحابِهِ

۱۶۶۴.معاني الأخبار عن عليّ بن الحسين [زين العابدين] عليه السلام :لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهماالسلام ، نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعَهُ فَإِذا هُوَ بِخِلافِهِم ؛ لِأَنَّهُم كُلَّمَا اشتَدَّ الأَمرُ ، تَغَيَّرَت ألوانُهُم ، وَارتَعَدَت فَرائِصُهُم ۱ ، ووَجَبَت ۲ قُلوبُهُم ، وكانَ الحُسَينُ عليه السلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ ، تُشرِقُ ألوانُهُم ، وتَهدَأُ جَوارِحُهُم ، وتَسكُنُ نُفوسُهُم ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اُنظُروا ، لا يُبالي بِالمَوتِ !
فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : صَبرا بَنِي الكِرامِ ، فَمَا المَوتُ إلّا قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ وَالضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ وَالنَّعيمِ الدّائِمَةِ ، فَأَيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى قَصرٍ ؟ وما هُوَ لِأَعدائِكُم إلّا كَمَن يَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إلى سِجنٍ وعَذابٍ .
إنَّ أبي حَدَّثَني عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ ، وَالمَوتُ جِسرُ هؤُلاءِ إلى جَنّاتِهِم ، وجِسرُ هؤُلاءِ إلى جَحيمِهِم ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ . ۳

۱۶۶۵.تاريخ دمشق عن بشر بن طانحة عن رجل من همدان :خَطَبَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام غَداةَ اليَومِ الَّذِي استُشهِدَ فيهِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
عِبادَ اللّهِ ، اتَّقُوا اللّهَ وكونوا مِنَ الدُّنيا عَلى حَذَرٍ ، فَإِنَّ الدُّنيا لَو بَقِيَت لِأَحَدٍ وبَقِيَ عَلَيها أحَدٌ كانَتِ الأَنبِياءُ أحَقَّ بِالبَقاءِ ، وأولى بِالرِّضى ، وأرضى بِالقَضاءِ ، غَيرَ أنَّ

1.الفريصة : اللحمة التي بين جنب الدابّة وكتفها لاتزال تُرعَد . وجمع الفريصة فرائص ، فاستعارها للرقبة . وتُرعَد فرائصهم : أي ترجف من الخوف (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۱ و ۴۳۲ «فرص») .

2.وَجَبَ القلبُ : خفق واضطرب (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۹۴ «وجب») .

3.معاني الأخبار : ص ۲۸۸ ح ۳، الاعتقادات : ص ۵۲ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۹۷ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 143950
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي