125
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

الفصل الخامس : ما ظَهَرَ مِنَ الكَراماتِ مِن رَأسِ سَيِّدِ الشُّهَداءِ عليه السلام

5 / 1

قِراءَةُ القُرآنِ عَلَى الرُّمحِ !

۲۲۴۶.الإرشاد :ولَمّا أصبَحَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ ، بَعَثَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَديرَ بِهِ في سِكَكِ الكوفَةِ كُلِّها وقَبائِلِها ، فَرُوِيَ عَن زَيدِ بنِ أرقَمَ أنَّهُ قالَ : مُرَّ بِهِ [أي بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ]عَلَيَّ ، وهُوَ عَلى رُمحٍ ، وأنَا في غُرفَةٍ ، فَلَمّا حاذاني سَمِعتُهُ يَقرَأُ : «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَـبَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ ءَايَـتِنَا عَجَبًا» ، ۱ فَقَفَّ ۲ ـ وَاللّه ِ ـ شَعري ونادَيتُ : رَأسُكَ ـ وَاللّه ِ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ـ أعجَبُ وأعجَبُ . ۳

۲۲۴۷.المناقب لابن شهرآشوب عن الشعبي :أنَّهُ صُلِبَ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام بِالصَّيارِفِ فِي الكوفَةِ ، فَتَنَحنَحَ الرَّأسُ ، وقَرَأَ سورَةَ الكَهفِ إلى قَولِهِ : «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنَـهُمْ هُدًى» ، ۴ فَلَم يَزِدهُم ذلِكَ إلّا ضَلالاً . ۵

1.الكهف : ۹ .

2.قَفَّ شَعري : أي قام من الفزع (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۱۸ «قفف») .

3.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۷ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۱ وراجع : الثاقب في المناقب : ص ۳۳۳ ح ۲۷۳ والمناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۶۷ ح ۷۳۲ .

4.الكهف : ۱۳ .

5.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
124

مدفن رؤوس سائر الشهداء

تشير النقول المشهورة إلى أنّه مضافاً لرأس الحسين عليه السلام فقد اُ خذت رؤوس الشهداء من أصحابه من الكوفة إلى الشام ۱ ، إلاّ أنّه لا توجد أخبار معتبرة فيما يتعلّق
بمحلّ دفنها .
جدير بالذكر أنّ النصوص الواردة حول سبي أهل بيت الحسين عليه السلام من كربلاء إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، و حضورهم في مجلس يزيد تعرّضت لذكر رأس الحسين عليه السلام فقط ، ولم تتعرّض لرؤوس الشهداء بتاتاً ۲ ، و قد كتب السيّد محسن الأمين في هذا المجال قائلاً :
رأيت بعد سنة 1321 في المقبرة المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق مشهداً وضع فوق بابه صخرة كتب عليها ما صورته :«هذا مدفن رأس العبّاس بن علي، ورأس عليّ بن الحسين الأكبر، ورأس حبيب بن مظاهر»، ثمّ إنّه بعد ذلك بسنين هُدم هذا المشهد واُعيد بناؤه، واُزيلت هذه الصخرة، وبُني ضريحٌ داخل المشهد ونقش عليه أسماء كثيرة لشهداء كربلاء ، ولكنّ الحقيقة أنّه منسوب إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدّم ذكرها بحسب ما كان موضوعاً على بابه كما مرّ . وهذا المشهد الظنّ قويٌّ بصحّة نسبته؛ لأنّ الرؤوس الشريفة بعد حملها إلى دمشق والطواف بها وانتهاء غرض يزيد من إظهار الغلبة والتنكيل بأهلها والتشفّي، لا بدّ أن تُدفن في إحدى المقابر، فدُفنت هذه الرؤوس الثلاثة في مقبرة باب الصغير وحُفظ محلّ دفنها، واللّه أعلم . ۳
على هذا الأساس، فإنّ المكان المعروف ـ في العصر الحاضر ـ في منطقة باب الصغير من دمشق بأنّه مدفن رؤوس الشهداء ـ و الذي يمكن قبوله بالنسبة لبعضهم على الأقلّ ـ فاقد للمستند التاريخي أو الروائي الواضح والذي يمكن الاطمئنان من خلاله بما ذكر .

1.راجع: ص ۹۵ (الفصل الرابع / بعث رؤوس الشهداء الى يزيد) .

2.راجع : ص ۱۹۹ (الفصل السابع : من الكوفة الى الشام) .

3.أعيان الشيعة : ج ۱ ص ۳۶۲۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 157510
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي