3 . الحرب الدعائية ضدّ معاوية والتمهيد للثورة
رغم أنّ الإمام الحسين عليه السلام دافع عن الصلح مع معاوية اتّباعا للإمام الحسن عليه السلام ، ولرعاية مصالح الاُمّة الإسلامية، بل إنّه هو نفسه بايع معاوية أيضا ، ولكن لم يترك أيّة فرصة لمحاربة معاوية من الناحية الإعلامية ، والانتقاد الشديد لمواقفه .
ونحن نشهد في هذه الحرب الدعائية أنّ الإمام عليه السلام استخدم غاية الذكاء في التخطيط السياسي ؛ ذلك لأنّه عليه السلام كان من جهة يواجه معاوية عن طريق الرسائل وأثناء اللّقاءات المباشرة بصراحة وبكلّ حزم ، خاصّة خلال أخذه البيعة ليزيد ، بل إنّه حال دون زواج يزيد من ابنة عبد اللّه بن جعفر وأمثاله، حيث كان يعتبر ذلك مبادرة سياسية من جانب معاوية .
وكان من جهة اُخرى يصلّي خلف عامل معاوية ، ۱ ويقبل أحيانا هدايا معاوية . ۲ ولذلك فإنّ معاوية لم يكن أمامه سبيل سوى مداراة الإمام، رغم أنّه كان يشعر بالخطر المحدق به من جانب الإمام عليه السلام ، وكان يعتبر حياة الإمام عقبة في طريق سيادته وسلطته المطلقة ، ۳ بل إنّه كان أحيانا يهدّد الإمام . ۴
وهكذا فقد صعّد الإمام حربه الدعائية ضدّ معاوية ، حتّى ألقى خطبة ذكر فيها حقوق أهل البيت عليهم السلام بالتفصيل ، ودعا فيها المسلمين إلى إحيائها ومحاربة الظلم ، ۵ وذلك قبل سنة من موت معاوية في منى ، وبحضور أكثر من سبعمئة من شخصيّات العالم الإسلامي ، وكان ما يقرب من مئتي شخص منهم من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله ، وبذلك فقد كان يمهّد الأرضية للثورة ضدّ حكم بني اُمية بعد موت معاوية، وكان ينتظر الفرصة المناسبة . ۶
1.راجع : ص۱۷۸ (الفصل الثاني / صلاة الإمام عليه السلام خلف مروان عامل معاوية) .
2.راجع : ص۱۷۹ (قبول جوائز معاوية وإغمازه فيه وتقريعه) .
3.راجع : ص۱۹۴ (استشعار معاوية الخطر من ناحية الإمام عليه السلام ) .
4.راجع : ص۱۹۴ (مطالبة معاوية الإمام عليه السلام بالوفاء ببيعته) .
5.راجع : ص۱۹۵ (خطبة الإمام عليه السلام قبل موت معاوية بسنة) .
6.راجع : ص۱۹۹ (ترقّب موت معاوية للقيام) .