51
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۵۹۵.الأمالي للطوسي عن محمّد بن سنان عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد [الصادق] عليه السلام :قالَ أبي لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللّه ِ : لي إلَيكَ حاجَةٌ اُريدُ أخلو بِكَ فيها ، فَلَمّا خَلا بِهِ في بَعضِ الأَيّامِ ، قالَ لَهُ : أخبِرني عَنِ اللَّوحِ الَّذي رَأَيتَهُ في يَدِ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلام .
قالَ جابِرٌ : أشهَدُ بِاللّه ِ ، لَقَد دَخَلتُ عَلى فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِاُهَنِّئَها بِوَلَدِهَا الحُسَينِ عليه السلام ، فَإِذا بِيَدِها لَوحٌ أخضَرُ مِن زَبَرجَدَةٍ خَضراءَ ، فيهِ كِتابٌ أنوَرُ مِنَ الشَّمسِ ، وأطيَبُ مِن رائِحَةِ المِسكِ الأَذفَرِ .
فَقُلتُ : ما هذا ، يا بِنتَ رَسولِ اللّه ِ ؟ فَقالَت : هذا لَوحٌ أهداهُ اللّه ُ عز و جل إلى أبي ، فيهِ اسمُ أبي ، وَاسمُ بَعلي ، وَاسمُ الأَوصِياءِ بَعدَهُ مِن وُلدي ، فَسَأَلتُها أن تَدفَعَهُ إلَيَّ لِأَنسَخَهُ ، فَفَعَلَت ، فَقالَ لَهُ : فَهَل لَكَ أن تُعارِضَني بِهِ ، قالَ : نَعَم .
فَمَضى جابِرٌ إلى مَنزِلِهِ ، وأتى بِصَحيفَةٍ مِن كاغَذٍ ، فَقالَ لَهُ : اُنظُر في صَحيفَتِكَ حَتّى أقرَأَها عَلَيكَ ، وكانَ في صَحيفَتِهِ مَكتوبٌ :
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذا كِتابٌ مِنَ اللّه ِ العَزيزِ العَليمِ ، أنزَلَهُ الرّوحُ الأَمينُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ :
يا مُحَمَّدُ ، عَظِّم أسمائي ، وَاشكُر نَعمائي ، ولا تَجحَد آلائي ، ولا تَرجُ سِوايَ ، ولا تَخشَ غَيري ، فَإِنَّهُ مَن يَرجو سِوايَ ويَخشى غَيري «أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ» . ۱
يا مُحَمَّدُ ، إنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ ، وجَعَلتُ الحَسَنَ عَيبَةَ ۲ عِلمي مِن بَعدِ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ ، وَالحُسَينَ خَيرَ أولادِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، فيهِ تَثبُتُ الإِمامَةُ ، ومِنهُ يَعقُبُ ۳ عَلِيٌّ زَينُ العابِدينَ ، ومُحَمَّدٌ الباقِرُ لِعِلمي ، وَالدّاعي إلى سَبيلي عَلى مِنهاجِ الحَقِّ ، وجَعفَرٌ الصّادِقُ فِي العَقلِ وَالعَمَلِ ، تَنشَبُ مِن بَعدِهِ فِتنَةٌ صَمّاءُ ، فَالوَيلُ كُلُّ الوَيلِ لِلمُكَذِّبِ بِعَبدي وخِيَرَتي مِن خَلقي موسى ، وعَلِيٌّ الرِّضا يَقتُلُهُ عِفريتٌ كافِرٌ ، يُدفَنُ بِالمَدينَةِ الَّتي بَناهَا العَبدُ الصّالِحُ إلى جَنبِ شَرِّ خَلقِ اللّه ِ ۴ ، ومُحَمَّدٌ الهادي إلى سَبيلي ، الذّابُّ عَن حَريمي ، وَالقَيِّمُ في رَعِيَّتِهِ ، حَسَنٌ أغَرُّ ، يَخرُجُ مِنهُ ذُو الاِسمَينِ عَلِيٌّ وَالحَسَنُ ، وَالخَلَفُ مُحَمَّدٌ يَخرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ ، عَلى رَأسِهِ غَمامَةٌ بَيضاءُ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمسِ ، يُنادي بِلِسانٍ فَصيحٍ ، يُسمِعُهُ الثَّقَلَينِ وَالخافِقَينِ ، وهُوَ المَهدِيُّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ ، يَملَأُ الاَ?رضَ عَدلاً كَما مُلِئَت جَورا . ۵

1.المائدة: ۱۱۵ .

2.العَيبةُ : مستودع الثياب أو مستودع أفضل الثياب ، وعيبة العلم على الاستعارة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۹۶ «عيب») .

3.في المصدر: «تعقب» ، وما في المتن أثبتناه من بشارة المصطفى وبحار الأنوار .

4.إشارة إلى الخليفة العبّاسي هارون الرشيد .

5.الأمالي للطوسي : ص ۲۹۱ ح ۵۶۶ ، بشارة المصطفى : ص ۱۸۳ و فيه «القول» بدل «العقل» ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۰۲ ح ۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
50
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142337
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي