59
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

3 / 5

تَنصيصُ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام عَلى إمامَتِهِ

۶۰۸.الكافي بسندٍ معتبر عن أبي عبيدة وزرارة جميعا عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام أرسَلَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَخَلا بِهِ ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ أخي ، قَد عَلِمتَ أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله دَفَعَ الوَصِيَّةَ وَالإِمامَةَ مِن بَعدِهِ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ إلَى الحَسَنِ عليه السلام ، ثُمَّ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقد قُتِلَ أبوكَ رَضِيَ اللّه ُ عَنهُ ، وصَلّى عَلى روحِهِ ، ولَم يوصِ ، وأنَا عَمُّكَ وصِنوُ أبيكَ ، ووِلادَتي مِن عَلِيٍّ عليه السلام ، في سِنّي وقَديمي ۱ أحَقُّ بِها مِنكَ في حَداثَتِكَ ، فَلا تُنازِعني فِي الوَصِيَّةِ وَالإِمامَةِ ولا تُحاجَّني .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا عَمِّ ، اتَّقِ اللّه َ ولا تَدَّعِ ما لَيسَ لَكَ بِحَقٍّ ، إنّي أعِظُكَ أن تَكونَ مِنَ الجاهِلينَ ، إنَّ أبي يا عَمِّ ، صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ أوصى إلَيَّ قَبلَ أن يَتَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، وعَهِدَ إلَيَّ في ذلِكَ قَبلَ أن يُستَشهَدَ بِساعَةٍ ، وهذا سِلاحُ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عِندي ، فَلا تَتَعَرَّضَ لِهذا ، فَاِءنّي أخافُ عَلَيكَ نَقصَ العُمُرِ ، وتَشَتُّتَ الحالِ ، إنَّ اللّه َ عز و جل جَعَلَ الوَصِيَّةَ وَالإِمامَةَ في عَقِبِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاِءذا أرَدتَ أن تَعلَمَ ذلِكَ فَانطَلِق بِنا إلَى الحَجَرِ الأَسوَدِ حَتّى نَتَحاكَمَ إلَيهِ ونَسأَلَهُ عَن ذلِكَ .
قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وكانَ الكَلامُ بَينَهُما بِمَكَّةَ ، فَانطَلَقا حَتّى أتَيَا الحَجَرَ الأَسوَدَ .
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام لِمُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ : اِبدَأ أنتَ فَابتَهِل إلَى اللّه ِ عز و جل ، وسَلهُ أن يُنطِقَ لَكَ الحَجَرَ ، ثُمَّ سَل .
فَابتَهَلَ مُحَمَّدٌ فِي الدُّعاءِ وسَأَلَ اللّه َ ، ثُمَّ دَعَا الحَجَرَ ، فَلَم يُجِبهُ .
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا عَمِّ! لَو كُنتَ وَصِيّا وإماما لَاَ?جابَكَ .
قالَ لَهُ مُحَمَّدٌ : فَادعُ اللّه َ أنتَ ـ يَابنَ أخي ـ وسَلهُ ، فَدَعَا اللّه َ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام بِما أرادَ ، ثُمَّ قالَ : أسأَلُكَ بِالَّذي جَعَلَ فيكَ ميثاقَ الأَنبِياءِ وميثاقَ الأَوصِياءِ وميثاقَ النّاسِ أجمَعينَ ، لَمّا أخبَرتَنا مَنِ الوَصِيُّ وَالإِمامُ بَعدَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ؟ قالَ : فَتَحَرَّكَ الحَجَرُ حَتّى كادَ أن يَزولَ عَن مَوضِعِهِ ، ثُمَّ أنطَقَهُ اللّه ُ عز و جل بِلِسانٍ عَرَبِيٍ مُبينٍ ، فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّ الوَصِيَّةَ وَالإِمامَةَ بَعدَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وَابنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَانصَرَفَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وهُوَ يَتَوَلّى عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام . ۲

1.في الإمامة والتبصرة : «قِدَمي» بدل «قديمي» .

2.الكافي : ج ۱ ص ۳۴۸ ح ۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۴۷ ح ۱۸۵ ، الإمامة والتبصرة : ص ۱۹۴ ح ۴۹ ، دلائل الإمامة : ص ۲۰۶ ح ۱۲۹ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۴ ، بصائر الدرجات : ص ۵۰۲ ح ۳ عن عليّ بن رئاب عن الإمام الصادق عليه السلام وزرارة عن الإمام الباقر عليه السلام والأربعة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۷۷ ح ۶ وراجع : الغيبة للطوسي : ص ۱۸ ح ۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
58

۶۰۷.مقتضب الأثر عن اُمّ سليم :لَقيتُ الحُسَينَ عليه السلام وكُنتُ عَرَفتُ نَعتَهُ مِنَ الكُتُبِ السّالِفَةِ بِصِفَتِهِ ، وتِسعَةً مِن وُلدِهِ أوصِياءَ بِصِفاتِهِم ، غَيرَ أنّي أنكَرتُ حِليَتَهُ لِصِغَرِ سِنِّهِ ، فَدَنَوتُ مِنهُ ، وهُوَ عَلى كِسرَةِ رَحَبَةِ ۱ المَسجِدِ ، فَقُلتُ لَهُ : مَن أنتَ يا سَيِّدي ؟
قالَ : أنَا طَلِبَتُكِ يا اُمَّ سُلَيمٍ ، أنَا وَصِيُّ الأَوصِياءِ ، وأنَا أبُو التِّسعَةِ الأَئِمَّةِ الهادِيَةِ ، أنَا وَصِيُّ أخِيَ الحَسَنِ ، وأخي وَصِيُّ أبي عَلِيٍّ ، وعَلِيٌّ وَصِيُّ جَدّي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
فَعَجِبتُ مِن قَولِهِ ، فَقُلتُ : ما عَلامَةُ ذلِكَ ؟ فَقالَ : اِيتيني بِحَصاةٍ ، فَرَفَعتُ إلَيهِ حَصاةً مِنَ الأَرضِ ، قالَت اُمُّ سُلَيمٍ : فَلَقَد نَظَرتُ إلَيهِ وقَد وَضَعَها بَينَ كَفَّيهِ ، فَجَعَلَها كَهَيئَةِ السَّحيقِ مِنَ الدَّقيقِ ، ثُمَّ عَجَنَها ، فَجَعَلَها ياقوتَةً حَمراءَ ، فَخَتَمَها بِخاتَمِهِ ، فَثَبَتَ النَّقشُ فيها ، ثُمَّ دَفَعَها إلَيَّ ، وقالَ لي : اُنظُري فيها يا اُمَّ سُلَيمٍ ، فَهَل تَرَينَ فيها شَيئا ؟
قالَت اُمُّ سُلَيمٍ : فَنَظَرتُ ، فَاِءذا فيها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ، وتِسعَةُ أئِمَّةٍ ـ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِم ـ أوصِياءُ مِن وُلدِ الحُسَينِ عليه السلام ، قَد تَواطَأَت أسماؤُهُم إلَا اثنَينِ مِنهُم ، أحَدُهُما جَعفَرٌ وَالآخَرُ موسى ، وهكَذا قَرَأتُ فِي الإِنجيلِ ، فَعَجِبتُ ، ثُمَّ قُلتُ في نَفسي : قَد أعطانِيَ اللّه ُ الدَّلائِلَ ولَم يُعطِها مَن كانَ قَبلي .
فَقُلتُ : يا سَيِّدي أعِد عَلَيَّ عَلامَةً اُخرى ! قالَ : فَتَبَسَّمَ وهُوَ قاعِدٌ ، ثُمَّ قامَ ، فَمَدَّ يَدَهُ اليُمنى إلَى السَّماءِ ، فَوَ اللّه ِ، لَكَأَنَّها عَمودٌ مِن نارٍ تَخرِقُ الهَواءَ حَتّى تَوارى عَن عَيني ، وهُوَ قائِمٌ لا يَعبَأُ بِذلِكَ ولا يَتَحَفَّرُ ، فَاُسقِطتُ وصَعِقتُ ، فَما أفَقتُ إلّا بِهِ ، ورَأَيتُ في يَدِهِ طاقَةً مِن آسٍ يَضرِبُ بِها مَنخِري . ۲

1.رَحَبَةُ المكان ـ وتسكّن ـ : ساحته ومتّسعه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۷۲ «رحب») .

2.مقتضب الأثر : ص ۲۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۸۷ ح ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 141047
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي