133
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

بَحثٌ حَولَ البُكاءِ عَلَى المَيِّتِ

تفيد روايات هذا الباب بأنّ النبي صلى الله عليه و آله لم يكن يمنع أحداً من أقاربه وأصحابه المفجوعين عن البكاء ولم يذمّ سلوكهم ، بل إنّه بكى هو نفسه على فقدان بعض أصحابه ؛ مثل عثمان بن مظعون ، وسعد بن معاذ ، وكذلك أقاربه ؛ مثل حمزة سيّد الشهداء ، وابنه إبراهيم ، وابن عمّه جعفر بن أبي طالب ، وابنه بالتبنّي زيد بن حارثة ، وفاطمة بنت أسد .
وتظهر الروايات التي نقلت زيارته صلى الله عليه و آله للأبواء أنّه بكى عند قبر والدته بعد مرور حوالي خمسين سنة على وفاتها ، وأبكى الآخرين . وتُفيد بعض الروايات التاريخية بأنّ النبي صلى الله عليه و آله دعا للبكاء على حمزة سيّد الشهداء ، واعتبر البكاء عليه وعلى أمثال جعفر بن أبي طالب فيما بعدُ عملاً صحيحاً وأمر به ، بل إنّه صلى الله عليه و آله دعا الذين زجروا الباكين عن البكاء أن يكفّوا عن ذلك ويسمحوا للمفجوعين بالبكاء .
جدير ذكره أنّ روايةً أو روايتين شاذّتين ومضطربتين ۱ منسوبتين إلى عمر وأبي موسى الأشعري وغيرهما ، تدلّان على أنّ الميّت يُعذَّب ببكاء أهله عليه ۲ ،

1.اضطراب الحديث بلحاظ اختلاف التعبير ؛ فقد عُبّر بالبكاء في بعض الروايات ، بينما عُبّر بالنياحة في قسم آخر منها وأنّها توجب عذاب الميّت ، وهي الروايات الأكثر ، وبناءً على التعبير الثاني فإنّها لا تخالف ما رأيناه .

2.راجع : مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۸۵ ح ۲۴۸ وج ۷ ص ۲۵۴ ح ۲۰۱۳۰ وصحيح البخاري : ج ۱ ص ۴۳۳ ح ۱۲۲۸ ـ ۱۲۳۰ و . . .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
132

تَدمَعُ ، ولا يُغضَبُ الرَّبُّ . ۱

۱۰۲۳۹.مسكّن الفؤاد :قيلَ : كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله تَذرِفُ عَيناهُ ، ويَمسَحُ وَجهَهُ ، ولا يُسمَعُ صَوتُهُ . ۲

۱۰۲۴۰.صحيح البخاري عن عبد اللّه بن عمر :اِشتَكى سَعدُ بنُ عُبادَةَ شَكوى لَهُ ، فَأَتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَعودُهُ مَعَ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ وسَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ وعَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ . فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ فَوَجَدَهُ في غاشِيَةِ ۳ أهلِهِ ، فَقالَ : قَد قَضى ؟ قالوا : لا يا رَسولَ اللّهِ ! فَبَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله . فَلَمّا رَأَى القَومُ بُكاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بَكَوا .
فَقالَ : ألا تَسمَعونَ ؟ إنَّ اللّهَ لا يُعَذِّبُ بِدَمعِ العَينِ ، ولا بِحُزنِ القَلبِ ، ولكِن يُعَذِّبُ بِهذا ـ وأَشارَ إلى لِسانِهِ ـ أو يَرحَمُ . ۴

۱۰۲۴۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أحسِنوا الكَفنَ ، ولا تُؤذوا أمواتَكُم بِالعَويلِ ، ولا بِتَزكِيَةٍ ، ولا بِتَأخيرِ وَصِيَّةٍ ، ولا بِقَطيعَةٍ ، وعَجِّلوا قَضاءَ دَينِهِ ، وَاعدِلوا عَن جيرانِ السّوءِ . ۵

راجع : كنز العمّال : ج 15 ص 608 ـ 625 .

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۵۳۸ ح ۱۴۱۰ ، صحيح ابن حبّان : ج ۷ ص ۴۳۳ ح ۳۱۶۰ ، حلية الأولياء : ج ۶ ص ۲۵۶ كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۶۲۳ ح ۴۲۴۸۵ .

2.مسكّن الفؤاد : ص ۹۷ .

3.الغاشية : الدّاهية من خير أو شرّ أو مكروه ، وأراد في غشية من غشيات الموت (النهاية : ج ۳ ص ۳۶۹ «غشا») .

4.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۴۳۹ ح ۱۲۴۲ ، صحيح مسلم : ج ۲ ص ۶۳۶ ح ۱۲ ، السنن الكبرى : ج ۴ ص ۱۱۵ ح ۷۱۵۲ ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۶۱۱ ح ۴۲۴۲۹ ؛ مسكّن الفؤاد : ص ۹۵ نحوه .

5.فردوس الأخبار : ج ۱ ص ۱۳۴ ح ۳۱۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150857
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي