167
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

إنّ الروايات المذكورة يمكن أن تكون أساسا للتخطيط من أجل إنشاء المراكز الترفيهية والرياضية في بناء المدن الإسلامية ، علماً أنّ علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار أنّ الترفيه والرياضة إذا كانا هادفَين ومطلوبَين فإنّهما محمودان في الإسلام ۱ ، ويجب أن تؤخذ هذه الملاحظة بنظر الاعتبار في التخطيط للمراكز المذكورة .

ك ـ رعاية المصالح العامّة

إنّ ما جاء تحت عنوان «اُصول سياسات تخطيط المدن» لا يمثّل ـ كما سبقت الإشارة ـ سوى قسما من أصول وضوابط تخطيط المدن ، المستلهمة من القرآن الكريم وروايات أهل البيت عليهم السلام والتي يمكننا بيانها الآن ولا شكّ في أنّ ضوابط تخطيط المدن تتجاوز نطاق هذا البحث ، وبشكلٍ عامّ فإنّ رعاية المصالح والمنافع العامة في النظام الإسلامي تمثّل مبدأً عامّا ، وعلى هذا الأساس فإنّ ما هو لصالح عامّة المواطنين يجب أخذه بنظر الاعتبار في وضع السياسات والبرامج ، وما يسبّب الضرر لهم يجب منعه ؛ مثل : قطع الأشجار ، تلويث البيئة ، قطع الطرق ، التعدّي على الطرق والأماكن العامّة ، صيد الحيوانات دون ضوابط ، وفتح النوافد على بيوت الآخرين . ۲

خامساً . واجبات المواطنين تجاه عمران البلاد والمحافظة عليها

رغم أنّ الحفاظ على البلاد الإسلامية وإعمارها هما في الأصل من مسؤولية الحكومة ، إلّا أنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ الحكومة لا يمكنها أداء واجبها بالشكل المطلوب دون تعاون المواطنين معها ، ولذلك فقد رغّبت الروايات الإسلامية الناس على حبّ مدنهم وأوطانهم ، والتعاون مع الحكومة الإسلامية في الحفاظ عليها ، والحرص على نظافتها ، وإيصال الخدمات إلى الجميع ، وإعمار الطرق وإصلاحها ، وبناء المساجد ،

1.سوف نطرح إن شاء اللّه هذا الموضوع بشكل تفصيلي ضمن العناوين الخاصة به في هذه الموسوعة .

2.جاءت هذه المباحث في المصادر الإسلامية بشكل مفصل .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
166

ط ـ بيوت المارّة

من الملاحظات الاُخرى الملفتة للنظر في سياسة تخطيط المدن الإسلامية هي بناء البيوت للمارّة وعابري السبيل ، فقد جاء في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
مَن بَنى عَلى ظَهرِ الطَّريقِ ما يُؤوي عابِرَ سَبيلٍ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ عَلى نَجيبٍ ۱ مِن دُرٍّ ووَجهُهُ يُضيءُ لِأَهلِ الجَنَّةِ نوراً . ۲
والجدير بالذكر هو أنّ هذا الإجراء كان يتمتّع بأهمّية من نوع خاصّ في عهد النبي صلى الله عليه و آله نظراً إلى المشاكل التي كان يواجهها المسافرون وعابرو السبيل ، إلّا أنّه مع ذلك لم يُفقد أهمّيته في عصرنا الراهن ، وما يزال قائماً في بعض البلدان المتقدمّة .

ي ـ المراكز الترفيهية والرياضية

وردت التوصية في الروايات الإسلامية بأنّ على الإنسان أن يخطّط للترفيه عن نفسه واستراحته الروحية ، ويخصص جزءا من وقته لذلك ، بالإضافة إلى البرامج التي يجب أن يضعها لتلقيه العلم ، وتأمين معاشه ، وارتباطه باللّه ۳ ؛ فقد روي عن سيرة بعض الأئمة عليهم السلام أنّهم كانوا يقومون أحيانا بالرحلات إلى خارج المدينة للترفيه عن أنفسهم ، فقد جاء في رواية عن إبراهيم بن أبي محمود :
قالَ لَنَا الرِّضا عليه السلام : أيُّ الإِدامِ أحرىَ؟ فَقالَ بَعضُنا : اللَّحمُ ، وقالَ بَعضُنا : الزَّيتُ ، وقالَ بَعضُنا : اللَّبَنُ ، فَقالَ هُوَ عليه السلام : لا ، بَلِ المِلحُ ، ولَقَد خَرَجنا إلى نُزهَةٍ لَنا ونَسِيَ بَعضُ الغِلمانِ المِلحَ فَذَبَحوا لَنا شاةً مِن أسمَنِ ما يَكونُ فَمَا انتَفَعنا بِشيءٍ حَتَّى انصَرَفنا . ۴

1.النجيب : الفاضل من كلّ حيوان ، والنجيب من الإبل : القوي الخفيف السريع (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۷۴۹ «نجب») .

2.راجع : ص۲۵۶ ح۸۳۷۲ .

3.راجع : هذه الموسوعة : المراقبة / تقسيم الساعات .

4.الكافي : ج ۶ ص ۳۲۶ ح ۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150893
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي