229
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

الأطفال الذين نضجوا جنسياً بأن يستأذنوا دوماً عند دخول الغرفة التي يستريح فيها الوالدان ، إلّا أنّ الاستئذان ثلاث مرات يكفي بالنسبة إلى الأطفال المميّزين الذين لم يبلغوا جنسيّاً ۱ .

3 . بلوغ الأشُدّ

طرح مفهوم «بلوغ الأشدّ» بتعابير مختلفة في ثماني آيات ، ويمكن تصنيف هذه الآيات تحت أربعة عناوين :

أ ـ البلوغ الجنسي

استخدم تعبير «بلوغ الأشد» في مقابل مرحلة الطفولة في آيتين :
« ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ » . ۲
وبناءً على ذلك ، فإنّ المراد من «بلوغ الأشدّ» في هذا النوع هو مرحلة ما بعد مرحلة الطفولة ، ولكن متى تبدأ هذه المرحلة ، وما هي علاماتها؟ فقد أغمضت الآية الشريفة عن تحديدهما ، ولذلك ، يمكن الرجوع إلى روايات أهل البيت عليهم السلام أو إلى العرف للإجابة على هذا السؤال .

1.«يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَئذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ حِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَ مِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَآءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْايَاتِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَئذِنُواْ كَمَا اسْتَئذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ » (النور :۵۸ و ۵۹) .

2.الحجّ : ۵ . وجاء في آية اُخرى : « ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ » (غافر : ۶۷) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
228

الغريزة الجنسية وتظهر عليه بعض التغيّرات من النواحي الجسمية والروحية والإدراكية ، يسمّى «البلوغ» .

«البلوغ» في القرآن

استُخدمت في القرآن الكريم ثلاثة تعابير ، لبيان المراحل الطبيعية لنمو الطفل ، وهي : «بلوغ النكاح» ، «بلوغ الحُلُم» و«بلوغ الأشُدّ» ، وسنقدّم إيضاحاً مختصرا لكلٍّ منها :

1 ـ بلوغ النكاح

المراد من «بلوغ النكاح» الفترة التي يصل فيها الطفل إلى مرحلة من النمو الطبيعي بحيث يكتسب القدرة على الزواج من الناحية الجنسية .
ويعتبر القرآن الكريم الوصول إلى هذه المرحلة من شروط الاستقلال القانوني للطفل :
«وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ » . ۱
وتشير هذه الآية إلى هذه الحقيقة ؛ وهي أنّ البلوغ ليس له معنى واحد في كلّ المواضع ، من وجهة نظر القرآن ، فقد يكون الشخص بالغا من الناحية الجنسية ، ولكنّه ليس بالغاً من الناحية القانونية .

2 . بلوغ الحُلُم

يبدو أنّ المراد من «بلوغ الحلم» ، البلوغ الجنسي أيضاً ۲ ، فقد أمر القرآن الكريم

1.النساء : ۶ .

2.ورد في لسان العرب ج ۱۲ ص ۱۴۵ : «الحُلْمُ وَالاِحتِلامُ : الجِماعُ ونَحوُهُ فِي النَّومِ ، وَالاِسمُ الحُلُمُ . ف وفي التنزيل العزيز : « لَمْ يَبْلُغُواْ الْحُلُمَ » » . رأى البعض أنّ المراد من «الحلم» هنا هو العقل ولكن يبدو أنّه من غير الصحيح تعليق الحكم الشرعي على صيرورة الطفل عاقلاً ، للأسباب التالية : أولاً : إنّ الطفولة لا تتنافى مع العقل ، ثانياً : لا يمكن تعيين ضابطة لصيرورة الطفل عاقلاً ، ثالثاً : عدم وجود تناسب بين الحكم والموضوع .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150735
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي