233
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

4 . اعتبر البلوغ الجنسي في القرآن الكريم مجرّد مبدأ أحد الأحكام الواضحة وهو وجوب الاستئذان في دخول غرفة استراحة الوالدين .

البلوغ في الأحاديث

هناك موضوعان حظيا باهتمام الأحاديث بشكل مفصّل فيما يتعلّق بالبلوغ :

1 . دور البلوغ في الأحكام التكليفية والوضعية

ورد التأكيد في عدد من الروايات على أنّ الطفل لا يكلّف قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ بأداء الواجبات الإلهية وترك المحرمات ، وإذا ما ارتكب عملاً قبيحاً ، فإنّه لا يعتبر مذنباً ، كما روي عن النبي صلى الله عليه و آله :
إنَّ الصَّبِيَّ لا يَجري عَلَيهِ القَلَمُ حَتّى يَبلُغَ . ۱
وعلى هذا الأساس ، فإن ارتكب الطفل ذنباً ، فإن الإسلام لم يقرّر له عقوبة خاصة ، مثل : السرقة ، فلا تجري عقوبتها عليه ، علماً أنّ من الضروري القيام ببعض الإجراءات لتأديبه .
كما لا تجري الأحكام الوضعية بشأن الطفل ، مثل عدم نفوذ الطلاق والوصية .

2 . علامات البلوغ

العلامات التي ذكرت في الروايات للبلوغ هي :

أ ـ الاحتلام

اعتبر «الاحتلام» الذي هو علامة البلوغ الجنسي ، في الروايات ، باعتباره إحدى علامات البلوغ التكليفية والقانونية للصبيان .
وقد أوضحنا فيما سبق أن القرآن الكريم أشار بشكل إجمالي إلى تكليف

1.راجع: ص ۲۴۹ ح ۱۰۴۶۵ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
232

تنتهي في سنّ الأربعين ، كما نقل في رواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :
إذا بَلَغَ العَبدُ ثَلاثاً وثَلاثينَ سَنَةً فَقَد بَلَغَ أشُدَّهُ وإذا بَلَغَ أربَعينَ سَنَةً فَقَدِ انتَهى مُنتَهاهُ ، وإذا بَلَغَ إحدى وأَربَعينَ فَهُوَ فِي النُّقصانِ . ۱
واستناداً إلى هاتين الروايتين ، فإنّ مرحلة «بلوغ الأشد» تبدأ ب«الاحتلام» ۲ وتبلغ ذروتها في سن الثالثة والثلاثين ، وكمالها في سن الأربعين ، ولعلّ الحكمة منها أنّ خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله بعث بالرسالة في سنّ الأربعين لأنه صلى الله عليه و آله كان يتمتّع في هذا العمر بالحدّ الأقصى من الاستعداد لأداء المسؤولية الثقيلة المتمثلة في إدارة المجتمع وتوجيهه وقيادته .

نتيجة دراسة آيات البلوغ

يمكننا التوصل إلى النتائج التالية من خلال التأمّل في الآيات التي طرح فيها موضوع البلوغ :
1 . لم يفرّق القرآن بين بلوغ الصبية وبلوغ الصبي .
2 . لم يطرح عمرا خاصّا للبلوغ ، بل تمّ الاستناد إلى علاماته الطبيعة مثل : البلوغ الجنسي والرشد العقلي .
3 . ليس للبلوغ في القرآن معنى واحدا في جميع المواضع ، بل قد يأتي أحياناً بمعنى البلوغ الجنسي ، وأحياناً بمعنى البلوغ القانوني ، واُخرى بمعنى البلوغ الإداري .

1.تفسير العياشي : ج ۲ ص ۲۹۲ ح ۷۲ ، الخصال : ص ۵۴۵ ح ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۶ ص ۱۲۰ ح ۷ .

2.يجدر ذكره أنه قد جاء في رواية بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام : «إذا بلغ أشده ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة ، وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أو لم يحتلم . . . (الكافي : ج ۷ ص ۶۹ ح ۷)» وحسب هذه الرواية فإن «بلوغ الأشد» يبدأ في سن الثالثة عشرة ، إلا أن الفقهاء لم يفتوا بهذا الحكم لتعارض هذه الرواية مع روايات اُخرى مشهورةً .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150600
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي