267
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

وقد تمّ تعريف البلاغة في روايات أهل البيت عليهم السلام بأشكال مختلفة ، مثل :
البَلاغَةُ ما سَهُلَ عَلَى المَنطِقِ ، وخَفَّ عَلَى الفِطنَةِ . ۱
وكذلك :
البَلاغَةُ أن تُجيبَ فَلا تُبطِئَ ، وتُصيبَ فَلا تُخطِئَ . ۲
كما ورد في رواية أن الإمام علياً عليه السلام قال في بيان خصائص أفصح الناس :
المُجيبُ المُسكِتُ عِندَ بَديهَةِ السُّؤالِ . ۳
ومن خلال التأمّل في الروايات التي جاءت في تعريف البلاغة ، ووصف الشخص البليغ والفصيح ، وبيان خصوصيّات الكلام البليغ والفصيح ، يتّضح أنّ التعريف الجامع للبلاغة والفصاحة من وجهة نظر الروايات هو نفس ما ذكرناه في الدراسة اللغوية لهاتين الكلمتين ، وأنّ ما جاء في هذه الروايات ، هو في الحقيقة بيان أبعاد الفصاحة والبلاغة وآثارهما ومراتبهما . وسنلقي فيما يلي نظرة إجمالية إلى روايات هذا الباب وتقييمها :

نظرة عامة إلى أحاديث الفصاحة والبلاغة

من خلال إلقاء نظرة عامّة على أحاديث الفصاحة والبلاغة ، يمكن تقسيم هذه الروايات إلى قسمين :

1 . الإشادة بالفصاحة والبلاغة

المجموعة الاُولى : الأحاديث التي تَعتبر الفصاحة والبلاغة زينة الإنسان وكمال المؤمن ، وتعتبرهما من خصوصيات كلام اللّه وأوليائه ؛ مثل ما روي عن

1.راجع : ص ۲۷۹ ( تفسير البلاغة ) .

2.راجع : ص ۲۸۰ ( صفة البليغ والفصيح ) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
266

ويقول أيضاً في بيان معنى الفصاحة :
الفَصاحَةُ : البَيانُ . . . تَقولُ : رَجُلٌ فَصيحٌ ، وكَلامٌ فَصيحٌ أي بَليغٌ . ۱

البلاغة والفصاحة اصطلاحاً

كما لاحظنا في بيان المعنى اللغوي لكلمتي «الفصاحة» و«البلاغة» ، فإنّ كلّ واحدة منهما استخدمت في موضع الاُخرى ، ولذلك فإنّ هاتين الكلمتين لهما مفهوم متقارب من الناحية اللغوية ، ولكنّ البلاغة تعني من الناحية الاصطلاحية : البلاغة في الكلام ومطابقته لمقتضى الحال ، مع فصاحته ، وأمّا الفصاحة فهي سلاسة الكلام ووضوحه وخلوّه من ضعف التركيب و تنافر الكلمات والتعقيد .
وللفصاحة ثلاثة فروع في علم البلاغة : الفصاحة في المفرد ، والفصاحة في الكلام والفصاحة في المتكلّم ، وأمّا البلاغة فهي إمّا في الكلام أو في المتكلّم ، وليس للبلاغة استعمال في المفرد ، أي ليس من الصحيح أن نقول : كلمة بليغة ، إلا إذا استخدمت «الكلمة» بمعنى الكلام .

البلاغة والفصاحة في الكتاب والسنة

لمشتقّات مادّة «بلغ» استخدامات كثيرة في القرآن الكريم ، مثل بلاغ ، بالغ و ... ، ولا نجد فيه استخدام البلاغة بالمفهوم الذي نحن بصدد دراسته في هذا الباب ، نعم ذكر موضوع الفصاحة مرة واحدة خلال نقل قصّة إرسال موسى عليه السلام لدعوة فرعون وملئه إلى التوحيد ؛ فنراه يطلب من اللّه تعالى أن يؤازره أخوه هارون الذي هو أكثر فصاحة منه ، في أمر الرسالة :
«وَ أَخِى هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِى إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ » . ۲

1.لسان العرب : ج ۲ ص ۵۴۴ «فصح» .

2.القصص : ۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150608
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي